محمد سليمان وأمل مجدي ومحمود عاطف: سياسيون: مؤشر لعدم نجاح الفكرة.. والأيديولوجيات المشتركة يمكنها الاتحاد في قوائم بعد دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الأحزاب، خلال لقائه معهم الأسبوع الماضي، لنبذ الخلافات والإصطفاف الوطني، والتوحد في قائمة انتخابية موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وفقًا للتصريحات التي أدلي بها عدد من قيادات الأحزاب، عقب لقائهم بالرئيس، الأربعاء الماضي. تسارعت عدد من الأحزاب والتحالفات الانتخابية للإعلان عن مبادرات لتدشين قائمة موحدة موجهة الدعوة إلى باقية الأحزاب للانضمام إليها، حيث تم الإعلان عن ثلاث مبادرات في أوقات متقاربة، وهي مبادرة حزب المحافظين ومبادرة تيار الاستقلال ومبادرة ائتلاف الجبهة المصرية. حزب المحافظين، أعلن الأربعاء الماضي، عقب انتهاء لقائه بالرئيس مع بقية الأحزاب، تدشين قائمة وطنيه موحدة تضم عددًا من الأحزاب السياسية، موجهة الدعوة إلي رؤساء الأحزاب للمشاركة في وضع المقترحات الخاصة بتدشين القائمة الوطنية، مشيرا إلي استمرار تلقي مقترحات الأحزاب حتي غدا الثلاثاء. قال بشري شلش، أمين عام حزب المحافظين، إن الحزب يسعى جاهدًا لتكوين نواة لقائمة وطنية قوية قادرة على خوض معترك الانتخابات البرلمانية المقبلة، مضيفًا أن الحزب دعا كل الأحزاب للانضمام لقائمة المحافظين، وتقديم مقتراحتهم، من أجل الخروج بصيغة توافقية تلبي تطلعات الأحزاب والشعب. فيما أعلن تيار الاستقلال، الذي يرأسه أحمد الفضالي، تدشين قائمة انتخابية موحدة لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، بمشاركة 32 حزبًا سياسيًا، استجابة لمبادرة رئيس الجمهورية، ودعوته للأحزاب للاصطفاف الوطني. أوضح الفضالي، في بيان صحفي، أمس الأحد، أن التيار سيخاطب 42 حزبًا أخرين؛ للتشاور معهم في الانضمام لهذه القائمة الموحدة على رأسهم الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد. من جانبه، أصدر ائتلاف الجبهة المصرية الذي يضم عدد من الأحزاب، منها حزب الحركة الوطنية، وحزب مصر بلدي وحزب الجيل، بيان صحفي، أعلن فيه أنه سيوجه دعوة لجميع الأحزاب المصرية والقوى السياسية للاجتماع يوم 10 يونيو المقبل، لوضع الآليات اللازمة التي تلزم لتشكيل قائمة انتخابية موحدة. أكد البيان، أن الجبهة المصرية ترحب بجميع المبادرات المطروحة للم شمل الأحزاب والقوى السياسية في إطار قائمة وطنية موحدة. رئيس وحدة النظام المصري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور يسري العزباوي، قال إن المؤشرات تؤكد أن الأحزاب والتحالفات السياسية والانتخابية لن تنجح في تدشين قائمة موحدة، مشيرًا إلى أن جميع هذه المبادرات ستعلن خلال الفترة المقبلة، انضمام عدد كبير من الأحزاب إليها، بهدف تضخيم الأعداد أمام وسائل الإعلام؛ لجذب الانتباه إليها. أضاف العزباوي، ل"ويكيليكس البرلمان"، اليوم الإثنين، أنه رغم جميع الانتقادات التي وجّهت وما تزال توجّه لقائمة "في حب مصر"؛إلّا أنها القائمة الأقوى والأقرب إلى الفوز بالانتخابات البرلمانية المقبلة حتى هذه اللحظة. أشار العزباوي، إلى أن إمكانية تدشين قائمة موحدة، مرهون بتدخل بعض الشخصيات التي ترتبط بعلاقات مع أجهزة الدولة، لدعم تلك المبادرة، خاصة أنه لا توجد بنية مؤسسية واضحة لأي من هذه التحالفات تمكنها من النجاح بمفردها، موضحًا أنه على مدار تاريخ الحياة الحزبية في مصر، لم تنجح الأحزاب في تأسيس تحالفات انتخابية قوية؛ بل على العكس جميعهم يلجأون إلى المال السياسي للحصول على مقاعد البرلمان. يذكر أن عدد من الأحزاب والتحالفات الانتخابية، أعلنت مبادرات عديدة لتدشين قائمة موحدة، موجّهة الدعوة إلى باقي الأحزاب للانضمام إليها، حيث تم إعلان ثلاث مبادرات في أوقات متقاربة، وهي مبادرة حزب المحافظين، ومبادرة تيار الاستقلال، ومبادرة ائتلاف الجبهة المصرية. أضاف الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، إن ظهور تلك الدعوات، دليل على أن رؤية الأحزاب الموجودة على الساحة واحدة، وأن الدعوة الموجهة لعمل قائمة موحدة، كانت تعنيهم فقط دون غيرهم. لفت دراج، إلى أن فكرة تشكيل قائمة موحدة مستحيلة التطبيق، نظرًا لافتراضها بأن الشعب المصري كله كتله واحدة، وطيف واحد، وأصحاب توجه واحد، معتبرًا أن ذلك الافتراض غير صحيح، لأن الشعب المصري منقسم أكثر من قسم، ولا يمكن أن يتوحد في قائمة انتخابية واحدة. أشار دراج، إلى إمكانية أن يقوم كل قسم من الشعب المصري من أصحاب الأيديولوجيات المشتركة، بتشكيل قائمة موحدة تعبر عنهم، وعرضها على الشعب المصري خلال الانتخابات، ثم يقوم الشعب بالاختيار فيما بينهم، لما يراه مناسب.