عُرف الشعب المصري، من آلاف السنوات، بتناوله المختلف لشتى أمور الحياة، في مختلف المجالات، سواء السياسية أو الرياضية أو غيرها، فهو يعد من الشعوب الأكثر تميزًا في تغيير وجهة نظرك في الأشياء، من خلال تناولها بشكل فريد. وفي هذا الإطار، نجد العديد من المصريين، يحولون مفهوم الشئ الأصلي، إلى آخر لم يتطرق له أحد من قبل، كما نجده يحول الكوارث والآزمات إلى نكات، لتتحول ساحات الأحزان الخاصة به إلى نقيضها. العديد من الكلمات والمعاني، سقطت ضحية ل"التاتش المصري"، الذي جعل منها مادة دسمة للسخرية، ولكننا خلال هذا التقرير لن نتطرق إلى المعاني والكلمات، بل سنتطرق إلى الأرقام، التي لم تتمكن من الإفلات أيضًا من هذا "التاتش"، الذي حولها من مجرد رقم، إلى حكاية، ومعنى، وأداة أيضًا للوصف والتعبير. ومن هذه الأرقام، نجد عشرة أرقام، هم الأشهر في سجلات ضحايا هذا الشعب "الغير فاني"، كانوا ولا زالوا من علامات الصناعة المصرية، ونستعرضهم خلال هذا التقرير. رقم (1) تحول هذا الرقم من مجرد "رقم"، تُفتتح به العمليات الحسابية، وجداول الضرب، وغيرها من الاستخدامات "الطبيعية"، إلى كلمة ساخرة، استخدمها المصريين للتعبير عن الغضب. في حالات الغضب، تجد المصريين يقولون "هديك واحد"، والمقصود بها أن هذا الشخص في هذا الوقت، يستعد ل"صفعك على وجهك"، لذلك ننصحك بالابتعاد عنه في هذه اللحظة. رقم (2) هذا الرقم الذي يظهر بمظهر "برئ" دائمًا، ويبدو عليه السكون والهدوء، تحول إلى علامة "خبيثة"، يستخدمها المصريون في حالات التصوير، للسخرية من أشخاص أخرون، ليرسموا به ما يطلقون عليه "القرنين". رقم (4) لاسيما هذا الرقم البائس، لم يعرف مخترعه أنه سيأتي اليوم ليكون أداة حرب بين الشعب المصري، حيث يستخدمه بعض المصريين للتفاخر بانتمائه لإحدى الجماعات السياسية في مصر، ويستخدم أيضًا ك"نكاية" في الطرف الآخر، الذي لم يغلب أيضًا في اختراع علامة أخرى للرد (ولكن بسبب أنها ليست رقم بل حرف ندخرها للتقرير القادم). رقم (5) رقم كأي رقم، لا يبدو عليه أنه يحمي أو يقي من "الحسد"، ولكن وعلى أي حال، لا يوجد هناك داعي لتبرير "اختراعات" المصريين، نعم فإن هذا الرقم يُستخدم كنوع من الحماية من الحسد، وتستخدم معه مقولة "خمسة وخميسة". رقم (6) هذا الرقم يستخدمه بعض الشباب، ك"اختصار"، لأي كلمة أو لفظ أو فيديو خارج، حيث يعد رقم "SIX"، الذي يستخدمه الجميع في أنحاء العالم، كرقم، يستخدمونه باستبدال أحد أحرفه بحرف آخر، ليتغير المعني 360 درجة. رقم (7.5) لم يكتفوا فقط بالأرقام الصحيحة، بل لجئوا إلى كسور الأرقام، ليتحول رقم 7.5، إلى عنوان كثير التداول في المحال التجارية البسيطة، التي يكتب عليها الرقم من أجل جذب الزبائن، دون دليل أو مدلول حول مدى جاذبيته التجارية، ولكنه ومن الواضح أنه يأتي ثماره بشكل جيد. رقم (10) من الجرأة التحدث في هذا الأمر، ولكنه أمر واقع على أي حال، فهذا الرقم يستخدمه الرجال المصريين، كاختصار لإحدى العمليات الجنسية، وبسؤال العديد من خبراء العلاقات الحميمية أو الأطباء، أكدوا أن هذا الرقم ليس له علاقة بالأمر على الإطلاق، مبدين دهشتهم الكبيرة من الأمر، ولكن الحقيقة لا وجود لأي دهشة، فهو أصبح رمزًا لتلك العملية، وليس فقط رقم "اختصار". رقم (13) "رقم النحس"، هذا بالتأكيد ليس رأي شخصي، ولكنه سمة هذا الرقم عند المصريين، فإنهم يتشائمون من هذا الرقم بشكل غريب، ويرفضون اقترانه بأي من الأشياء التي تخصهم، والعديد منهم يصفونه بالرقم ال"شؤم"، وذلك بدون أي مدلول نفسي أو علمي أو حتى تاريخي على ذلك. رقمي (18 و21) لم يختلف الأمر الواقع على الرقم "7.5" كثيرًا عن هذان الرقمين، فجميعهم عناصر جذب، وجميعهم يجذبون الزبائن، ولكن باختلاف التطلعات والاهتمامات، حيث يعرف هذين الرقمين، بأنهما يحددان الفئة العمرية، لمشاهدة أي من الأعمال الفنية أو غيرها، إلا أن المصريين، أصبحوا يستخدمون هذه الأرقم بشكل هيستيري، من أجل جذب العديد من الرواد، وبدون داعي.