يقبل الآلاف من أبناء محافظة سوهاج والمحافظات المجاورة بمختلف طبقاتهم ودرجاتهم العلمية، على الأضرحة، كل حسب اعتقاده. فنجد من يزور الضريح ليتبارك بصاحبه، ومن يزوره ليفك السحر عنه، ومن لا يستطيع إتمام زواجه ويرغب في "فك الربط"، ومن مر على زواجها الكثير ولم ترزق بطفل، وتتعشم أن يتم الحمل بزيارة الضريح. تحوي سوهاج، ما يزيد عن 92 ضريحًا، ما بين أضرحة مشيدة فوق القبور، وفي الميادين والشوارع، وأضرحة في المساجد، وأشهرها ضريح مسجد العارف بالله بسوهاج، وضريح الأمير حسن بأخميم، والست عزيزة أخميم، والشيخ مطاوع بدار السلام، والشيخ جلال بطهطا، وضريح الشيخ كمال الدين، وضريح الشيخ نور الدين، وضريح الشيخ زوين، والشيخ نوير بمدينة طما، وضريح الشيخ حماده بالحما بطما، وضريح الدكروني بأولاد جبارة، وضريح الشيخ دافع بأولاد حمزة، وضريح الشيخ محمد بالأحايوة، بالإضافة إلى العديد من الأضرحة التي يتردد عليها آلاف المواطنين، خلال احتفالات وموالد هذه الأضرحة. ضريح العارف بالله يعد ضريح العارف بالله من أشهر الأضرحة، وهو الشيخ العارف بالله بن الشريف إسماعيل. ولد العارف بالله يوم 4 ذو القعدة سنة 724 هجرية بتلمسان بالمغرب، وحفظ القرآن عن عمر لم يتجاوز السابعة، وهو من أولياء الله الصالحين، وكان عالمًا بعلوم الفقه والحديث والسنة، وحكم مديرية جرجا في سابق العهد، لمدة 23 عامًا، بكتاب الله وسنة رسوله. ويرجع نسب الشيخ العارف بسوهاج، إلى ذرية الإمام الحسن الصيفي، ابن الإمام على ابن أبي طالب، والسيدة فاطمة الزهراء، بنت المصطفى صلى الله عليه وسلم. له ثلاثة أبناء وفتاة، وهم الشيخ محمد، والملقب بالشيخ أحمد العارف، وهو من أولياء الله الصالحين له ضريح بقرية دندرة بمحافظة قنا، يقام له مولد في الثاني من يونيو من كل عام، ومن أحفاده في سوهاج محمد عارف فراج. والثاني من أبنائه، الشيخ عبد الفتاح العارف له، مقام بجوار والده؛ أما ثالث أبناء العارف بالله، فهو الشيخ عبد الكريم، وله مقام بقرية إدفا بسوهاج. أما ابنته "الشيخة فاطمة"زوجها والدها لصديقه الشيخ إسماعيل الباري، وله مقام بقرية أبار الوقف أخميم. ضريح مسجد الأمير حسن يأتي مسجد الأمير حسن بأخميم، كثاني أشهر المساجد والأضرحة الأثرية بسوهاج، أنشأه الأمير حسن بن الأمير محمد سنة 1117 هجري، وانتهى من إنشائه عام 1121 هجري. كما أنشأ ضريحًا ملاصقًا له في الجهة الشرقية، وتوفي الأمير حسن عام 1132 هجرية، وُدفن بالضريح. ويمتاز هذا المسجد والضريح، باستخدام أعمدة خشبية تحمل سقفه، وهو أمر لم يُر له مثيل بمساجد الصعيد، كما يندر تواجده في مساجد مصر بصفة عامة. ومن جانبه، قال أحد المشايخ التابعين للأوقاف، رفض نشر اسمه، إن الناحية الشرعية للأضرحة التي توجد بالمساجد، تقول إن الضريح إن كان بعيدًا عن اتجاه القبلة فلا حرج منه، ولا يُمنع وجودها، وهذا ما أكده العلماء في عصرنا هذا موضحًا أنه يؤخذ حكم التحريم إذا كانت القبور والأضرحة في اتجاه القبلة. وتابع: "أما بالنسبة لزيارة الأضرحه فلا حرج من الزيارة، والتذكر في شأن هؤلاء الرجال أولياء الله الصالحين، فالله يقول (آلا إن أولياء الله فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، فالأولياء ضحوا لنصرة دين الله وفي سبيل نصرة الدعوة". وأردف: "الحكمة تكمن في تذكر أعمال وأفعال هؤلاء الأولياء الذين وصلوا لهذه المرتبة، للاقتداء بهم وبأعمالهم الصالحة،وفي سيرتهم عظمة أعمالهم الصالحة، أما ما يقال عن إنها تفك النحس وتشفي المريض هذا لا أساس له من الصحة".