يخوض مئات المواطنين بمحافظة القليوبية، رحلة محفوفة بالمخاطر يوميًا، أثناء استقلالهم المعديات النهرية، للوصول إلى أشغالهم. ويستقل المعديات طلبة المدارس، وكبار السن المتوجهين إلى الأصواق، والمرضى في القرى البعيدة عن المستفيات المركزية. ورغم عديد الحوادث، لم يتدخل المسؤولون من أجل استبدال تلك العبارات "المتهالكة"، والتي تسببت في موقت عشرات الضحايا، ليس في القليوبية فقط. وتعد العبارات الوسيلة الوحيدة أمام مواطنين لعبور ضفتي النيل، نظرًا لغياب وسائل المواصلات الاخرى، إضافة إلى انخفاض تعريفة الركوب، التي لا تتجاوز الجنيهين. وتنتشر العبارات بعدد من مراكز وقري المحافظة، خصوصًا معدية "دمنهور – شبرا"، والأخرى الكائنة بجوار نادي الطفل، التي تعمل بين شبرا الخيمة وجزيرة الوراق، وتعانيان من تهالك حالتهما، لغياب أي أعمال صيانة. ولا يختلف الحال في القناطر الخيرية، فأهالي منطقة المحلج يستخدمونها للعبور إلى المناطق والعزب بالناحية الأخرى من النيل، في رحلة يحيطها الرعب من كل جانب، خاصة وأن القائمين عليها يتعمدون تحميلها بحمولات زائدة، ما يعرض الركاب لخطر الغرق. وفي عزبة شكرى، إحدى القرى التابعة لمركز الخانكة، أكد الأهالي أنهم معزلون عن باقي المحافظة، ويلجأون لاستخدام المعدية رغم ما يمثله استقلالها من خط. وطالبوا محافظ القليوبية، محمد عبد الظاهر، بإجراء مراجعة شاملة، وحصر المعديات التي تعمل بنطاق المحافظة، سواء مرخصة أو غير، لتقنين أوضاعها، وتوفير وسائل الأمن والسلامة بها، مع وضعها تحت رقابة صارمة من قبل أجهزة المحافظة.