أغيثونا ..الحقونا ، مستشفى الميرى لم تعد لعلاج المرضى، المستشفى أصبحت مقبرة للمرضى فالداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، هكذا كانت كلمات أهالى المرضى الذين تواجدوا بقسم الصدرية بمستشفي الطلبة الجامعى الأميرى، فى أعقاب الحريق الذى نشب بوحدة القسم والتهم جزء كبير من محتويات الطابق الثانى والثالث بعد ان نشب بالدور الأول فى غرفة المرضى أرجعها البعض إلى حدوث ماس كهربائى.
كاد الحريق أن يتسبب فى كارثة حقيقية، حيث توغل الحريق بسرعة من أولى غرف قسم الصدرية وانتشر إلى باقى الغرف الممتدة إلى أقسام الطوارئ والحريق ووحدة العناية المركزة والجلدية وغياب الأدوات والاجهزة الأولية لمواجهة الحرائق.
حالات الاختناق بلغت نحو 30 حالة خطرة، من داخل عنابر الجلدية والصدرية رجال وسيدات، فيما تم نقلهم إلى وحدة الطوارئ والاستقبال ووضعهم على أجهزة التنفس الصناعي بحسب الدكتور أحمد سامى طبيب امتياز، فيما أصيب 3 من المسعفين باختناقات شديدة عقب تعرضهم لاستنشاق كميات كبيرة من ألهبة الحريق المتصاعد فى الغرف.
استحق طلاب الامتياز والأهالى نوط البطولة لدورهم فى إنقاذ المرضى وسرعة نقلهم إلى وحدات الطوارئ، وكشفوا عن وجود تقصير كبير من استعدادت المستشفى لمواجة أى ظرف طارئ عليها.
قالت احدى الممرضات من قسم الصدرية رافضة ذكر اسمها ، أن الحريق وقع فى تمام الرابعة عصراً وفوجئنا بتصاعد ألهبة النيران من داخل إحدى غرف قسم الصدرية وامتد ليشتعل فى سقفها الصناعى مما ساعد على تزايد الاشتعال وانتقل على الدورين الثانى والثالث، وشارك الجميع فى نقل المرضى حرصاً على حياتهم.
أم طارق إحدى المرضى بقسم الصدرية سارع ابنها الذى تواجد لزيارتها قبل الحريق وسارع بإخراجها من الدور الأرضى لتواجدها بغرفة العناية المركزة، و العمال يعملون داخل المبنى وهناك ما يساعد على تصاعد ألهبة الحريق من زبالة وورق وأخشاب ومواد طلاء وغيرها والمرضى كلهم فى مكان واحد
وقال عم سعيد 54 سنة، مريض بقسم الجلدية، الحمدلله أن اخرجنا منها سالمين وما حدث كاد أن يزهق أرواحنا لولا عناية الله ورحمته، فجميع المرضى المصابين بالقسم ممن يتعالجون من أمراض صدرية مختلفة والدخان المتصاعد أثر على كفاءة تنفسهم بطريقة طبيعية.
واتهم وليد محجوب أحد أبناء المرضى المستشفى، بأنه لا يوجد بها خدمات وكل حاجة صعبة وأصبح الداخل فيها مفقود لا رعاية.. لا خدمات صحية، ولاعنبر الذى يضم نحو 20 أو 30 يسع ما يزيد عن 60 حيث لوجد عدد 2 مرضى بكل سرير ومنهم من يفترش الأرض للعلاج.
كان الحريق الذى وقع عصر أمس الخميس، بالمستشفى الكائن، بمنطقة محطة الرمل في الإسكندرية، بالدور الثاني و الثالث أثر وصول جسم متشعل إلي القمامة و النفايات و مخلفات الطبية الموجودة في منور المسشتفي، و أدي الحادث إلي إصابة المرضي بحالات اختتاق، فيما لم تسجل أى وفيات حتى كتابة هذه السطور، حيث تلقي اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية، بلاغاً يفيد بنشوب حريق بالطابق الثاني بمستشفي جامعة الإسكندرية ، وإحتجاز عدد من الأفراد في الطابق الذي نشبت فيه النيران.
انتقل علي الفور قوات الحماية المدنية بقوة مكون من خمس سيارات إطفاء و سلم إنقاذ المرضى المحتجزين في قسم الصدرية رجال و سيدات و الجلدية، و نجحوا فى إخماد الحريق، الذي نشب في عنبر الصدرية و انتقل إلى قسمي الجلدية و الحريق.
وشاركت قوات الحماية المدنية الأهالى فى إنزال المرضى المحتجزين عن طريق سلم الأطفاء عبر النوافذ الخلفية من المستشفي، وتم إنزال بعض المصابين من السلم الخلفى للمستشفى وتم توزيع المرضي على أقسام المستشفى المختلفة لتلقي العلاج.
الدكتور محمود الزلبانى عميد الكلية، قال: أن الحريق وقع فى قسم الصدرية وأنه يضم نحو 60 سرير وحجرة للعناية المركزة وأن جميع المصابين تم نقلهم إلى المتشفى التعليمى الجديد داخل المستشفى.
وأضاف، لم ترد إلينا أى معلومات عن السبب الحقيقى عن نشوب الحريق وأنه تقرر فتح التحقيقات العاجلة لمحاسبة المسئول الحقيقى عن الواقعة، مشيراً إلى أنه سعى لتدارك الموقف قبل تفاقمه.
حول شكوى الأهالى لعدم توافر أجهزة الإطفاء داخل المستشفى وجود حنفيات إطفاء لا تعمل، أوضح أنه سيتم محاسبة المسؤولين عن كل قسم أو كل ما له علاقة بالمستشفى فى إشارة منه إلى مدير المستشفى وعميد الكلية.