"انتهت الأزمة".. بهذه العبارة يتهلل وجه المسؤولين بعد كل حادثة يذهب فيها عدد كبير من المواطنين هباءً منثورًا بين مصابين أو قتلى، بينما يستمر مسلسل الإهمال والفساد بعد إطفاء الضوء عن الضحايا، وكالمثل القائل "عادت ريما لعادتها القديمة". "التحرير" تفجر ملف "محطات مياه الموت"، لحوادثها المتكررة بصورة شبه يومية خالية من الضوء الإعلامي، وتكشف حالة من الإهمال تحتاج إلى خطة تطهير أنفع مما يضاف إلى المياه لتطهيرها، لإيقاف تدفق المياه الملوثة وتوصيل الموت إلى المنازل من خلال حنفيات الحكومة. الإبراهيمة.. الأخيرة بالشرقية كتب - هلال زايد سيطرت حالة من الفزع على أهالي مركز الإبراهيمية بالشرقية، مطلع الأسبوع الحالي، بعد ارتفاع حصيلة مصابي "التسمم" إلى 761 حالة من أعمار مختلفة، وأرجع المواطنون سبب تفشي التسمم بين الأهالي إلى تلوث مياه الشرب، بينما اكتفى المسؤولون بالرد: "ننتظر نتائج التحاليل المركزية". وهذه الواقعة ليست الوحيدة التي شهدتها مدن محافظة الشرقية؛ ففي العام الماضي تسمم أكثر من 200 شخص بقرية الزهراء التابعة لمركز الزقازيق، وحينها قامت الدنيا ثم جلست على الهواء ومازال المتسببون فيها ينعمون بالحرية إذ لم يمثل أحدهم أمام القضاء بل أدانوا الحالات المصابة بالتسمم. ومازال الأهالي يشربون المياه من محطات متهالكة لا تصلح للاستخدام الآدمي، مما يدفع العشرات لشراء المياه من سيارات الفنطاس بسعر الجركن 4 جنيهات ارتفعت إلى 6 جنيهات في قرية غصن الزيتون بالصالحية الجديدة التابعة لمركز الحسينية، مع ارتفاع أسعار الوقود، ورغم الوعود الكثيرة من المسئولين إلا أن الضحية دائماً المواطن البسيط. وواقعة الإبراهيمية التي لم تنته بعد خير شاهد على تضارب التصريحات من المسؤولين وحالة التنصل من المسؤولية والإلقاء بها على الآخرين، فعلى الرغم من أن المحطة مقامة على بحر مويس الملوث والمليء بمياه الصرف الصحي، إلا أن النتيجة التي أعلنتها الشركة القومية لمياه الشرب جاءت مطابقة للمواصفات. ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل إن محطة مياه بلبيس التي تم إنشاؤها على ترعة الإسماعيلية وافتتحها رئيس الوزراء منذ عدة أشهر لم تعمل حتى الآن ولم تغز ال50 قرية التابعة للمركز. ويضاف إليها توقف محطة مياه العاشر من رمضان، التي تعتمد على مأخذ من مياه ترعة الإسماعيلية، دون سبب واضح من المسؤولين يفسر سبب استمرار معاناة مواطني محافظة الشرقية. والسؤال الذي يطرح نفسه هل تواجه الحكومة أخطاءها وتحاسب المقصرين، ونرى يوما من يتسبب في تسمم العشرات داخل القفص الحديدي وخلف القضبان ؟ أم أن الضحية دائما المواطن الغلبان ؟ القمامة والدخان.. مطهران للمياه من السلامة في البحيرة محمود عبد الصبور تعانى محافظة البحيرة من مشكلة تلوث مياه الشرب جراء الإهمال ببعض محطات المياه وخاصة فى عملية التغطية لأسطح المحطات، مما يتسبب في تلوث المياه عن طريق الأدخنة وغيرها، وهو ما يؤدى إلى إصابة المواطنين بأمراض الفشل الكلوى. واستطلعت "التحرير" آراء عاملين في محطة مياه الشرب بغرب النوبارية، وقال أحدهم: إن تواجد المحطة وسط منطقة صناعية يؤدى إلى تلوث المياه عن طريق الأدخنة المنتشرة من مصانع الأعلاف والسكر وغيرها فى المدينة. وأشار العامل إلى أن المحطات لا يوجد بها ما يحمي المياه من الدخان المنتشر في الجو، التى يتناولها آلاف الأسر بمدن النوبارية وحوش عيسى وأبو المطامير ووادى النطرون. كما رصدت "التحرير" الإهمال الموجود من جانب الوحدة المحلية لمدينة دمنهور، بعد إقامة مقلب للقمامة بالقرب من شركة مياه البحيرة مما يؤدى إلى تلوث المياه. وحذر بعض العمال بشركة مياه الشرب من خطورة وجود تجمع القمامة على مقربة من مياه الشرب، مبدين تعجبهم من اختيار مجلس المدينة لهذا الموضع لتجميع القمامة. وقال العمال إن الحشرات تتجمع على هذه القمامة القريبة جدا من محطه مياه "عقد 4"، مؤكدين على عدم وجود شبكة فوق عنابر أو أبيار المياه لمنع انتقال العدوى والأمراض عن طريق الحشرات.