تسلَّم الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، الرئاسة الدورية للقمة العربية من أمير دولة الكويت، الشيخ الصباح الأحمد الجابر المبارك الصباح، خلال افتتاح أعمال القمة ال26 بشرم الشيخ. تنشر "بوابة التحرير"، كلمة الرئيس السيسي، في القمة: "بسم الله الرحمن الرحيم.. أعلن على بركة الله افتتاح مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته الحالية ال26 وأرحب بكم في بلدكم الثاني مصر، واسمحوا لي أن أبدأ الجلسة بإلقاء كلمة مصر... بسم الله الرحمن الرحيم.. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي.. معالي الدكتور نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية.. الضيوف الكرام.. السيدات والسادة... يسعدني أن أرحب بكم جميعا أخوة أعزاء على أرض مصر، وأن أنقل إليكم كل تقدير ومودة الشعب المصري الذي طالما اعتز بانتمائه لأمته العربية التي بذل المصريون وسيبذلون دوما أغلى ما يملكون صونا لاستقلالها وكرامتها. كما يطيب لي أيضًا في افتتاح أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية ال 26 أن أعرب باسمي وباسمكم عن كل الشكر والتقدير لدولة الكويت الشقيقة ولأخي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لقيادته الحكيمة ورؤيته السديدة خلال تولي الكويت رئاسة الدورة الماضية للقمة العربية، والتي أضافت لبنة جديدة إلى بناء العمل العربي المشترك، ولا يفوتني أن أشيد بالجهود التي بذلتها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وأمينها العام الدكتور نبيل العربي طوال الدورة السابقة وللإعداد لاجتماعنا اليوم. "السيدات والسادة.. استشعر عظم المسئولية لتزامن مشاركتي الأولى في قمة عربية كرئيس لمصر "بيت العرب" مع تشرفها باستضافة ورئاسة الدورة الحالية.. فلا يخفى عليكم أن خطورة العديد من القضايا التي تواجهنا في هذه المرحلة في أنحاء الوطن العربي قد بلغت حدا جسيما بل وغير مسبوق من حيث عمق بعض الأمات واتساع نطاقها وسوء العواقب المترتبة عليها في الحاضر والمستقبل.. فانعقاد قمتنا اليوم تحت عنوان "التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي" إنما يمثل تعبيرًا عن إدراكنا لضرورة أن نتصدى لتلك القضايا دون إبطاء أو تأجيل من خلال منهج يتسم بالتوازن والمصداقية وعبر أدوات ذات تأثير وفاعلية، عانت أمتنا العربية من المحن والنوازل منذ إنشاء جامعتها ما بين الكفاح من أجل تحرير الإرادة الوطنية أو للتخلص من الاستعمار أو الحروب التي خاضتها دفاعا عن حقوقها وبين تداعيات المشكلات الاقتصادية الخارجية والداخلية. لكن هذه الأمة وفي أحلك الظروف لم يسبق أن استشعرت تحديًا لوجودها وتهديدًا لهويتها العربية كالذي تواجهه اليوم على نحو يستهدف الروابط بين دولها وشعوبها ويعمل على تفكيك نسيج المجتمعات في داخل هذه الدول ذاتها والسعي إلى التفرقة ما بين مواطنيها وإلى استقطاب بعضهم وإقصاء البعض الأخر على أساس من الدين أو المذهب أو الطائفة أو العرق.. تلك المجتمعات التي استقرت منذ مئات السنين وصهرها التاريخ في بوتقته ووحدتها الآمال والألم المشتركة وسواء اكتسى ذلك التهديد رداء الطائفة أو الدين أو حتى العرق، وسواء روجت له فئة من داخل الأمة أو أقحمته عليها أطراف من خارجها بدعوي مختلفة.. فإن انتشاره سوف يكسر شوكة هذه الأمة وسوف يفرق جمعها حتي تغدو في أمد قصير متشرذمة فيما بينها ومستضعفة من حولها بسبب انهيار دولها وشدة انقسامها. إن ذلك التحدي الجسيم لهوية الأمة ولاستقرار مجتمعاتها ولطبيعتها العرببة الجامعة يجلب معه تحديا أخر لا يقل خطورة لأنه يمس الأمن المباشر لكل مواطنيها، وهو الإرهاب والترويع الذي يمثل الأداة المثلى لهؤلاء الذين يروجون لأي فكر متطرف يهدم كيان الدولة ويعمل على تقويضها.