كتب- أحمد الريدي: من الزقازيق إلى القاهرة بدأت الرحلة، بعدما حطت عزيزة رحالها في العاصمة والتحقت بمعهد الفنون المسرحية، إلا أنها لم تفلح في الدراسة النظرية، وقررت أن تتركه دون الحصول على الشهادة. علاقتها بفردوس محمد وزينب صدقي كانت بمثابة المفتاح في حياتها العملية، بعدما عرفاها على المخرج أحمد بدرخان الذي قدمها في فيلم "قبلني يا أبي" مع محمد فوزي ونور الهدى. عزيزة حلمي التي ولدت في السادس من يونيو عام 1929 وبدأت حياتها الفنية في الأربعينيات، كانت واحدة من القلائل اللاتي برعن في تجسيد دور الأم على الشاشة، حتى باتت أيقونة للأم السينمائية. ولكن الغريب أن هذه البراعة تجسدت بعد مأساة عاشتها عزيزة حلمي، التي رزقت بطفل واحد فقط ولكن الموت غيبه مبكرًا، لتجسد من خلال أعمالها عاطفة الأمومة التي كانت بداخلها. أعمال عديدة قدمتها الفنانة التي رحلت في الثامن عشر من أبريل عام 1994، كان أبرزها "اليتيمين" و"دموع في عيون وقحة" "الوسادة الخالية" و "ظلموني الناس". أكثر من مائتي عمل قدمتهم عزيزة حلمي، وظلت حتى وفاتها شعلة فنية بملامح وجهها الهادئة التي ساعدتها على أن تكون أمًّا من أعظم أمهات السينما المصرية.