عاد أمس إلى أرض الوطن وفد اتحاد الجبلاية المكوَّن من سبعة أفراد - في عين العدو - بعد أن أنجز مهمتة التاريخية المتمثلة في حضور فعاليات انتخابات الفيفا الأخيرة. جموع الشعب المصري كانت تنتظرهم على باب المطار وهي تغني بفخر وامتنان: (يا حبايب بالسلامة رحتوا ورجعتولنا بالسلامة.. رحلة فسحة جميلة مشوار كلة بطولة). سأطرح عليكم عدة أسئلة منطقية تحتاج إجابات نموذجية سأجتهد معكم للوصول إليها: 1- هل الحدث يستدعي سفر كل هذا العدد؟ لم تكن هناك أي اجتماعات رسمية على هامش عملية الانتخابات تبرر حضور معظم أعضاء اتحادنا بل مجرد لقاءات بروتوكولية معتادة بين الأعضاء يمكن إجراؤها من خلال أجهزة الكمبيوتر دون الحاجة للسفر، وبالتالي كان من الممكن الاكتفاء بإيفاد فرد واحد أو اثنين على الأكثر، المكسب الوحيد الذي حصدناه هو التصالح الذي تم في زيورخ بين جمال علام ومحمود الشامي!. 2- من الذي دفع تكاليف هذة الرحلة الغالية لسبعة أفراد؟ لا أعلم على وجه التحديد، لكنني أتمنى أن يكون الاتحاد الدولي قد تكفَّل بكافة النفقات بما فيها مصروف الجيب دون أن تتحمل خزينة الجبلاية قرشًا واحدًا، أمَّا اذا كان العكس هو الصحيح فيجب تقديم كل من سافر لمحاكمة عاجلة بتهمة إهدار المال العام. 3- لمن أعطت مصر صوتها؟ جمال علام أقسم أنه صوَّت لصالح الأمير علي، باعتبارة "مننا وعلينا" رغم أن كل التصريحات والتصرفات السابقة كانت تشير إلى أننا ندعم بلاتر!. إذا كانوا مقتنعين فعلاً بأنَّ المرشح العربي هو الأفضل كان يستلزم عليهم التحرك بشكل أكبر من أجل دعمه، مستخدمين ثقل مصر ومكانتها على الساحة الإقليمية والدولية إلا أنهم اكتفوا بالصوت فقط تطبيقًا لسياسة: "أمسك العصاية من النص"!. 4- هل كان الجميع سيتحمس لهذة السفرية لو كانت لأثيوبيا أو الكونغو بدلاً من سويسرا؟ سأترك الإجابة لكم. 5- المهندس هاني أبو ريدة لا يمتلك شخصيًا حق التصويت، لكنه قادر فعليًا على الحشد والمساندة فكيف كان موقفه من المرشحين؟ الحقيقة أنه تبنَّى موقفين وليس واحد كعادة السياسيين الشطار.. الأول كان إعلاميًا وهو تأييده المطلق للأمير علي، أمَّا الثاني فكان سريا وهو العمل بكل قوته لصالح بلاتر!. عقب حسم النتيجة ظهرت صورة أبو ريدة وعلى وجهه كل علامات الرضا والسعادة, في اليوم التالي مباشرة تم تعيينه رئيسًا للجنة تنظيم كأس العالم للشباب تحت 20 سنة! هل نعتبر هذا القرار مصادفة أم مكافأة؟. ذهب الزمن الجميل الذي كنا نقود فية الأمة العربية والإفريقية كرويًا، وتحوَّلنا إلى تابعين يتحكم فينا عيسي حياتو وأمثاله دون أن نجرؤ على الاعتراض أو مخالفة الأوامر.. انتهي عصر قادتنا العظام في المجال الرياضي وجاء مكانهم ثلة من الضعفاء أضاعوا مكانتنا وهيبتنا، هذا هو الواقع المرير الذي لن يتغير إلا إذا قضينا على كل فاسد وجاهل داخل منظومتنا مصداقًا لقوله تعالي: "لا يغير اللة ما بقومٍ حتى يغيِّروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.