أخفق مؤتمرٌ، بدأ قبل شهر؛ لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي المبرمة عام 1970 أمس الجمعة، بعد أن عجز أعضاؤه عن التغلب على خلافات بشأن فرض حظر على الأسلحة النووية في الشرق الأوسط أنحت الولاياتالمتحدة باللائمة فيها على مصر. وبعد مفاوضات استمرت أربعة أسابيع بشأن سبل تحسين الالتزام بالمعاهدة، حسب وكالة "رويترز"، لم يتم التوصل لإجماع فيما بين الدول الموقعة على المعاهدة والبالغ عددها 191. وأعلنت روز جوتيمولر، وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية، عدم التوصُّل لاتفاق واتهمت بعض الدول بتقويض المفاوضات، فيما لم تحدد جوتيمويلر أسماء الدول التي حاولت "التلاعب بشكل سلبي" بالمؤتمر على الرغم من اتهامها مصر ودولاً عربية أخرى بوضع "شروط غير واقعية وغير عملية" للمفاوضات. ومسبقًا، قال دبلوماسي غربي كبير: "مصر دمَّرت المؤتمر، مصر تجاوزت الحد وحالت دون جعل المنطقة تقترب بشكل أكبر من أن تصبح منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل". وعلى الفور، ردَّت القاهرة بشكل رسمي، ونفت أن تكون قد مارست أي دورٍ نحو تقويض هذا المؤتمر. وفي الشهر الماضي، اقترحت مصر، بدعمٍ من دول عربية أخرى، ودول من منظمة عدم الانحياز، أنَّ يدعو الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى عقد مؤتمر إقليمي بشأن حظر أسلحة الدمار الشامل، مثلما جاء خلال الاجتماع، الذي عقد في عام 2010 لمراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي. وكان المؤتمر سيعقد بمشاركة إسرائيل أو دون مشاركتها ودون الاتفاق على أجندة ودون مناقشة القضايا الأمنية الاقليمية، بينما عارضت واشنطن وإسرائيل هذه الشروط. ويتم اتخاذ القرارات في مؤتمرات مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي بالاجماع، وتعقد هذه المؤتمرات كل خمس سنوات. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي الاعتقاد السائد على نطاق واسع بأنها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. ووافقت اسرائيل التي لم تنضم فقط إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، على المشاركة في مؤتمر المراجعة كمراقب، لتنهي بذلك غيابًا دام 20 عامًا. وأبدت إسرائيل غضبها من الدعوة التي أثيرت خلال اجتماع مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي عام 2010 لعقد مؤتمر في عام 2012 بشأن حظر أسلحة الدمار الشامل في المنطقة، لكن دبلوماسيين قالوا إنَّ اسرائيل وافقت في نهاية الأمر على حضور الاجتماعات المقررة، لكن المؤتمر الذي كان مقررًا عام 2012 لم يعقد وهو ما أغضب مصر والدول العربية الأخرى. ويقول دبلوماسيون غربيون إنَّ مقترحات مصر استهدفت تركيز الانتباه على إسرائيل، إلا أنَّ رؤية واشنطن وإسرائيل تذهب إلى أنَّ البرنامج النووي الإيراني هو الخطر الحقيقي في المنطقة. وترد إيران أنَّ برنامجها سلمي، وتتفاوض حاليًا مع القوى العالمية للحد منه مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. وتذكر إسرائيل أنَّها لن تفكر في الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي إلا بعد التوصل لسلام مع جيرانها العرب وإيران.