يسرق الموظف عينى عينك داخل مكتبه فى الحى، ولما يزنق عليه رئيس حى نظيف يتسلم الرشوة برة، أو تتسلمها سكرتيرة بعيدة عن الشبهات، اسمها الحركى «حصالة» تقبض من المواطن وتخصم نصيبها وتوزع، ولما تتضخم ثروة المرتشى يزيد حساده من بقية الشلة، ويبلغوا عنه الرقابة الإدارية، فتقفشه «متلبس» وتهلل، يتحاكم، يتسجن، يخرج من السجن يستقبله الحى باشتياق، يرجع مكتبه ويحاول يدارى على شمعته ويرتشى بعيدًا عن زملائه وحسّاده. صدقونى هذه ليست مبالغات، وأشهر مرتشٍ خرج من السجن بعفو رئاسى ورجع وظيفته بترقية، هو وكيل وزارة الإسكان بحى النزهة، وتمت ترقيته مستشارًا عظيمًا مبجلًا، ونقله إلى حى يحلم به كل مرتشٍ، لأنه مكتظ بالمبانى والمحلات التجارية المخالفة! لماذا؟ لأنه نسيب مرسى -رئيس نهضة الإخوان- وهى قضية شهيرة ارتبطت بمقتل الصحفى الشاب الحسينى أبو ضيف، لأنه نشر وثائق إدانة النسيب المرتشى، مؤسس جداول الحد الأدنى لرشاوى المخالفات واستخراج الرخص، وفتح سقف الرشاوى للسماء. وتتسابق الأسئلة.. لماذا يعود السوابق إلى مناصبهم وتتواصل ترقياتهم وفسادهم؟ هل لأن الرشوة فى مصر أصبحت فعلًا لا يمس الشرف فى الأحياء؟ وهل نصدق أن فقر وزارة المالية هو سبب منعها التعيينات الجديدة بالأحياء أم هناك تربيطات ومصالح؟ لماذا يخضع رؤساء الأحياء الغنية لقرار «المالية» المفلسة؟ هناك أحياء تحصّل مئات الألوف شهريا من غرامات المخالفات وتأجير الساحات وغيرها وقادرة على دفع رواتب موظفين جدد. لماذا تستولى «المالية» على أموال الأحياء وتمنعها من سد عجز موظفيها؟ هل يصدق إنسان عاقل أن حى النزهة وحده به 50 موظفًا عجزًا، لأن الموظفين إما فى السجون لتنفيذ عقوبة رشوة وإما خرجوا «معاش»!! أدعو وزير المالية إلى زيارة مكاتب وزارته فى أى حى، المكاتب مكتظة بالموظفين ليس لضخامة حجم العمل، إنما لضخامة حجم دفاترها القديمة الموروثة من عهد محمد على. الموظفون قسّموا العمل البيروقراطى السقيم بينهم، وهو تدوين بيانات المبانى والمصالح باليد، وتجديد الدفاتر العملاقة المتهالكة بنقل بياناتها إلى دفاتر أصغر بنص متر! ما مشكلة تحديث إدارة المالية بالحى واختصارها إلى مكتب واحد وموظف وكمبيوتر بدلا من جيش موظفين زهقانين يحتل دورا كاملا، ودرجات وظيفية، وأربعة مديرين للتوقيع على صحة كل كشف بيانات فى رحلة روتين مدتها يومان! الرقابة الإدارية ألقت القبض أمس على موظفى وحدة محلية بدمنهور بمحافظة البحيرة، بعد إخبارية من مواطن برشوة جديدة، وجريوا ينشروا خبر إنجازاتهم! مع أن مسلسل الرشاوى لن ينتهى بالقفش والحبس، لأن وظائفهم محجوزة والرقابة تعلم، الحل هو هدم نظام الإدارة الفاسد. اتهرينا كلام عن العقول المتحجرة والبديلة، وعن اللا مركزية، وعن مصر الجديدة، وعن الاستعانة بالخبراء والشباب للتطوير والتحديث، وعن قرب الانتقال إلى الحياة الآدمية وخلع الفساد، حتى زهق الكلام؟! مطلوب من عادل لبيب وزير التنمية الإدارية عقد لقاء فورى ودورى مع رؤساء الأحياء، للاستماع إلى معاناتهم وتنفيذ اقتراحاتهم، وتحرير الأحياء من سلطة وزارة المالية. وأحمل د.محلب رئيس الوزراء ووزيرى المالية والإدارة المحلية مسؤولية عودة اطمئنان المرتشين، وسلبية المواطنين وال«أنا مالى»، و«يا عم مفيش حاجة هاتتغير»، استرجعوا شريط مشكلاتنا ووعودكم، بدلا من اتهامنا بمهاجمتكم وإحباطكم. لن أطالب بإقالة وزير، لكن أطالبهم بالصحيان، يا وزير المالية سنحاكمك أنت على إفساد المحليات وليس المحافظ أو رئيس الحى. نزلنا إلى الشوارع ثائرين كلنا، لأن براكين الفساد انفجرت فينا، جهل وفقر ومرض، وهرب أولادنا يأسًا، حلم الحياة الآدمية دفعنا إلى الثورة، ولن نيأس، سنطارد كل مسؤول عاجز، لأن مصر هى الوطن وهى المثوى الأخير. يسرق الموظف عينى عينك داخل مكتبه فى الحى، ولما يزنق عليه رئيس حى نظيف يتسلم الرشوة برة، أو تتسلمها سكرتيرة بعيدة عن الشبهات، اسمها الحركى «حصالة» تقبض من المواطن وتخصم نصيبها وتوزع، ولما تتضخم ثروة المرتشى يزيد حساده من بقية الشلة، ويبلغوا عنه الرقابة الإدارية، فتقفشه «متلبس» وتهلل، يتحاكم، يتسجن، يخرج من السجن يستقبله الحى باشتياق، يرجع مكتبه ويحاول يدارى على شمعته ويرتشى بعيدًا عن زملائه وحسّاده. صدقونى هذه ليست مبالغات، وأشهر مرتشٍ خرج من السجن بعفو رئاسى ورجع وظيفته بترقية، هو وكيل وزارة الإسكان بحى النزهة، وتمت ترقيته مستشارًا عظيمًا مبجلًا، ونقله إلى حى يحلم به كل مرتشٍ، لأنه مكتظ بالمبانى والمحلات التجارية المخالفة! لماذا؟ لأنه نسيب مرسى -رئيس نهضة الإخوان- وهى قضية شهيرة ارتبطت بمقتل الصحفى الشاب الحسينى أبو ضيف، لأنه نشر وثائق إدانة النسيب المرتشى، مؤسس جداول الحد الأدنى لرشاوى المخالفات واستخراج الرخص، وفتح سقف الرشاوى للسماء. وتتسابق الأسئلة.. لماذا يعود السوابق إلى مناصبهم وتتواصل ترقياتهم وفسادهم؟ هل لأن الرشوة فى مصر أصبحت فعلًا لا يمس الشرف فى الأحياء؟ وهل نصدق أن فقر وزارة المالية هو سبب منعها التعيينات الجديدة بالأحياء أم هناك تربيطات ومصالح؟ لماذا يخضع رؤساء الأحياء الغنية لقرار «المالية» المفلسة؟ هناك أحياء تحصّل مئات الألوف شهريا من غرامات المخالفات وتأجير الساحات وغيرها وقادرة على دفع رواتب موظفين جدد. لماذا تستولى «المالية» على أموال الأحياء وتمنعها من سد عجز موظفيها؟ هل يصدق إنسان عاقل أن حى النزهة وحده به 50 موظفًا عجزًا، لأن الموظفين إما فى السجون لتنفيذ عقوبة رشوة وإما خرجوا «معاش»!! أدعو وزير المالية إلى زيارة مكاتب وزارته فى أى حى، المكاتب مكتظة بالموظفين ليس لضخامة حجم العمل، إنما لضخامة حجم دفاترها القديمة الموروثة من عهد محمد على. الموظفون قسّموا العمل البيروقراطى السقيم بينهم، وهو تدوين بيانات المبانى والمصالح باليد، وتجديد الدفاتر العملاقة المتهالكة بنقل بياناتها إلى دفاتر أصغر بنص متر! ما مشكلة تحديث إدارة المالية بالحى واختصارها إلى مكتب واحد وموظف وكمبيوتر بدلا من جيش موظفين زهقانين يحتل دورا كاملا، ودرجات وظيفية، وأربعة مديرين للتوقيع على صحة كل كشف بيانات فى رحلة روتين مدتها يومان! الرقابة الإدارية ألقت القبض أمس على موظفى وحدة محلية بدمنهور بمحافظة البحيرة، بعد إخبارية من مواطن برشوة جديدة، وجريوا ينشروا خبر إنجازاتهم! مع أن مسلسل الرشاوى لن ينتهى بالقفش والحبس، لأن وظائفهم محجوزة والرقابة تعلم، الحل هو هدم نظام الإدارة الفاسد. اتهرينا كلام عن العقول المتحجرة والبديلة، وعن اللا مركزية، وعن مصر الجديدة، وعن الاستعانة بالخبراء والشباب للتطوير والتحديث، وعن قرب الانتقال إلى الحياة الآدمية وخلع الفساد، حتى زهق الكلام؟! مطلوب من عادل لبيب وزير التنمية الإدارية عقد لقاء فورى ودورى مع رؤساء الأحياء، للاستماع إلى معاناتهم وتنفيذ اقتراحاتهم، وتحرير الأحياء من سلطة وزارة المالية. وأحمل د.محلب رئيس الوزراء ووزيرى المالية والإدارة المحلية مسؤولية عودة اطمئنان المرتشين، وسلبية المواطنين وال«أنا مالى»، و«يا عم مفيش حاجة هاتتغير»، استرجعوا شريط مشكلاتنا ووعودكم، بدلا من اتهامنا بمهاجمتكم وإحباطكم. لن أطالب بإقالة وزير، لكن أطالبهم بالصحيان، يا وزير المالية سنحاكمك أنت على إفساد المحليات وليس المحافظ أو رئيس الحى. نزلنا إلى الشوارع ثائرين كلنا، لأن براكين الفساد انفجرت فينا، جهل وفقر ومرض، وهرب أولادنا يأسًا، حلم الحياة الآدمية دفعنا إلى الثورة، ولن نيأس، سنطارد كل مسؤول عاجز، لأن مصر هى الوطن وهى المثوى الأخير.