كتبت - إلهام محمد في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، حلمٌ راود الأهالي، داعبوا القدر، خاطبوا الأمل، انتظروا القرار، نحو إنشاء مدينة سكنية. مدينة الضبعة تبدأ من قرية "غزالة "شرقًا حتى قرية "فوكة" غربًا، ومساحتها الإجمالية تبلغ 60 كيلو مترًا، على الساحل، وتوجد بها منشآت تعليمية مختلفة، ويمر بها خط للسكة الحديد كما تبعد عن الطريق الدولي مسافة كيلو مترين. وترجع شهرة هذه المدينة إلى أهميتها السياسية حيث أنها تحتوي على أحد أنسب المواقع الصالحة لبناء مفاعل نووي في مصر، ودار جدلٌ واسعٌ في مصر حول ما إذا كانت منطقة الضبعة هي المكان الملائم لإقامة المفاعل أم سيشكل خطرًا كبيرًا على أهالي تلك المدينة وتصبح كارثة أخرى على غرار تشيرنوبيل . وبعد دراسات وأبحاث كثيرة لهذا الموقع أشارت إلى أنه الموقع الأمثل لإقامة محطات نووية، ولا يوجد أي أضرار ستنجم عنه ولن يكون له أي تأثيرات ضارة على الاستثمارات السياحية في هذه المنطقة . الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة رفعت المساحة للمدينة الجديدة جنوب غرب المحطة وتضم 1500 منزل بدوي وعمارات سكنية، ومجمع مدارس، ونقطة شرطة، ومول تجاري كبير، ومساجد ومستشفى ومكتب بريد وحضانتين ومحطة وقود، ومنطقة تجارية مفتوحة وبعض المنشآت الخدمية الأخرى والتي تمتد على ساحل مدينة الضبعة، كهدية من القوات المسلحة، أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقت أن كان وزيرًا للدفاع تقديرًا لأهالي الضبعة الذين سلَّموا الأرض دون قيد أو شرط للمتضررين من إنشاء المحطة. وتسابق الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بمعاونة بعض شركات المقاولات العمل الزمن للانتهاء من المدينة السكنية الجديدة لأهالي الضبعة تمهيدًا لافتتاحها في شهر رمضان المقبل . وبالنسبة للإنشاءات الخاصة بالمفاعل النووي، فقد تم تنفيذ ما يقرب من 80% من مقرات الإعاشة لمهندسي هيئة الطاقة النووية، حيث يجري حاليًا تشطيب بعض المباني الإدارية بعد إنهاء أعمال البناء والخرسانة للمكاتب وعددها 30 مكتبًا، ومن بينها المكتب الخاص بوحدة رصد الزلازل، بينما أوشكت المرحلة الأخيرة من بناء 20 وحدة من الاستراحات والمبيتات الخاصة بالمهندسين والفنيين شمالي أرض المحطة على الانتهاء، بالتوازي مع المباني الإدارية لمكاتب الشئون الإدارية والفنية بالموقع . ورحب أهالى الضبعة بالمشروعات الجديدة التى تقام على أرضهم موضحيين أن هذا المشروح سيفتح أبواب رزق كثيرة لإهالى المحافظة وسيقهر البطالة التي تحاصرهم مطالبيين أن يكون الأولوية فى تلك الوظائف لإبناء مطروح . وزار وفدٌ من الخبراء الروس فى مجال الطاقة النووية ،الأسبوع قبل الماضى، موقع مشروع المحطات النووية بالضبعة، برفقة مسؤولين من هيئة المحطات النووية بوزارة الكهرباء المصرية ومحافظ مطروح في إطار تفعيل اتفاقية التعاون النووى التى عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره الروسى فلادمير بوتين، لإقامة محطتين نوويتين لتوليد الكهرباء بالضبعة كمرحلة أولى . وقال مستور بوشكارة ،رئيس اللجنة التنسيقية لأهالي الضبعة،بمناسبة توقيع بروتوكول التعاون بين مصر وروسيا لإقامة محطة الضبعة النووية : "نحن نبدأ خطوة أخرى نحو بناء الوطن ونحو استقرارة ،ونمر بمرحلة جديدة نعلي فيها مصلحة مصر ونغلب فيها روح المصلحة العامة بدل المصالح الشخصية الضيقة،ونحن كممثلين للأهالي المتضررين من المحطة النووية بالضبعة قد فوضنا مكتب المخابرات الحربية والاستطلاع بمطروح لرعاية حقوقنا لدى الدولة وهذا أمر لا رجعة فيه ،ومن يرغب في رفض إقامة المحطة فليرفض كما يشاء ،وهذا موقفنا الأرض للدولة ،وحقوقنا في رعاية القوات المسلحة ونحن نثق في الجيش بأنه لن يسمح بإقامة شيء يسبب الضرر لنا". وقال إمام الدعوة السلفية بالضبعة الشيخ أبو بكر الجراري إنه سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى وتسليم 1500 وحدة سكنية في رمضان المقبل . وأضاف بأنه تسلم كشوفًا بأسماء المواطنين ممن يستحقون تعويضات قديمة الذين تضرروا من المحطة النووية، لتسوية التعويضات القديمة وصرف الجديدة بعد انتهاء مكتب المساحة من الرفع المساحى للموقع الذي يجرى الآن وأجمع عددٌ من أهالي المنطقة الآخرين على تفويضهم القوات المسلحة فى التصرف عند تسلّم الأرض، وقالوا: "نحن مع قواتنا المسلحة حتى النهاية، فهى ضمانة بالنسبة لنا فى هذا المشروع، ، ومن المؤكد أنهم قبل البدء فى عملهم سيجرون دراسات جديدة لموقع الضبعة ،وفى حالة إثباتها أمان هذا المفاعل النووى فنحن معهم للنهاية ولن نقف أمام مشروعات مصر القومية" . ويعتبر العديد من الخبراء مفاعل الضبعة النووى أمل مصر للتغلب على مشكلة إنتاج الطاقة الكهربائية والقضاء على جزء كبير من هذه الأزمة فى مصر . وتسلمت القوات المسلحة من أهالي مدينة الضبعة 15 ألف فدان من المقرر استغلالها في إقامة أول محطة نووية بمصر على مساحة 13 ألف فدان وتخصيص المساحة المتبقية لإقامة مدينة سكنية متطورة على الطراز البدوي. وأكدت القوات المسلحة، أن الاستخدام الأمثل لأرض مدينة الضبعة يتمثل في إنشاء مشروع توليد الطاقة الكهربائية، والذي يمثل خطوة حضارية لإحراز التنمية الشاملة في مصر المستقبل .