لا تنحصر مأساة أهالي شمال سيناء، خاصة في الأماكن التي تشهد مواجهات دامية بين قوات الجيش والشرطة والعناصر الإرهابية، من الخوف على أمنهم، بل أيضًا انقطاع خدمات عديدة عنهم، لتزداد معها مرارة الأيام. وعلى فترات، تشهد خدمة شبكة المحمول انقطاعًا بالساعات في عدة مناطق، تزامنًا مع تحركات قوات الجيش والشرطة. وذكر مصدر أمني، أن الفصل يتم حتى لا تستهدف القوات بالعبوات الناسفة، التي يتم تفجيرها عن بعد، بالإضافة إلى قطع أي وسيلة اتصال بين العناصر المسلحة، للتنسيق فيما بينها لاستهداف الحملات. وبعد تعرض قوات الأمن لهجمات متكررة في العريش والشيخ زويد ورفح، تم غلق 6 ميادين رئيسية، لقربها من ارتكازات أمنية. وطالب أصحاب محلات في تلك الميادين من الجهات التفيذية فى المحافظة اعفائهم من الضرئب لانقطاع مصدر رزقهم. ومع ارتفاع حوادث سرقة سيارات "الفنطاس" في المحافظة، امتنعت شركة مياه الشرب والصرف الصحي عن تسيير سياراتها إلى القرى، ما تسبب في أزمة بمياه الشرب بها. وبيّن مصدر أمني، أن القرار جاء لسببين، وهما تدهور الوضع الأمني، والآخر التكلفة التي تتحملها الشركة بسبب سرقة تلك السيارات، التي تستخدم في عمليات إرهابية، كالتي تمت مؤخرًا باستهداف مقر الكتيبة 101، ومديرية أمن شمال سيناءبالعريش. وبعد سرقة مسلحين سيارة أسعاف بمستشفى الشيخ زويد الشهر الجاري، صدر تعليمات بإغلاق نقاط الأسعاف على الطرق الدولية السريعة، وسحب جميع السيارات من المسشفيات، ووضعها داخل المرفق الرئيسى بمدينة العريش، وعدم تسير أي سيارة إلا بإخطار من الجهات الأمنية. ويبقى الأهالي أمام خيارين لا ثالث لهما، حال وقوع طارئ أثناء حظر التجوال، إما أن يستسلم المريض لقدره، أو يخاطر أهله باستقلال سيارتهم لتوصيله إلى المستفى، ويكونون عرضة لنيران الإرهابيين، أو بالخطأ من الأكمنة. وحول أزمة الوقود التي ظهرت مؤخرًا بالشيخ زويد ورفح، قال مصدر بمديرية التموين في شمال سيناء، أن المشكلة أمنية بالدرجة الأولى، فالسائقو سيارات صهاريج الغاز والبنزين يخشون التوجه لتلك المدن، تخوفًا من استهداف العناصر المسلحة لهم، فضلًا عن مشكلة المعديات على قناة السويس، التي تزدحم بشكل مستمر طوال اليوم، ما يؤخر وصول الصهاريج للمحافظة. وأصبحت طوابير السيارات في العريش مشهدًا شبه يومي، وحسب ورايات الأهالي، لا يوجد بنزين 80 وبنزين 92، والمتوفر بنزين 93، بأسعاره المرتفعة.