حوار- محمد عطية ومحمود حسام: عدد من المواطنين اليمنيين من محافظة مأرب التى تقاتل الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح، تحدث ل«التحرير» عن آخر تطورات الوضع الميدانى هناك. ففى سؤال عن أسباب اندلاع الحرب، قال سيف صالح العرادة «عند اندلاع ثورة 11 فبراير قام الشعب اليمنى بانتفاضة ضد المخلوع صالح، لكن بعد ذلك وضع المخلوع يده فى يد الحوثى للانتقام من خصومه السابقين، أما الحوثى فاستفاد من الأمر بتلقى الدعم ومد النفوذ الشيعى فى اليمن، لهذا ساندت قوات الحرس الجمهورى الموالية للمخلوع، الحوثيين». وأشار العرادة إلى أن «الحوثيين سيطروا على عديد من محافظات الجمهورية اليمنية، فى ما عدا مأرب التى تعد الشريان الرئيسى للبلاد، بسبب ما تمتلكه من موارد طبيعية كالغاز والنفط والكهرباء، كما أن بها أكبر منشأة نفطية، وأكبر محطة كهرباء تعمل بالغاز، وتمد كل الجمهورية بالطاقة»، مضيفا «لقد قاتلت محافظة مأرب صالح فى 2011، لذلك هو يريد الانتقام من تلك المحافظة، وأراد إدخال الحوثيين إليها، لكنها استعصت عليه وقاومت». وأضاف «عندما انشق الركن على محسن الأحمر فى صنعاء خلال الثورة، ساندت قبائل مأرب الجيش المنشق ضد صالح، وبإذن الله تكون مأرب هى شرارة انطلاق تحرير اليمن من المخلوع والحوثى». وكشف أنه «فى شهر أبريل الماضى قامت المعركة ضد مأرب، لكن المحافظة غنمت لواءين عسكريين، وحصلوا على العتاد العسكرى الخاص بالمخلوع، لهذا زادت قوتنا أكثر، لقد غنمنا أكثر من 60 دبابة وأكثر من 100 راجمة صواريخ، وأكثر من 280 مدرعة مصفحة، وهى المعدات التى تعد متطورة». وعن الوضع الميدانى، قال سيف «نسبة تراجع الحوثى وصلت إلى 90%، فقبل عاصفة الحزم كان يتقدم على الأرض، الآن هو يريد الانسحاب، وفى انسحابه يتم تدميره وتقصف مخازن أسلحته وصواريخه». وفى سؤال عما يجبر الحوثى أكثر على التراجع، الغارات الجوية أم الاشتباك البرى؟ أجاب «الحوثيون يتلقون الخسائر الفادحة فى الأرواح نتيجة الاشتباك البرى، والغارات الجوية تقطع عليهم خطوط الإمداد، علاوة على أن الأماكن التى سيطروا عليها ينتظر ساكنوها ساعة الصفر لتتوحد غرف العمليات وينقضوا على الحوثيين». سيناريو نهاية الحرب، قال عنها العرادة «الذى يدير الحرب الآن هو الحرس الجمهوري، فإذا أمر صالح بسحب الحرس الجمهورى سيكون الحوثيون لقمة سائغة للجميع، وللمقاومة الشعبية»، لافتا إلى أن صالح يتعرض لضغوط أممية ودولية وخليجية تتعلق بتجميد أرصدته ومحاكمته، ويحاول أن ينجو بأقل ما يمكن من الخسائر بسحب قوات الحرس الجمهورى، وهناك خلاف كبير وقتال بين مسلحى الحوثى والحرس الجمهورى، فالأخير يريد الانسحاب من المعركة، بينما الحوثيون يريدون استمرار القتال، ويقولون للحرس الجمهورى «لقد شتتوا قوانا وتريدون الآن الانسحاب». وقال «لقد قام ابن المخلوع صالح قبل بداية حرب عاصفة الحزم بزيارة السعودية، والآن يطلب منهم وقف العمليات، وهو متكفل بإخراج 150 ألف من الحرس الجمهورى وإرجاع الحوثى إلى صعدة، وهو ما يعنى أن الذى يدير المعركة هو الحرس الجمهورى، والحوثى استغل الفرصة لمد النفوذ الشيعى الإيرانى». «التحرير» سألت عن احتمالية هروب صالح إلى إيران أو إريتريا كما تردد مؤخرا، فأشار سيف إلى أن «المخلوع تحالف مع إيران من وقت قريب، وبالتحديد من 2011 بهدف الانتقام ممن أخرجوه من الحكم والسلطة، لقد كانت طهران سابقا عدوة لصالح، أما فى ما يتعلق بإريتريا، فقد كان على عبد الله صالح وفى فترة حكمه ينقل جميع أمواله وممتلكاته إلى إريتريا وجيبوتى ودول إفريقية أخرى، وهو لديه علاقات فى هذه الدولة وشركات يديرها هناك». وأشار إلى أن «المخلوع صالح وراء أزمة الغاز والمشتقات النفطية المموجودة فى اليمن من 2001 حتى اليوم، فقد كان يستولى على الغاز ويصدره لحسابه، وكان هناك أكثر من 250 إلى 300 قاطرة غاز تنقل الغاز إلى الميناء ليتم تصديرها إلى جيبوتى»، مضيفا «لقد استولى صالح على ما يقارب من ال98% من ثروات الشعب اليمنى فى فترة حكمه، وبعد خروجه من السلطة خرج شخص واحد هو صالح، أما القيادات السياسية والنظام فظل باقيا، لهذا فإن الرئيس اليمنى عبد ربه منصور يقف أمام بركان كلما أخمده من هنا انفجر من هناك». وتحدث سيف عن تغير الموقف الخليجى، قائلا «بعض الناس يقولون إن الحرب ضد الشعب اليمنى، لكنها لصالحه، دول الخليج كانت الكتف اليمنى لعلى عبد الله صالح، لكنها الآن وبعاصفة الحزم تكفر عن سيئاتها، هذه الدول اعتقدت أن صالح الكل فى الكل، وهو من جانبه كان يستخدم الحوثيين كورقة ضغط ويهدد السعودية بالحوثى، ويقول للرياض إذا لم تفعلوا كذا سيهاجمكم الحوثى». وأضاف «الورقة الثانية التى استخدمها صالح كانت تنظيم القاعدة، هو الذى قام بإعطاء تعليمات لضباطه كى يجندوا الشباب اليمنى فى هذا التنظيم لعمل ورقة ضغط على الرأى العام والولايات المتحدةالأمريكية، مقابل أن يحصل على 280 مليار دولار لمكافحة الإرهاب، والسبب الحقيقى هو رغبته فى البقاء بالسلطة، وأن يقول الجميع (لولا وجود صالح لانفلتت الأمور فى البلاد)». بدوره قال صالح محسن، مواطن يمنى آخر من محافظة مأرب، إن «وضع الحوثيين الآن أشبه بوضع الدجاجة عند الذبح، عندما تقطع رأسها تفرفر»، مضيفا «لقد استعنا بإخواننا العرب، وهم استعانوا بالفرس، عندما كان الحوثى يستحل باب المندب، قالت طهران إن لديها منفذين، باب المندب وهرمز، وهو ما يوضح لك أنهم مدعومون من طهران». وأضاف «عندما جاء الحوثى كحزب قلنا له منذ البداية أهلا وسهلا، إنما يأتينا بمدفع ودبابة لا بدلة وكرافتة فلا، هو يريد أن يحتل عدن بعد احتلاله صنعاء ليمتلك الثروة السمكية والميناء وشبوة ومأرب وحضرموت والمحافظات الأخرى»، لافتا إلى أنهم يريدون السيطرة على «مأربوعدن وحضرموت وتعز، لأنها منافذ اليمن برا وبحرا ويريدون السيطرة عليها لمواقعها الاستراتيجية». وبسؤاله «هل تعتقد أن الحل فى اليمن لا بد أن يتضمن جزءا سياسيا؟»، قال صالح «نعم هى سياسة ولعبة سياسة، لكنها أصبحت حربا الآن، لا وجود للسياسة، كل يمنى يريد الثأر لشقيقه من الحوثى وصالح»، مضيفا «الأخبار التى تأتينا تؤكد أن الحوثيين بدؤوا الانسحاب». وعن بداية مد الحوثى نفوذه فى البلاد، قال «فى عام 2002 كان الحوثى يريد فرض سيطرته فى منطقة صعدة التى يوجد بها، ولم يستطع بسبب الشعب والجيش، بعد ذلك تكاتف مع المخلوع صالح وامتد للمحافظات الأخرى». وأضاف «الحوثيون يبررون قتالهم معنا بأنهم يحاربون إسرائيل وأمريكا، ويقولون الموت لأمريكا بينما يقتلون اليمنيين».