بعد فترة استقرار أمني شهدتها مدينة الإسماعيلية على مدار الأشهر القليلة الماضية، عادت بلاغات العثور على أجسام غريبة وقنابل هيكلية نجح خبراء المفرقعات في تأمينها وتفكيكها، إذ تم استقبال ستة بلاغات خلال شهر مارس، استهدفت ميدان الممر بوسط المدينة والأكثر ازدحامًا، وشارعي العشريني والتجاري أهم شوارع المحافظة، وخطوط السكك الحديدية. وبحسب الإخطارات الأمنية، انتقل ضباط المفرقعات إلى مركز القنطرة غرب ظهر 10 مارس الجاري، بعد بلاغ بوجود عبوة "ناسفة" قرب محول كهرباء، وتمكنت قوات الحماية المدنية من تفكيكها وإرسال مكوناتها إلى المعمل الجنائي لفحصها وبيان احتوائها على مواد مفجرة من عدمه. وفي يوم الاثنين 16 من نفس الشهر، انتقل خبراء المفرقعات في السادسة صباحًا لفحص جسم غريب عثر الأهالي عليه بميدان الممر، وتبين أنه عبوة مجهزة للانفجار نجحت القوات في تفكيكها، وبعدها بيومين أغلقت قوات الشرطة منتصف شارع الثلاثيني بالقرب من قسم ثاني الإسماعيلية، بعد بلاغ بالعثور على عبوة "هيكلية" نجح ضباط المفرقعات في تفكيكها، لينتقلوا فور الانتهاء إلى بلاغ آخر بميدان الممر في وسط المدينة أثبت الفحص سلبيته. وفي 24 مارس أبلغت قوات الشرطة بتوقف خط السكك الحديدية بين الإسماعيلية وبورسعيد لوجود جسم غريب على شريط السكك الحديدية، وتبين سلبيته، وعمل ضباط المفرقعات على تمشيط الخط قبل انطلاق القطار مرة أخرى، وفي مساء نفس اليوم نجح الضباط في تفكيك عبوة هيكلية بميدان إبراهيم سلامة، قرب ديوان عام المحافظة، ألقاها مجهول وفر هاربًا. الإسماعيلية "مراقبة بالكاميرات" أعلنت محافظة الإسماعيلية - في بيان رسمي لها - نهاية شهر ديسمبر من العام الماضي، تفعيل منظومة كاميرات المراقبة والمراقبة المرورية في شوارع المحافظة بتكلفة 7 ملايين جنيه، ويقول شاهد عيان: إن شخص يستقل دراجة نارية ألقى العبوة، وفر هاربًا، ولم يستطع الأهالي الإمساك به، متسائلًا حول إمكانية مراجعة الكاميرات للإمساك به. وبحسب البيان، وضعت الكاميرات أعلى بعض الأبراج السكنية والمصالح الحكومية، وعلى مقربة من إشارات المرور، لتصبح شوارع المحافظة على شاشات الحكومة، وأكد قائد مرور الإسماعيلية العميد محمد عامر بعد تركيب الكاميرات، أنها تنقسم إلى نوعين "النوع الأول لمراقبة حركة السيارات والحركة المرورية، والنوع الثاني لمراقبة الشوارع وإحكام الحالة الأمنية". ومع ذلك لم تنجح الكاميرات في التعرف على واضعي القنابل، حتى في ميداني الممر وإبراهيم سلامة أشهر ميادين المحافظة. آخر الضربات الأمنية وفي 17 ديسمبر عام 2014، داهمت قوات الأمن الوطني والأمن المركزي، معملاً للمواد المفجرة في قرية أبو عطوة جنوبالإسماعيلية، وعثرت الحملة على 45 قنبلة مجهزة شديدة الانفجار، تتنوع ما بين عبوات تستخدم لأبراج ومحولات الكهرباء، وعبوات تستخدم في القطارات والشوارع. وأوضح المقدم محمد نبيل عمر مدير إدارة المفرقعات حينها، أن هذه كانت من أنجح العمليات التي شنتها إدارة الأمن الوطني في المحافظة، وبسببها دخلت الإسماعيلية في حالة هدوء تام؛ باعتباره المصنع الوحيد على مستوى مدن القناة والضفة الشرقية. وقد ضبطت الحملة داخل المعمل كميات كبيرة من المواد المستخدمة في صناعة المتفجرات، وأسلاك كهربائية ودوائر كاملة، وبطاريات ومواسير تستخدم في صناعة العبوات، وتمكنت من القبض على ثلاثة أشخاص يديرون المعمل، وتم حبسهم احتياطيًّا على ذمة التحقيقات. وشدد مدير أمن الإسماعيلية اللواء منتصر أبو زيد على أن المديرية تكثف حملاتها بالتعاون مع الأمن الوطني، والأمن العام والبحث الجنائي، وتمكنت من القبض على بعض المشتبه بهم، مضيفًا - في تصريحات للتحرير - أن الحملات المستمرة تعمل في دوائر المراكز، وأن كافة العبوات التي تم العثور عليها هي عبوات هيكلية، الغرض منها إثارة رعب المواطنين وتعطيل الطرق.