رغم أن الإسكندرية تحتوي على ما يزيد عن 40 ضريحًا لعدد من أولياء الله الصالحين، أشهرهم أضرحة "سيدي أبو العباس المرسي، وسيدى ياقوت العرش، وسيدي أبى الدرداء". ويتغنى بهم، الإسكندرانية، في حفلات الزفاف، فيقولون: "اقروا الفاتحة لأبو العباس وإسكندرية يا أجدع ناس، والفاتحة التانية لأبو الدردار، واللي يعادينا يولع نار، أما الفاتحة الثالثة لسيدى ياقوت واللي يعادينا يطق يموت". تشهد الأضرحة إهمالًا ونسيانًا من الدولة، ممثلة في مديرية أوقاف الإسكندرية، التي تغض الطرف عن تعرض الأضرحة وبعض مبانيها إلى الانهيار مثلما هو الحال في مسجد النبي دانيال أحد أهم وأشهر مساجد الإسكندرية، والذي يقع في شارع النبي دانيال، الذي يحمل نفس اسم المسجد، وللمصادفة فالشارع يتواجد فيه المعبد اليهودي والكنيسة المرقسية أي أنه يضم الديانات الثلاث. يشكو مدخل مسجد النبي دانيال، من الإهمال والتصدع والشروخات، بسبب قيام أحد المقاولين المجاورين للمسجد ببناء عقار سكني، الأمر الذي أدى إلى انهيار بوابة المسجد الرئيسية بالإضافة إلى سيطرة الباعة الجائلين على مدخل المسجد بشكل مستفز، وسط غياب من منطقة أوقاف وسط الإسكندرية. وعلى مقربة من النبي دانيال، يقع مسجد سيدي عبد الرازق الوفائي، الذي يضم ضريح وعدد من الأعمدة الأثرية القديمة والإهمال عنوان المكان أيضًا. أما الحكايات في المرسي أبو العباس، فلا تنتهي عن كرامات سيدي أبو الفتح، خال سيد إبراهيم الدسوقي، والتي وصلت إلى روضة النبي، والذي زاد مريديه عن 4 مليون، إلا أن الوضع أيضًا يزداد سوءًا يومًا بعد الآخر. مسجد سيدي أبو الفتح، كما يلقب "محمد مروان"، الذي كان أحد الصالحين العارفين بالله، جاء إلى مصر منذ 800 عام وهو خال الشيخ الجليل إبراهيم الدسوقي، أحد أولياء الله الصالحين. وقال عامل بالمسجد، أحمد عبد الفضيل، إن سيدي إبراهيم الدسوقي، الذي يعتبر أبو الفتح خاله، سميت دسوق بكفر الشيخ على اسمه، لأن البحر انحصر عن الجامع الذي بناه بعد تضرعه إلى الله، ثم وصل أبو الفتح إلى الإسكندرية لنشر الطريقة الرفاعية بمصر، إذ أرسله الشيخ الرفاعي من العراق إلى القاهرة ودفن في مسجده الذي يقع بالجهة الجنوبية بمسجد أبو العباس المرسي. وأكد الشيخ جابر قاسم، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بالإسكندرية، أن ميدان المساجد، له أهمية كبيرة فهو يعبر عن الطابع الإسلامي للمدينة وكثير من السياح يقصدون الميدان والمساجد الأربعة عشرة التي توجد به، ويعتبر من أهم الميادين في العصر العثماني. وأضاف: "كانت هذه المنطقة تستخدم مدافن للأموات في عهد محمد علي باشا، الذي كان يدرك أهمية مدينة الإسكندرية فأنشئ مجلس الأورناطو الذي اهتم بتنمية وتطوير المدينة التركية، لاحتوائها على مباني مطرزة بصدف البحر والوشاح الأخضر والخرزة الزرقاء والسلاسل وجوجع البحر وسلسلة كف مريم منعًا للعكوسات". وطالب قاسم، الجهات المسؤولة بسرعة ترميم مسجد أبو العباس الذي تتعرض مئذنته إلى التصدع والانهيار، مضيفًا أنه طالب مسؤولي الأوقاف عدة مرات بسرعة ترميم المسجد ولكن دون جدوى. وشهدت الإسكندرية، في الفترة الماضية، قيام بعض الأشخاص بهدم أضرحة دون ترخيص، ومنها هدم ضريح الشيخ عبد الغني الشاذلى بشارع سوق السمك القديم. كما تقدمت الشريفة نبيلة سنبل ببلاغ ضد وكيل وزارة الأوقاف بعد سرقة ملحقات مسجد كانت تبرعت به للمديرية في شارع عبد الحميد الديب بمنطقة ثروت، ولا أحد يحقق أو يفتح ملف إهمال الأضرحة في الإسكندرية، رغم تعدد الكوارث التي تلحق بها. وتعرض مسجد تربانة المدرج، ضمن المساجد الأثرية بالمحافظة، للإهمال وظهرت الشروخات والتصدعات في واجهته المطلة على شارع فرنسا.