أكدت فيرونيكا كوخينيوفا، سفيرة التشيك لدي مصر، أهمية الزيارة التي سيجريها سامح شكري،وزير الخارجية، لبراغ يومي 16 و17 إبريل الجاري. وقالت كوخينيوفا، في تصريحات لها، إنَّ الزيارة تؤكد وجود علاقات طويلة وعميقة بين مصر والتشيك والتعاون الثنائي بشكل جيد في المجالات الاقتصادية والسياسية. وأضافت أنَّ هذه الزيارة بشكل ما تأتي للإعداد لزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لبراغ بعد قبوله دعوة نظيره التشيكي ولكن لم يتحدد موعدها بعد، مشيرةً إلي أنَّ شكري سيبحث مع نظيره التشيكي لوبومير زاؤراليك، ملف العلاقات الثنائية والتعاون التجاري والفني والعسكري و العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وعملية السلام بالشرق الأوسط. ويطلع شكري، "زاؤراليك"، تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط خاصة في ليبيا واليمن وجهود مصر لمكافحة الإرهاب، بينما سيطلع زاؤاليك الوزير شكري تطورات الأوضاع في أوكرانيا وروسيا وشرق أوروبا. وأفادت بأنَّ شكري سيلتقي خلال زيارته لبراغ رئيس الوزراء التشيكي، الذي لم يستطع المشاركة في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ مؤخرًا، وأرسل نائب وزير التجارة والصناعة التشيكي، وسيجري مباحثات مع وزير التجارة والصناعة التشيكي في ضوء زيادة ملحوظة في التبادل التجاري بين البلدين ورئيس البرلمان التشيكي. وردًا على سؤال حول التعاون الاقتصادي، أشارت كوخينيوفا إلى التطورات الإيجابية حيث بلغ التبادل التجاري 500 مليون دولار عام 2014، وقالت إنَّ هذا رقم كبير بالنسبة للتشيك ويعد أعلى رقم منذ عام 1993 بعد تقسيم تشيكوسلوفاكيا لدولتين، موضحةً أنَّ التشيك تصدر لمصر سيارات سكودا والآلات الثقيلة وقطع الغيار، بينما تصدر مصر للتشيك مواد غذائية مثل الخضروات والفاكهة طازجة و الصوف والقطن. وذكرت أنَّ التشيك تعد الدولة الوحيدة في وسط أوروبا التي لها استثمارات في مصر حيث تم، خلال الشهر الماضي، افتتاح مصنع جديد "بيجاس" في مدينة 6 أكتوبر لإنتاج النسيج غير منسوج المستخدم في إنتاج الحفاظات الطبية بقيمة 100 مليون يورو وتعتزم الشركة التوسع في هذا المشروع في المستقبل. وأكدت فيرونيكا كوخينيوفا نجاح مؤتمر دعم الاقتصاد المصري بشرم الشيخ والذى سلم خلاله نائب وزير التجارة والصناعة دعوة لوزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور لزيارة التشيك لبحث التعاون بين البلدين، موضحةَ أن المؤتمر نجح ليس فقط في جذب الاستثمارات وإنما أظهر قدرة مصر على تنظيم مؤتمر كبير في وقت قصير ومستوى التمثيل العالي للدول خاصة من المنطقة فضلاً عن عدم حدوث أي مشاكل أمنية خلال انعقاده. وأشارت إلى تطلع براغ لتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر التي أصبحت تحتل المرتبة الثانية أو الثالثة كأكبر شريك تجاري في المنطقة بعد الإمارات التي تحتل المرتبة الأولى، في حين تتنافس مصر وإسرائيل على المرتبة الثانية وقد احتلت مصر المرتبة الثانية عام 2013 والثالثة 2014 حيث حلت مكانها إسرائيل في المرتبة الثانية العام الماضي. وردًا على سؤال حول الإصلاحات الاقتصادية، أعربت عن اعتقادها بأنَّ هذه الإجراءات إيجابية بالنسبة لقانون الاستثمار وطالبت بتقديم المزيد من الحوافز مثل إعفاءات ضربية مشيدة بجهود الحكومة لجذب المستثمرين. وعن الزيارات المرتقبة، قالت إنَّ وفدًا من رجال الأعمال المصريين سوف يصاحب الوزير شكري خلال زيارته للتشيك، بينما يعتزم وزير الزراعة التشيكي زيارة القاهرة بنهاية إبريل الجاري، على رأس وفد يضم رجال الأعمال العاملين في مجال الري والزراعة، مشيرةً إلى أنََّ هذا هو أول وفد تجاري يزور مصر. ولفتت إلى أنَّ الوضع في مصر أصبح أكثر استقرارًا وأمنًا مقارنة بالوضع قبل عامين، مشيرةً إلى أنَّ ما يقلق هو الوضع على الحدود مع ليبيا وشمال سيناء بسبب العمليات الإرهابية. وحول المجال السياحي، أوضحت السفيرة أنَّ عدد السائحين التشيك الذين زاروا مصر بلغ 110 آلاف عام 2014 بزيادة نسبتها 18% عن عام 2013، غير أنها قالت إنَّ هذه الأرقام أقل من المعدلات السابقة التي وصلت إلى 200 ألف سائح تشيكي قبل عام 2011 ". وأوضحت السفيرة أنَّ المجموعات السياحية المنظمة تذهب إلى شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم بينما هناك عدد من السائحين التشيكيين يسافرون لعدة أيام في أسوان أو الأقصر ثم القاهرة، منوهةً بأنَّ التشيكيين لديهم ولع بالحضارة والتاريخ الفرعوني المصري واكتشافات الآثار الجديدة التي تعلن علي شاشات التليفزيون. وحول تقييم الوضع في ليبيا، قالت كوخينيوفا إنَّ بلادها تدعم الغارات التي شنتها مصر ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميًا ب"داعش"، عقب مقتل 21 مصريًا، مؤكدةً تقدير وتفهم براغ لرد فعل الحكومة المصرية، ولكن الغارات الجوية ليست هي الحل الذي لابد أن يتم من خلال التفاوض وهذا لا يمكن أن يحدث مع داعش. وشددت على ضرورة دعم الحكومة الشرعية في ليبيا، وتدعيم الحكومة المصرية حدودها لعدم السماح بعبور الإرهابيين لافتةً إلى أنه إذا استمرت الفوضى لمدة طويلة في ليبيا فإنَّ هذا سوف يكون له تأثير سلبي على أوروبا خاصة دول الجنوب.