كتب - حمادة عبدالوهاب عادة ما تبقى العلاقات العسكرية بين روسياوإيران، رهنا بتطورات الأحداث، وتنأى بعيدا عن بقية مجالات التعاون الأخرى الممتدة بين الدولتين، وتمر تلك الروابط ذات السمة المميزة، والمثيرة للجدل أحيانا، بفترات صعود وهبوط، بيد أن عنصر "الضرورة" يظل عصبا رابطا للدولتين. وهو ما يجعل إيران تحتل المكانة الثالثة كأكبر مستورد للسلاح الروسي على مستوى العالم بعد الصين والهند، حيث تستعد إيران لتسلم أنظمة صواريخ الدفاع الجوي "إس-300" من روسيا بنهاية العام، في الوقت الذي بدأ تنفيذ اتفاق مقايضة النفط بالسلع بين روسياوإيران. ورفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، أمس الاثنين، حظرا فرضه منذ خمس سنوات على تسليم أنظمة الصواريخ فائقة التكنولوجيا إلى إيران، مما أثار انتقادات الولاياتالمتحدة وإسرائيل. ردود الفعل وعلَّق وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تسليم منظومة صواريخ الدفاع الجوي S- 300، إلى إيران، بأن منظومة الصواريخ لأغراض "دفاعية ولا تشكل تهديدا على دول للمنطقة بما فيها إسرائيل". وأشار لافروف إلى أنَّ إيران في ضوء التطورات الأخيرة في اليمن، باتت بحاجة لمنظومة دفاع جوي عصري، وأن روسيا تأخذ بعين الاعتبار في هذه الخطوة "السمعة و التجارة". بينما قال البيت الأبيض، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عبر لنظيره الروسي عن القلق إزاء قرار موسكو رفع الحظر عن تسليم صواريخ لإيران. وقال جوش إيرنست المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين في البيان الصحفي اليومي إن قرار روسيا بدء مقايضة النفط بالسلع قد يثير القلق أيضا بشأن العقوبات المفروضة على إيران. ومن جهتها نددت إسرائيل، بقرار روسيا رفع حظر تسليم إيران صواريخ "إس-300"، بينما تتواصل المحادثات بين طهران والقوى الكبرى بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي حول الملف النووي الأيراني بحلول الثلاثين من يونيو المقبل. تاريخ التعاون العسكري العلاقات العسكرية بين روسياوإيران شهدت تطورا كبيرا قبل انهيار الاتحاد السوفييتي خلال عامي 1989 و1991، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات ولعل أبرزها آنذاك اتفاق وقع في 5 نوفمبر 1989 تسلمت إيران وفقه اثنين من منظومة الصواريخ المضادة للطائرات المعقدة طويلة المدى S-200VE، و20 مقاتلة ميغ 29، و12 طائرة سوخوي "سو-24MK"، وأنظمة دفاع جوي ودبابات وذخيرة وغيرها من المعدات. وبموجب الاتفاقية نفسها تلقت إيران في الفترة بين عامي 1992- 1996، ثلاث غواصات تعمل بالديزل والكهرباء، وفي عام 1994، تسلمت إيران 12 طائرة مروحية من طراز "Mi-1، وفي عام 1998، تلقت إيران خمس طائرات هليكوبتر من طراز"Mi-171". وفي أكتوبر عام 2001، خلال زيارة وزير الدفاع الإيراني علي شمخاني لموسكو، وقع الوفد الإيراني اتفاق حكومي دولي بشأن التعاون العسكري التقني. وبموجب هذا العقد، زودت روسياإيران بمروحيات النقل العسكري متعددة الأغراض من طراز Mi-171 وMi-171SH. وفي 2003-2006 حصلت القوات الجوية الإيرانية على ست مقاتلات "سو 25". أيضا في عام 2005، تلقت إيران ثلاث مروحيات "مي17". وفي ديسمبر2005، وقعت روسيا اتفاقا مع إيران لتوريد 29 منظومة دفاع جوي "تور-M1"، لحماية المنشآت العسكرية، خاصة محطة الطاقة النووية في بوشهر في طهران وأصفهان وناتانز، وقد تم تنفيذ العقد في يناير عام 2007، وتقدر تكاليفه الإجمالية بمبلغ 1.4 مليار دولار. قصة إس 300 وفي عام 2005، وافقت روسيا على تزويد إيران بخمسة أنظمة دفاع جوي مضادة للطائرات متوسطة المدى S-300 PMU-1، بقيمة إجمالية تزيد على 800 مليون دولار، وفي حالة فشل العقد سيتم دفع تعويضات قدرها 300- 400 مليون دولار. وفي سبتمبر 2010، حظر رئيس الدولة حينها، دميتري ميدفيديف، تسليم S-300 إلى إيران وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحد من إمدادات الأسلحة الحديثة للجانب الإيراني، وتقدمت طهران بشكوى على شركة "روس أبورون إكسبورت" إلى محكمة جنيف في سويسرا، فاقترحت روسيا اتفاقا سلميا يتضمن توريدات جديدة لمنظومة صواريخ الدفاع الجوي "تور- إم 1 آي"، لكن طهران اعترضت على هذا العرض. وفي 20 يناير2015، خلال الزيارة الأولى منذ 15 عاما لوزير دفاع روسي، وقع وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اتفاقا للتعاون العسكري مع طهران.