"كنا بناكل من الحجارة الشهد.. ودلوقتي بقينا بناكل الزلط ويا ريت لاقينه".. هكذا بدأ الحاج عبد الفتاح عبد الراضي - أحد حرفيي صناعة الألباستر بمدينة القرنة غرب محافظة الأقصر - حديثه عن تاريخ فن صناعة الألباستر، الممتد منذ العصر الفرعوني حتى وقتنا هذا، وكيف كانت هذه الحرفة تدر المال الوفير له ولأسرته، حتى باتت تدر له ما يكفي بالكاد ثمن دوائه. يقول محمد شريف، صاحب مصنع ألباستر بمحافظة الأقصر: إن فن صناعة الألباستر من الفنون اليدوية الشاقة والمحببة أيضًا لدى السائح، لأن السائحين دائمًا ما يحرصون على اقتناء قطعة من الألباستر كتذكار لهم عن زياتهم لمصر، وبالتالي فإن تلك الحرفة كانت تدر الكثير من الربح لأصحاب المصانع وللعمال أنفسهم. وأكمل حديثه بأن سنوات ما قبل الثورة كانت من أنعم الفترات التي ازدهرت خلالها صناعة الألباستر، وكان للرواج السياحي بالمحافظة أثره البالغ على هذا الفن، إذ أن مبيعات المصنع الواحد للألباستر كانت تتعدي 5 آلاف جنيه يوميًّا، حتى خلال فترة الهجوم الإرهابي الذي وقع بمنطقة الدير البحري سنة 1970، كانت صناعة الألباستر رائجة للغاية، بسبب عدم مساس ذلك الحادث بالسياحة. واستطرد: "أما الآن فالكساد أصبح أحد سمات هذه الحرفة، فتوقف السياحة جاء بالضرر على العمال، ما اضطر أصحاب المصانع إلى تسريح العشرات من الحرفيين، بعدما عجزوا عن توفير أجورهم، فيما اضطر البعض الآخر إلى تخفيض أجورهم إلى النصف رأفة بهم. وأكد محمد شريف أن ما تعانيه صناعة الألباستر خلال تلك الفترة سوف يساهم في اندثارها، وبمرور الوقت سوف تختفي بشكل نهائي.