بعد غياب استمر نحو 8 سنوات كاملة عن الدراما التليفزيونية، قررت مطربة التسعينيات، سيمون، العودة إلى الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل «بين السرايات»، مؤكدة أنه يمثّل لها حالة مختلفة دفعتها إلى العودة إلى الشاشة الصغيرة، مشددة على أنها تواجه به تحديًا كبيرًا مع فنانات أجدن تجسيد شخصيات تقترب منه، مؤكدة ثقتها فى أنها ما زالت تحتفظ بمكانتها الفنية وأغنياتها وأعمالها التى تعتز بها بين جمهورها. سيمون تحدَّثت مع «التحرير» عن غيابها الفنى، ومشاركتها فى «بين السرايات»، وتقييمها لمشوارها الغنائى. ■ كثيرٌ من نجوم جيلك ظلّوا محتفظين بوجودهم على الساحة، فلماذا فضَّلتِ الاختفاء المفاجئ؟ - لأن مَثَلِى الأعلى فى الفن والحياة هو الفنانة فاتن حمامة التى كان أول عمل لى معها فى «يوم حلو ويوم مر»، وتعلَّمت منها أن أقدّم إلى جمهورى كل ما يترك ذكرى طيبة، والحمد لله شاركت فى بطولة أعمال عديدة ناجحة، منها «الهجامة»، و«آيس كريم فى جليم»، كما عملت مع نجوم فى مجالاتهم، منهم المؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة، ومخرجون أمثال محمد فاضل، والمنتج حسين القلا، ومن الممثلين: يحيى الفخرانى، ومحمود مرسى، ومحمد صبحى، وبالتالى فإننى رفضت الوجود فى أعمال قد تُهدر مشوارى الفنى. ■ لكن البعض يعتبر ابتعادك غرورًا؟ - أنا لست مغرورة، لكننى «عارفة مش عاوزة أعمل إيه»، وهو ما التزمت به منذ دخولى عالم الفن، حتى رفضت فى بدايتى الغناء فى «الكباريهات»، وانتظرتُ حتى حققت أغنياتى نجاحًا لدى الجمهور، وبدأت شهرتى من داخل الجامعة إلى دول عربية كثيرة سافرت إليها لأقدّم أغنياتى، وكان أول مكان أغنّى فيه هو فندق 5 نجوم، وهو ما لم يحظَ به مطربون كثيرون، فأنا لا ألهث وراء المال. ■ ما الذى شجّعكِ على قبول «بين السرايات»؟ - بداية، قصة المسلسل التى كتبها المؤلف أحمد عبد الله، كذلك قيام سامح عبد العزيز بمهمة إخراج العمل، ومشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين أصحاب الخبرة فى التمثيل، إذ إن وجودهم يطمئننى، منهم باسم سمرة وصبرى فواز وروجينا، وكذلك الإنتاج ل«العدل جروب». ■ ماذا عن دوركِ؟ - دورى عبارة عن قصة كفاح لامرأة تُدعى «صباح» تعمل فى البداية «سايس» فى جراج، ثم تنتقل إلى العمل فى طباعة الأوراق، نظرًا لما تشتهر به منطقة بين السرايات التى تعيش فيها، وتحمّست لتقديم هذه الشخصية لكونها غير موجودة إلا فى مصر، فأنا أعشق القصص والشخصيات شديدة الخصوصية والمحلية. ■ أين زوجها من هذه الرحلة؟ - توفّى، ولديها منه ابن وحيد، ورغم أنها أرملة فإننا فى العمل نؤكد أنه ليس كل ما يشغل النساء هو البحث عن الرجل، بل إن لها طموحات أخرى، منها أن تكفى احتياجاتها، لذا أحببت «صباح» كمشاهدة وممثلة، وإن كنت أواجه تحديًا معها يتعلّق بتقديم بعض الفنانات المتميزات لنماذج مماثلة، منهن سوسن بدر، لذا توجّب علىّ تقديمها بشكل جيد، لأؤكد للمنتج والمخرج أنهما أحسنا اختيارى فى هذا الدور تحديدًا. ■ هل قابلت شخصيات حقيقية مثل «صباح»؟ - فى منطقة وسط البلد هناك امرأة تعمل «سايس»، ونقلت عنها كثيرًا من التصرفات، وطريقة اللبس، وأطمح أن يتعاطف الجمهور مع «صباح»، مثلما تعاطف مع «عبد الغفور البرعى» فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى»، لأنها بالفعل شخصية ثريّة جدًّا. ■ هل عودتكِ كممثلة قد تدفعكِ إلى العودة إلى الساحة الغنائية؟ - هذه الفكرة موجودة فى بالى، وأعمل عليها حاليًّا، إذ أحضّر ألبومًا مختلفًا يعتمد على «النوستالجيا» والحنين إلى كل ما هو قديم، وأتعاون فيه مع أصدقائى من مبدعى جيل التسعينيات، ولكننى أوقفت العمل عليه حاليًّا حتى الانتهاء من تصوير «بين السرايات». ■ هل تعتقدين أن غيابكِ قد أثَّر على مكانتكِ؟ - لا أعتقد ذلك، فأغنياتى ما زالت محفوظة فى وجدان جمهورى، مثل «بتكلم جد»، و«مش نظرة وابتسامة». ■ ما أسباب هذا النجاح فى رأيك؟ - تدقيقى الشديد فى عملى، فأنا ناقدة لاذعة لنفسى، بل وأكثر من أى ناقد فنى، فأنا بقالى 22 سنة فن، قدَّمت خلالها أعمالًا وأغنيات ساعدنى الحظ فى المشاركة فيها، وبالتالى لدىّ رصيد يسمح لى بالغياب عن الجمهور والعودة بشرط أن تكون من خلال عمل قوى.