قال حسين عبد الرازق عضو المكتب السياسي بحزب التجمع، إن مجلس النواب المقبل أهم المجالس النيابية في تاريخ مصر، لأنه هو المكلف بتحقيق بنود دساتير مصر منذ 1914 وحتى دستور 2014، فالبرلمان القادم مُكلف بتحويل نصوص الدستور لبنود وقوانيين على أرض الواقع، فالدستور لا يوقع بذاته إلا من خلال القوانيين والتشريعات. وأضاف عبد الرازق أن المصريين لن ينتخبوا الإخوان مرة أخرى، ولن يعودوا للبرلمان المقبل، حيث أصبحت لديهم قناعة برفض خلط الدين بالسياسة.. وإلى تفاصيل الحوار: بداية كيف تقرأ المشهد السياسي الحالي؟ نحن مقبولون على استكمال الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق، وهي انتخابات البرلمان المقبل، حيث أنجزنا الخطوة الأولي من الخارطة بنجاح، وتم كتابة دستور للبلاد، والاستفتاء عليه، ثم إجراء الانتخابات الرئاسية، والخطوة الثالثة والأهم هي الانتخابات البرلمانية، فمجلس النواب المقبل أهم المجالس النيابية في تاريخ مصر. ولماذا سيكون مجلس النواب القادم أهم المجالس النيابية في تاريخ مصر؟ لأنه هو المكلف بتحقيق بنود دساتير مصر منذ 1914 وحتى دستور 2014، فالبرلمان القادم مُكلف بتحويل نصوص الدستور لبنود وقوانيين على أرض الواقع، فالدستور لا يوقع بذاته إلا من خلال القوانيين والتشريعات. وهل سيختار البرلمان المقبل الحكومة؟ نعم فهذا حق أصيل للبرلمان فهو شريك أساسي في اختيار الحكومة القادمة ومنحها الثقة، وبالتالي فإن السلطة التنفيذية ستنشأ عن طريق هذا البرلمان، فلم يعد رئيس الجمهورية هو صاحب القرار التشريعي في مصر، وإنما هذا السلطان سيختص به البرلمان الذي سيحاسب الحكومة والرئيس. ما رأيك في تشكيل قائمة واحدة تضم كل الأحزاب السياسية والتي كان قد طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي؟ فكرة خاطئة لأن فكرة الكل في واحد أصلًا غير ديمقراطية، ولكنها عريقة في التراث المصري، فالمواطن يريد حزب واحد وزعيم واحد، وهذا ضد طبيعة الإنسان، فالطبيعي هو التعدد والاختلاف لأنه ينتج عنه الأفضل دومًا. وكيف ترى التحالفات الانتخابية بين الأحزاب؟ التحالفات الانتخابية بين الأحزاب سمك لبن تمرهندي، هي ليس تحالفات بل تربيطات والكل يبحث فيها عن مصلحته فقط، ولهذا لن تنجح، وأيضًا هناك قاعدة معروفة أنه لا تحالف إلا بين الأحزاب ذات البرامج المتشابهة، فمثلا الأحزاب التي لها برنامج لمرحلة انتقالية تستهدف الوصول في المستقبل للنظرية الإشتراكية تتحالف مع بعضها، وتقوم بعمل برنامج موحد لخوض الانتخابات لكي تفوز بالأغلبية ثم تشكل الحكومة. هل الدعوة لوجود قائمة موحدة للانتخابات البرلمانية ستكون حائط صد لمنع دخول الإسلاميين للبرلمان المقبل؟ لا هذه فكرة خاطئة.. كانت الفكرة صحيحة وقت أن كان الإخوان ورئيسهم محمد مرسي يحكمون البلاد، أما الآن فلا حاجة لها، فالشعب هو من ثار على الإخوان ولفظهم، ولن يعطيهم أصواته في الانتخابات البرلمانية، فالإخوان بعد تحولهم لجماعة إرهابية فقدوا قوتهم وخطرهم على الدولة المصرية، والناخب المصري لن يعطي صوته للإخوان، فكلمة إخواني أصبحت الآن تهمة، وهناك حالة داخل المجتمع ترفض خلط الدين بالسياسة. وهل هذا سينعكس على حزب النور؟ نعم وبقوة، فحزب النور سيسدد فاتورة إرهاب الإخوان وكل الأحزاب الإسلامية التي اشتركت في الإرهاب ضد الدولة، ولن يحصل إلا على 4% من مقاعد البرلمان المقبل. من وجهة نظرك هل التحالفات الإنتخابية أفضل للأحزاب أم خوض الانتخابات منفردين؟ أولا كل الجهود المبذولة لعمل تحالفات انتخابية لا حاجة لها فهؤلاء يتحدثون عن 20% من مقاعد البرلمان المخصصة للقوائم وال80% أي 420 مقعد فردي ولهذا فأنصح الأحزاب بعدم إنهاك قواتهم في هذه التحالفات والتركيز على مقاعد الفردي . وهل ترى أن قانون الانتخابات الحالي يعيد انتاج برلمان قديم؟ نعم فهذا القانون يعلي من قيمة العصبيات والنعرات، وكذلك رأس المال السياسي، ولهذا نحن سنكون أمام برلمان قديم وليس جديد. وماذا عن دور الأحزاب الآن.. هل أصابوا أم أخطأوا؟ لكي نقيم دور الأحزاب السياسية في مصر الآن لابد أن نتذكر أن التعددية الحزبية منعت منذ عام 1952 حتى 1986، ولم تعد إلا بعد 23 سنة ب3 أحزاب، من بينهم التجمع، وحينما حاول التجمع ممارسة دوره كحزب يؤيد ويعارض، بدأت حملات اعتقال ضد قياداته، ودخلنا السجون والمعتقلات، وحتى الآن فالأحزاب ممنوعة من ممارسة السياسة في أماكن تجمع الناس كالمقاهي والجامعات والمصانع وغيرها، ونحن تقدمنا بمشروع لتعديل قانون الأحزاب، ولم يصلنا رد عليه حتى الآن. لمن ستكون الغلبة في البرلمان المقبل؟ لن تكن لأحد فهناك قناعة تؤكد أن السلطة تريد برلمان سلس لتنفيذ برنامج الرئيس بنجاح، وهناك دعاوى خاطئة تطالب بجعل الرئيس مطلق السلطة ولكني لست يائسًا.