كتب - حمادة عبدالوهاب إيران التي تتدخل بشكل كبير في صنع التوجهات السياسية في بعض البلدان العربي، وتتدخل في شئون دول أخر، ليست في منأى عن هكذا أمور، فالفرس لايشكلون إلا 50 % فقط من نسبة السكان، ويسيطرون على كل شئ، في ظل اضطهاد تام لكل الأقليات العرقية والدينية في البلاد، ومن أكثر هذة الأقليات المضطهدة العرب الموجودين في إقليم الأحواز، الذين أعلن بعضهم الثورة على الاحتلال الفارسي مؤخرًا. بداية الثورة ذكر الموقع الإلكتروني لحركة «النضال العربي لتحرير الأحواز»،أن شبانا أحوازيين بدأوا «الثورة المسلحة» ضد ما وصفوها ب«قوات الاحتلال الفارسي» في المناطق ذات الغالبية العربية شمال غرب إيران. وأفاد موقع «أحوازنا»، أن «المقاومين» استهدفوا مقر المباحث، بالإضافة إلى مركز أمني في مدينة الخفاجية قرب مدينة الأحواز، مشيرا إلى أن حجم الخسائر التي وقعت مجهول، ولم تفصح الشرطة الإيرانية. كما أضاف الموقع أن «المقاومين» أطلقوا النار قبل يومين تجاه مخفر للشرطة في حي «أبوذر» أحد أهم أحياء مدينة الخفاجية. ونقل الموقع على لسان من يعرفون ب«الثوار الأحوازيين» قولهم: «في ظل استمرار قوات الاحتلال الفارسي بارتكاب الجرائم ضد الشعب العربي الأحوازي، فإن عمليات المقاومة الوطنية الأحوازية ستتصاعد وتيرتها أكثر من السابق، وستكون قوات الاحتلال الفارسي كافةً في مرمى بنادق الثوار المرابطين في أرض الأحواز الطاهرة». الأحواز «الأحواز أو الأهواز» عاصمة ومركز محافظة خوزستان، تقع شمال غرب إيران، أطلق عليها الإيرانيون اسم عربستان أي «بلاد العرب»، وكذلك خوزستان أي «بلاد القلاع والحصون»، نسبةً إلى ما بناه العرب المسلمون في هذا الإقليم من قلاعٍ وحصونٍ بعد معركة القادسية. مصدر الثروة ويضم «الأحواز» نحو 85% من البترول والغاز الإيراني، و35% من المياه في إيران، ويقع على رأس الخليج بالقرب من جنوبالعراق والكويت، وتعود أصول عرب الأحواز إلى قبائل عربية أصيلة من قبيل بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد، كما تعد أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط، وتجري هناك 3 أنهار كبيرة هي «كارون، الكرخة، والجراحي». الاحتلال الإيراني وقع «الأحواز» تحت سيطرة إيران في إبريل عام 1925، بقيادة رضا البهلوي، وانهار الحكم العربي في البلاد، ودخل الإقليم في مرحلة مأساوية، وعمل «البهلوي» على انتزاع هوية الإقليم القومية، وإلغاء خصوصياته الثقافية وصهر عروبته في بوتقة قومية فارسية، كما سيطر على ثرواته. بحسب دراسة أعدها الباحث موسى شريفي، نشرها موقع «العربية نت»، فإن شعب «الأحواز» لم يجد أي دعم عربي أو دولي، فاضطر لخوض نضاله بأبسط الوسائل المتاحة، إلا أن جميع الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي تفجرت على أرض الوطن فشلت في تحقيق أهدافها السياسية والنضالية، رغم كل ما قدمته من تضحيات. أبرز الانتفاضات بحسب الدراسة نفسها، انتفضت عام 1930 قبيلة «كعب الدبيس» بزعامة حيدر الطليل، لكنها فشلت، وتم إعدم بعض رموزها، وفي عام 1932 حدثت انتفاضة «الغجرية»، والتفت بعض الزعامات العشائرية حول الشيخ كاسب بن الشيخ خزعل، وتمكنوا من دخول مدينة الأحواز، إلا أن تخاذل البعض، والتفوق العسكري الإيراني أفشلا هذه الانتفاضة، كما استخدم الجيش الإيراني الدبابات لإخماد تمرد قامت به عشائر النصار بقيادة الشيخ «مذخور» عام 1946. كانت الانتفاضة الأبرز في إبريل 2005، حيث انتفض شعب الأحواز ضد الاحتلال الإيراني الذي حرص على طمس الهوية العربية للإقليم، وسقط فيها العشرات من القتلى والمصابين، بعد مواجهة عنيفة مع الاحتلال. الموقف من عاصفة الحزم رحب الشعب الأحوازي – السنة المضطهدين من إيران – بالعملية العسكرية التي تقودها السعودية تحت اسم "عاصفة الحزم" ضد جماعة الحوثيين "الشيعية" الذين انقلبوا على الحكم الشرعي باليمن، معلنين تأييدهم لها كونها تضع بداية النهاية للمشروع الإيراني التوسعي الفارسي "الصفوي"، بعد عجزها عن الدفاع عن حلفائها بالمنطقة. وغرد حسن راضي الأحوازي- مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية– قائلًا: "الشعب الأحوازي ينتظر قرارًا أو كلمة من الجامعة العربية بعد قمة شرم الشيخ بحق الأحواز"، مضيفاً : "الأحداث والتطورات والمعلومات المتوفرة، تشير بقوة إلى أن إيران ستمنع من الحصول على السلاح النووي، ومن التوسع في المنطقة العربية". فيما قال أنور مالك المراقب الدولي لحقوق الإنسان: "لا يحق مطلقًا لإيران المجرمة التحدث عن حقوق الإنسان وجرائم الحرب في اليمن، وهي اقترفتها بوحشية، ولا تزال في سوريا، والعراق، ولبنان، والأحواز"، بينما نشر حساب ديني قائلاً: "دعم الانتفاضة الأحوازية والخلايا البلوشية والكردية التي تزيد عن نصف المجتمع الإيراني، يعد الورقة الرابحة لضرب إيران من الداخل!". مقعد في الجامعة العربية طالب «أبو شريف الأحوازي»، رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز، الجامعة العربية بضرورة الاعتراف بأن الأحواز أرض عربية احتلت من قبل الدولة الفارسية. وأضاف في تصريحات صحفية: «نريد تمثيلا في القمة العربية لنتمكن من إيصال صوت أكثر من 12 مليون عربي يعيشون على الضفة العربية للخليج ويعانون من سياسة التطهير العرقي الفارسي منذ أكثر من 90 عاما». كما أوضح أن المطالبة بمقعد لهم في الجامعة العربية حق طالبوا به منذ تأسيس الجامعة، مشيرا إلى مشاركة وفد من أحوازي عام 1948 في اجتماعات الجامعة العربية، وشدد على أن الأحوازيين أرضا وشعبا جذورهم عربية.