استيقظت العاصمة البوروندية "بوجمبورا" اليوم الخميس، على أصوات إطلاق النار بين الموالين للرئيس البوروندي، بيير نكورونزيزا، والمعارضين له، حيث لازال الطرفان يتنازعان على السلطة ومازال الوضع مرتبكًا في البلاد، وتركزت المعارك بين الجانبين وسط مدينة بوجمبورا، قرب مقرّ الإذاعة والتلفزيون الرسمي. وأعلن قائد هيئة أركان الجيش البوروندي الموالي للنظام، الجنرال بريم نيونغابو، ليلة البارحة، أنّ "الثورة فشلت ، وأنّ القوات الموالية للرئيس تراقب جميع النقاط الإستراتيجية"، داعيًا "المعارضين إلى الإستسلام فوراً"، وهو إعلان سرعان ما فنّده المتحدّث باسم الجنرال المؤيد للتظاهرات ضد النظام نيومباري، في بيان. ومن الواضح أنّ المفاوضات التي جرت بين الشق الموالي والمعارض من الجيش على النظام، لم تتمخّض عن أي اتفاق يذكر، وذلك عقب تجدد المواجهات، صبيحة اليوم الخميس، بين الجانبين، وفقًا لمصادر سياسية مطّلعة. أمّا التصريحات المتفرقة التي أدلى بها مسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، فتترجم انقسامًا واضحًا صلب القوى العسكرية البوروندية، بين موال ومنشق عن النظام. وفي محاولة منه لتطمين الموالين لمعسكر نكورونزيزا، قال وزير الداخلية البوروندي، إدوارد ندوويمانا، مساء أمس الأربعاء، إنّ الأمور ستعود إلى نصابها سريعًا وأنّ القوات الأمنية بصدد العمل ولم يتحدّث عن القوات العسكرية، ما يعني أنّ شقًا كبيرًا من الجيش الرافض للنظام القائم في البلاد، خارجون عن السيطرة. ووفقًا لإحداثيات المشهد البوروندي المتوفّرة، يبدو أنه من الصعب التوصل إلى حل سريع للأزمة في البلاد. وأعلن الجنرال غودفروا نيابيندا، القائد السابق لأركان الجيش البوروندي، أمس الأربعاء، إغلاق الحدود البوروندية ومطار العاصمة بوجمبورا. وقالت مصادر عسكرية بوروندية "إن هذا القرار يأتي كإجراء وقائي ضد عودة محتملة للرئيس بيير نكورونزيزا من تنزانيا التي زارها للمشاركة في قمة قادة دول شرق أفريقيا للتباحث حول الأزمة في بلاده". وتعيش بوروندي منذ 26 أبريل الماضي، على وقع مسيرات من تنظيم المعارضة والمجتمع المدني ضد ولاية رئاسية ثالثة لنكورونزيزا، التي يعتبرونها "غير دستورية".