ضريح أبو الحجاج بالأقصر، ذلك المقام الأشبه ببريق الضوء الأبيض، بمجرد أن تقع عينك عليه تتسلل الطمأنينة روحك، وتجبرك على العودة مجددًا لزيارته. وعن سيرة أبو الحجاج الأقصري، فيعود ميلاده إلي أوائل القرن السادس الهجري، بمدينة بغداد العراقية، وكان ينتمي لأسرة كريمة، وينتهي نسبه إلي سيدنا الحسين، حفيد الرسول الكريم، وكلف برعاية الديوان في أحد عهود أحفاد القائد صلاح الدين الأيوبي، بعدها قرر أن يتفرغ للعبادة والزهد في الحياة الدنيا. قصد أبو الحجاج في بادئ الأمر مدينة الأسكندرية، وهناك تعرف على أتباع الطريقة الشاذلية والرفاعية، ثّم قصد الأقصر ليستقر بها ويتتلمذ علي يد العارف بالله الشيخ عبد الرحيم القنائي، وعاش بها حتى وفاته في عام 642 هجرية. وقتها اختار أطلال معبد الأقصر القريبة من النيل، لبناء ضريح ومقام للعارف بالله أبو الحجاج الأقصر، ليقصده الآلاف من مريديه ومحبيه قادمين من شتى أنحاء الجمهورية. ويتميز ضريح أبو الحجاج الأقصري، بطابع خاص، حيث إنه يحتوي على أعمدة أثرية ويضم أجزءًا من معبد الأقصر، الأمر الذي جعل ضمه لوزارة الىثار أمرًا حتميًا. ويستقبل ضريح أبو الحجاج الأقصر، بشكل يومي الآلاف من المواطنين، الذي يقومون بتوزيع الخبز الصغير، والأرز باللبن، والتمر على مريديه، كما تقصده العروس قبل زفافها، لطلب البركة.