ليونيل ميسي لاعب زادة الخيال والسحر والفن والجمال.. الناس في حُبه سُكارى يتسائلون ليلًا ونهارًا عن سر تألقه الرهيب وإبداعه الكروي الغريب الذي استحوذ على إعجاب ملايين المشاهدين وسلب عقول النقاد والمحللين.. الإرادة الإلهية منحته موهبة استثنائية مدعومة بمهارات خيالية وقدرات إعجازية رشحته للقب الأفضل على مدار كل العصور الكروية. قصة حياته الحقيقية عبارة عن ملحمة إنسانية أبطالها الأساسيون أم وأب أمنا بحظوظ ابنهما الصغير في النجاح رغم إصابتة بمرض التوحد ومشكلة نقص النمو التي جعلت طوله لا يتجاوز 115 سم عند سن الثالثة عشر! ولد ليو عام 87 بمنطقة روساريو المتواضعة بالعاصمة الأرجنتينية (بوينوس ايريس) وحين بلغ السابعة بدأ لعب الكرة في الشارع، حيث أظهر نبوغًا مبكرًا رشحه للانضمام إلى نادي الحي الصغير لكن ضآلة جسمه كانت عائقًا كبيرًا، فقام والده بعرضه على مجموعة من الأطباء الذين أجمعوا على ضرورة علاجه بهرمونات النمو وإلا سيعيش بقية حياته قِزمًا! تكلفة العلاج كانت ألف يورو شهريًا بما يعادل دخل الاسرة بالكامل في أربع شهور، فعرض الأب على النادي التكفل بهذه المصاريف، مقابل أن يلعب ابنه ضمن صفوفه مجانًا مدى الحياة فكانت الإجابة هي الرفض! لم ييأس الوالد وقدّم نفس العرض إلى نادي (ريفر بليت) الشهير الذي لم يوافق رغم إجماع مدربيه على قدرات الفتى الصغير. أحد المدربين الكتلان رصد موهبته، زطلب منه السفر إلى برشلونة، فدبّرت الأسرة تكاليف الرحلة بصعوبة وانتقل ليو إلى هناك ليخضع لاختبار فني أمام خبراء أكاديمية البارسا الذين طلبوا التعاقد معه فورًا فاستدعت الإدارة أبوه لمعرفة شروطه التي اقتصرت فقط على تحمل النادي تكاليف العلاج مع مصروف جيب للنجم الجديد!. طوال فترة 42 شهرًا خضع للحقن اليومي بهرمون SMOATOPIN وهو عقار محظور يسمح باستخدامه على نطاق ضيق للحالات التي تعاني نقصًا شديدًا في النمو.. استجاب جسده النحيف للعلاج المكثف وأصبح طولة اليوم يصل إلى 169 سم. في سن السابعة عشر وقّع أول عقد احتراف مع النادي ليلعب ضمن صفوف برشلونة B لكن بعد خمس مباريات فقط تم تصعيدة للانضمام إلى الفريق الأول و خاض معه باكورة لقاءاته في الليجا عام 2004. هوايته في تحطيم الأرقام القياسية بدأت مبكرًا حين سجل أول أهدافه الرسمية مع البارسا عام 2005 ليصبح أصغر هداف للنادي منذ نشأته بعدها صار أكبر هداف في تاريخ الدوري الإسباني وبطولات أوروبا للفرق فضلًا عن عديد من الإنجازات الفردية والجماعية الأخرى غير المسبوقة أو القابلة للتحطيم خلال المستقبل القريب. هكذا بدأ ميسي باللعب مجانًا مقابل العلاج وانتهى به الأمر الآن إلى الحصول على أكثر من 33 مليون يورو سنويًا لكنه رغم ذلك لا يزال نفس الشخص الخجول المتواضع العاشق لبرشلونة ولناديه حتى أنه اختار منزلة الجديد بحي (بدرالس) المطل على ملعب الكامب نو وطلب من المهندس المعماري أن يكون التصميم على شكل كرة قدم !. حكاية ميسي.. حكاية حياة.