عقدت جمعية صفوة مهندسي الطيران، برئاسة المهندس حسين مسعود، رئيس الجمعية، وزير الطيران الأسبق، اليوم الأحد، بوزارة الطيران المدني، مؤتمر السلامة الجوية والاستدامة حول عنصر السلامة الجوية، كإستراتيجية أعمال واستمرارية في مجال الطيران، في ظل التحديات والصعوبات التي تواجه صناعة الطيران المدني، برعاية الطيار حسام كمال، وزير الطيران المدني. وقدم مسؤولو المنظمات الإقليمية والوطنية المعنية بالسلامة الجوية والتشريعات الدولية للطيران، خلال المؤتمر، الذي عقد بحت وزير الطيران المدني، أوراق عمل عن مراجعات السلامة الجوية وثقافة السلامة، وكيفية نشر الوعي بها لدى العنصر البشري، وتناولت أوراق العمل تطبيق برنامج "الأيوزا" المعدل التابع للمنظمة الدولية للنقل الجوي "إياتا"، والبرنامج العالمي لتدقيق مراقبة السلامة الجوية التابع للمنظمة الدولية للطيران المدني "الإيكاو"، والعلاقة بين تطبيق التشريعات الدولية المنظمة وتحقيق السلامة الجوية ودور التكنولوجيا الحديثة والإدارة الجيدة في تحقيقها. وأقيمت حلقة نقاشية لتدارس دور الجمعيات الأهلية غير الحكومية والعنصر البشري في تحقيق السلامة الجوية، وتداعيات الإفصاح والشفافية ونشر نتائج تفتيش المنظمات الدولية على أنظمة السلامة الجوية في كافة الدول والتداعيات الاقتصادية المترتبة على ذلك. وقال الوزير، خلال المؤتمر: "منظومة الطيران المدني تنتظر مشاركة الجمعيات غير الحكومية بصورة أكبر في دعم مختلف أنشطتها على كافة المستويات، وهذا يأتي من خلال عقد ورش العمل والمؤتمرات ومختلف الأحداث الداعمة للطيران المدني، والوزارة من جانبها تسعى جاهدة لمنح هذه الجمعيات دور كبير من خلال رعايتها والتنسيق المستمر معها ومنحها كافة التسهيلات المطلوبة". وأضاف: "صناعة الطيران المدني أكثر تطورًا وأسرع نموًا، ومع استمرار توسع صناعة الطيران عالميًا ينبغي أن يرتقي مفهوم إدراكنا للسلامة لمواكبة التغيير في هذه الصناعة، كما ينبغي أن نطرح باستمرار المزيد من المبادرات لتعريف المخاطر وكيفية إدارتها والتخفيف من حدتها وحماية القوى العاملة البشرية والمنشآت، وكذلك خلق حلول فعالة للمشكلات في إطار الإمكانيات الاقتصادية المتاحة بما يمنع وقوع الحوادث بدرجاتها المختلفة". وأكد الوزير: "وزارة الطيران المدني لها دور بالغ الأهمية لضمان السلامة، حيث نعمل على الارتقاء بمستوى السلامة ولايزال لدينا متسع لمزيد من التطوير..نحن حريصون على وضع معايير للسلامة وإصدار التراخيص والتصاريح طبقًا لهذه المعايير..وحريصون أيضًا على تنظيم المجال الجوي ووضع برامج التفتيش والمتابعة بما يضمن استمرار سلامة التشغيل". ولفت إلي أنَّ أحد أكبر التحديات التي تواجه صناعة الطيران هي الفضاء الجوي المكتظ بالطائرات في مناطق عديدة حول العالم، موضحًا: "يتوجب علينا إيجاد حلول فورية من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة وتغطية الطرق الملاحية بالأقمار الصناعية لضمان تحقيق السلامة والأمن للطرق الجوية، خاصة في قارتنا الإفريقية"، منوهًا إلى أنَّ هناك جهودًا مبذولة من قِبل الحكومة في مجال التعاون المدني العسكري لتحسين الطرق الجوية وجعل المجال الجوي المصري أكثر جذبًا لخطوط الطيران الدولية وللمساعدة في خفض استهلاك الوقود وتقصير زمن الرحلات وتقليل الانبعاثات". بدوره، قال المهندس حسين مسعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية: "دور الجمعيات غير الحكومية وغير الهادفة للربح في دعم منظومة الطيران المدني، خاصة في الفترة الأخيرة هو الوصول بالعنصر البشري لأعلى درجات الكفاءة من خلال التدريب المعتمد وتزويد الطيران المدني بالخبرات اللازمة، وتعظيم الدور الذي تؤديه هذه الجمعيات في خلق بيئة عمل قادرة على ضمان عنصر السلامة لمنظومة لطيران المدني بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية محليًا وإقليميًا ودوليًا". وأضاف: "الصفوة هي جمعية غير حكومية وغير هادفة للربح تأسست عام 2002 وأخذت في النمو إلى أن قارب عدد أعضائها نحو 600 عضو من المهندسين في مجال الطيران بعضهم حصل على الدرجات العلمية والأكاديمية، والبعض له خبرات فنية، والبعض له خبرات عملية ليكونوا مزيجا من الخبرات النادرة في مجال الطيران في مصر". وفي ختام المؤتمر، أطلق المشاركون مبادرة "استدامة الطيران"، وتم إعلان اكتمال تدريب أول مجموعة من مراجعي السلامة الجوية المصريين والمعتمدين، والذين تسلموا شهادات التأهيل من شركة "AQS" الألمانية. وشارك في المؤتمر أكثر من 200 مشارك يمثلون كافة الأطراف المعنية بالطيران المدنى والسلامة الجوية في مصر، وفي منطقة الشرق الأوسط لتبادل المعرفة والخبرة في مجال السلامة الجوية، بالإضافة إلى مشاركة كبرى شركات صناعة الطائرات، وهي "بوينج" الأمريكية، و"إيرباص" الأوروبية، و"إمبرير" البرازيلية.