مع توقعات بدء إجراء الانتخابات البرلمانية قبل شهر رمضان، يواجه حزب النور عدة أزمات تكاد تعصف به، وعلى رأسها السمعة السيئة التي انتشرت عن قيادات الحزب من واقعة على ونيس حتى الشيخ السلفي الذي أطلق عليه الإعلام "عنتيل الغربية"، ثم أزمة التمويل داخل الحزب، والتي تقف عائقًا أمامه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فقد اتخذ المجلس الرئاسي للحزب قرارا بتمويل كل عضو لحملته الانتخابية على حسابه الخاص. ومن أبرز الأزمات التي يواجهها حزب النور، أزمتي "الأقباط" و"المرأة"، والمطلوب ترشحهم على قوائم الحزب. ووضع حزب النور، عدة شروط لأعضائه الراغبين في الترشح للانتخابات البرلمانية، حيث فرض الحزب حسن السير والسلوك للمرشح، وأن يكن ذا خلق، ومعروف في دائرته. وسبب شرط "حسن السير والسلوك" للمرشح باسم الحزب، هي محاولة من "النور" لتفادي الأزمات التي وقع فيها خلال انعقاد البرلمان المنحل، بسبب التصرفات السيئة لبعض أعضاءه، وعلى رأسهم على ونيس، النائب السابق في مجلس الشعب المنحل، والذي تم إلقاء القبض عليه بفعل فاضح في الطريق العام، ثم أزمة "عنتيل الغربية"، لعضو حزب النور، والذي اضطر الحزب لنفي انتماء هذا الشخص له. وفي هذا السياق، قال المهندس صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، إن الحزب اتفق على عدم اختيار أي مرشح له في الانتخابات البرلمانية إلا بتقديم تقرير عن سلوكه وصحيفته الجنائية التي يجب أن تكون بيضاء، وخالية من السوابق، وإلا فلن يدخل الانتخابات البرلمانية على قوائم حزب النور. وأضاف عبد المعبود ل"ويكيليكس البرلمان" أن الحزب بالفعل يواجه أزمة مادية وليست لديه موارد خاصة بعد إنفاق 3 مليون جنيه على الحملة التي خصصها الحزب ضد ما يسمى انتفاضة الشباب المسلم، التي كان قد أعلنت عنها الجبهة السلفية، حيث قام الحزب بتنظيم مايزيد عن 50 مؤتمرا وقافلة، ووزع بانرات ضد هذه الدعوة للتظاهر للمطالبة بخلع الحجاب. وعن الأقباط، أكد عبد المعبود أن "الحزب تشاور خلال الفترة الماضية مع 38 قبطيًا، وبالفعل وافقوا على خوض الانتخابات ضمن قائمة النور، وتم اختيار عدد من الأسماء، وأعلنا عن أسماء مرشحينا أثناء فتح باب الترشح للانتخابات في الفترة الماضية". وتابع أن "حزب النور لديه 10 مرشحات، ولديه لجنة نسائية، وسنفاضل ونختار، وقد نلجأ لاختيار شخصيات مستقلة من خارج الحزب خلال الفترة المقبلة، وقد تكون غير محجبة، فلا مانع لدينا في هذا الأمر، ما دامت تملك سمعة طيبة، ولديها نفوذ في الدائرة التي ستترشح فيها". ومن جانبه، قال يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن الحزب "لن يختار مرشح له في الانتخابات البرلمانية دون أن يكون حسن السير والسلوك، فهذا أهم معيار لاختيار المرشحين". وأضاف مخيون أن "الحزب وضع خطة لتمويل الأجهزة التنفيذية في الدولة كرؤساء الأحياء والمجالس المحلية لمساعدة مرشحي الحزب في تمويل الحملات الدعائية لهم، فنحن ليس لدينا ما يكفى تمويل حملات دعائية للمرشحين، وتقوم الفكرة على أن يقوم رئيس مجلس المدينة بوضع لافتات ودعايا للحزب كنوع من رد الجميل على ما قمنا به من دعايا ومساعدات وقوافل طبية في كل قرية ومحافظة بجمهورية مصر العربية". وأكد مخيون أنه "لا مانع داخل الحزب من ترشح الأقباط على قوائمه، فنحن لسنا حزب ديني، وبرنامجنا لا يعادي الأقباط، ونعتبرهم أهل ذمة، ونسأل الله أن يهديهم، ولهذا فنحن نرحب بانضمام الأقباط للترشح على قوائمنا في الانتخابات البرلمانية، وكذلك النساء المحجبات وغير المحجبات، فلا مانع لدينا ما دامت المرشحة تمتلك سمعة حسنة، وساهمت في العمل الخدمي والجماهيري في المحافظة التابعة لها، فلن نختار مرشحة لا يعرفها أحد".