في ال9 من ديسمبر 2013، أقدمت القوات الفرنسية بالتعاون مع القوات الأفريقية الموجودة في البلاد على نزع أسلحة أكثر من سبعة آلاف من مقاتلي سيليكا المسلمة، ووضعهم في ثكنات مختلفة بالعاصمة. وهو إجراء أغضب المسلمين، باعتبار أن هذه القوات كانت تمثل لهم شيئًا من الحماية في مواجهة الميليشيات المسيحية "أنتي بالاكا"، وهو انحياز صارخ للمسيحيين. حادثة الاغتصاب ومن جديد تطفو إلى السطح تجاوزات الجنود الفرنسيين في أفريقيا الوسطى، ليتحول الحامي إلى جلاد ومغتصب، حيث أكد مصدر قضائي فرنسي، أمس الخميس، أن التحقيقات التي تجريها نيابة باريس أظهرت أن 14 عسكريًا فرنسيًا يشتبه في تورطهم في الاعتداءات الجنسية على أطفال في أفريقيا الوسطى وأنه تم التعرف على عدد قليل منهم. ويستند المحققون على شهادات أطفال تتراوح أعمارهم بين9 و 13 عامًا ومن بينهم أربعة قالوا إنهم تعرضوا لاعتداء جنسي مباشر بالإضافة إلى اثنين هما شاهدان عيان على هذه الانتهاكات. وأشارت نيابة باريس إلى أن قسم الشؤون العسكرية الخاص بها قد حصل على التقرير الأممي الذي يحتوي على شهادات هؤلاء الأطفال، مؤكدة أنها ستطلب رفع السرية عن التحقيق الداخلي الذي يجرى داخل الجيش الفرنسي. تشير هذه الشهادات إلى حدوث تلك التجاوزات بحق عشرة أطفال خلال الفترة بين ديسمبر 2013 ويونيو2014، في معسكر للنازحين بالقرب من مطار "مبوكو" في بانجي بجمهورية أفريقيا الوسطى. وقد أكدت الأممالمتحدة قيامها بفتح تحقيق في 2014 بشأن اتهامات خطيرة بالاستغلال الجنسي لأطفال من قبل عسكريين فرنسيين في أفريقيا الوسطى، وذلك بعدما نشرت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، يوم الأربعاء، تقريرًا يشير إلى ذلك استنادًا على تقرير مسرب للأمم المتحدة. و تهدد الأممالمتحدة بطرد المسؤول الأممي البارز الذي كشف الفضيحة، وذلك بعد إخضاعه للتحقيق بشأن خرق البروتوكول، وهو السويدي أندريس كومباس، الذي تم توقيفه عن العمل بسبب تسريب تقرير داخلي يكشف تفاصيل اغتصاب أطفال وممارسة الجنس عليهم بطرق شاذة، يصل سن بعضهم إلى التاسعة، بحسب وسائل الإعلام الفرنسية. رد الفعل وتوعد الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، بإنزال عقوبات صارمة حال ثبوت الاتهامات الموجهة بحق بعض الجنود الفرنسيين ، مؤكدًا أنه لن يقبل بتشويه سمعة الجيش الفرنسي الذي يلعب دورًا مهمًا في العالم. من جهتها قالت وزارة الدفاع الفرنسية انه سيتم ايقاع "العقوبات الأشد حزما"علي الجنود، اذا تأكدت شبهات بارتكابهم انتهاكات جنسية أطفال في افريقيا الوسطي . و في نفس السياق يحقق الإدعاء الفرنسي في الاتهامات الموجهة للجنود، وقالت أجنيس تيبو ليكويفر، المتحدثة باسم مكتب الإدعاء فى باريس الأربعاء الماضي، أن التحقيق لا زال جاريا منذ يوليو 2014، دون أن تقدم تفاصيل إضافية. الأممالمتحدة وأوردت صحيفة الجارديان يوم الأربعاء، أن الأممالمتحدة تحقق فى مزاعم اغتصاب واعتداءات جنسية أخرى على الأطفال، لأن القوات كانت جزءا من قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن المنظمة الدولية أجرت تحقيقا أوليا ومررته إلى السلطات الفرنسية. في سياق متصل، اعتبرت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة، اليوم الجمعة، أن القول بأنها تتكتم على اتهام جنود فرنسيين بارتكاب تجاوزات جنسية بحق أطفال في أفريقيا الوسطى، مسألة "مهينة". وقد طالب عدد كبير من المنظمات غير الحكومية الأممالمتحدة بكشف ملابسات قضية التجاوزات الجنسية في إفريقيا الوسطى، ويتهم البعض منها الأممالمتحدة بأنها أرادت التكتم على القضية بعد تعليق مهام أحد مسؤوليها.