الشرقية: محمد نبيل - هلال زايد حالة من الرعب تسيطر على المواطنين بكافة مراكز محافظة الشرقية بصفة عامة وأبناء مركز الإبراهيمية بصفة خاصة، بعدما استيقظت المحافظة، صباح أمس الجمعة، على نبأ تسمم المئات من المواطنين في المدينة، حيث استقبلت مستشفيات المحافظة ما يقارب 636 حالة مصابة باشتباه تسمم، -لأسباب مجهولة حتى الآن- وفقًا لإحصائية وزارة الصحة بالشرقية. ورغم إعلان وكيل وزارة الصحة بالشرقية، الدكتور شريف مكين، عن خروج جميع الحالات باستثناء 4 حالات لا تزال داخل مستشفى الإبراهيمية وحالتان بمستشفى الزقازيق الجامعي، ووفاة حالة أخرى كانت ضمن الحالات التي جاءت لمستشفى الإبراهيمية ضمن المصابين، وتم تحويلها إلى مستشفى الأحرار بالزقازيق بسبب خطورة حالتها، ولفظت أنفاسها الأخيرة لأسباب لم يتم معرفتها حتى الآن. وهناك حالة من التخبط في الشارع الشرقاوي، بسبب الغموض الذي يحيط بتسمم هذه الأعداد الكبيرة، علاوة على الاستياء من تصريحات الدكتور رضا عبد السلام محافظ الشرقية، الذي قال إن المياه سليمة والخطأ لدى المواطنين الذين يلجأون لشراء المياه من شركات خاصة. مياه الحكومة السبب أوضح عدد من أهالي الإبراهيمية أنهم يلجأون لشراء المياه، نظرًا لسوء حالة محطة التحلية الموجودة بالمدينة والتي لا تصلح للاستخدام الآدمي، حسب وصفهم، ما دفعهم لتكبد مصاريف إضافية رغم حالتهم الاقتصادية المتواضعة لشراء مياه صالحة للشرب. ويقول محمد السيد أحمد المصابين: "عقب شعوري بالغثيان وإصابتي بإسهال شديد وقيء جئت لمستشفى الإبراهيمية فوجدت عشرات الحالات التي تعاني من نفس الأعراض، ما ذاد من معاناتي واعتقدت أنها النهاية. ويضيف محمد وجدي، مصاب آخر: "سمعنا تصريحات المحافظ واتهامنا بشراء المياه من المحطات الخاصة وأحب أن أوضح أننا لم نلجأ لشراء المياه لأننا نعيش في رفاهية ولكن المياه الموجودة بمنازلنا لا تصلح حتى للحيوانات.. ما يدفعنا لتكبد المزيد من النفقات والمعاناة من أجل الحفاظ على صحتنا وصحة أبنائنا". وتطالب السيدة هيام أحمد، والدة 3 من المصابين، المحافظ بالكف عن التصريحات واتهام المواطنين بالباطل، وتوفير كوب ماء نظيف يصلح للاستخدام الآدمي. القابضة للمياه الشرب "تنفى تلوث المياه" أكد رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالشرقية، اللواء أيمن عبد القادر، إنه تم أخذ عينات من محطة الإبراهيمية المرشحة وتحليلها بمعمل المحطة وجاءت النتائج سلبية، مؤكدًا أن المياه مطابقة للاستعمال الآدمي. وأضاف أن تحاليل مياه الجراكن، جاءت نتائجها أنه لا يوجد بها كلور ولا أملاح وهذا غير مطابق للمواصفات الفنية للمياه، وبالتالي فلا توجد علاقة مطلقًا بين غرق السفينة المحملة بالفوسفات في النيل بالصعيد المصري وما يحدث بالإبراهيمية. وأشار إلى أن محطة مياه الشرب بالإبراهيمية، تغذى مدينة الإبراهيمية وقراها ولو أنه هناك تسمم مياه لكانت الحالات بالآلف. ومن جانبه، أكد شريف مكين وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أن الأمور مستقرة وزيادة الحالات لا يعني أن هناك تسمم ولكنه مجرد إشتباه بالتسمم والأعراض تنتقل بالإيحاء للمواطنين وخلال 72 ساعة سيتم الإعلان عن الأسباب الحقيقية وراء إصابة 636 حالة بإشتباه بالتسمم. "الكفرة وراء التسمم" حول محافظ الشرقية، الدكتور رضا عبد السلام، المسؤولين عن المساجد بمدينة الأبراهيمية للتحقيق الفوري، مؤكدًا أن هناك أئمة إخوان ما زالوا مندسين داخل الوزارة يروجون للفتن وترويع المجتمع المصري لسماحهم بالإذاعة عبر مكبرات الصوت بالمساجد، لتوعية الأهالي بعدم الشرب من حنفيات المياه الخاصة بهم لتلوثها. وأضاف المحافظ، أنه لا بد أن يعلم المواطن أن المغرضين يحيكون الفتن حتى يدخل المسؤولون في صراعات داخلية تاركين الصالح العام، متابعًا: "إحنا بنتعامل مع ناس كفرة ربما يكونوا هم من دسوا مادة تسببت في إصابة أهالي الإبراهيمية بالإعياء عبر إحدى محطات الفلترة الأهلية "مياه الجراكن"، خاصة أن هؤلاء الكفرة يواصلون افتعال الأزمات من تعطيل القطارات واستهداف أبراج الكهرباء، عشان البلد تولع". وأردف أنه والقيادات المختلفة يتابعون عن كثب تطور الأوضاع بالإبراهيمية، مشددًا على محاسبة أي متورط في هذه الواقعة وفتح تحقيقات على كافة المستويات، لمحاسبة المقصرين بالقانون ودون هوادة، علاوة على دراسة إمكانية إنشاء محطة مياه خاصة بمدينة الإبراهيمية؛ حيث إن المحطة الموجودة تعتمد على أخذ المياه من بحر مويس الذي يتفرع من ترعة الإسماعيلية. أئمة الأوقاف: نحن دعاة الوطن وقال الشيخ عبد السلام مصطفى عبد السلام مدير عام إدارة الأوقاف بالإبراهيمية "إننا حماة هذا الوطن وحريصون على مصلحته، وأن اتهام المحافظ لنا أننا تسببنا فى إثارة البلية غير مقبول، فنحن نمثل الدور الدينى والتثقيفى وتوجيه المواطنين لصالح البلاد".