تعتبر المكس من أشهر مناطق الإسكندرية، ويلقبها البعض بفينيسيا الشرق، للشبه الكبير بالمدينة الإيطالية، التي تتميز بمجاريها المائية، التي تربط بين بيوتها العتيقة. وتمتاز المنطقة ببيوتها الصغيرة، المطلية بألوان عدة، والتي تتناثر على ضفتي مجرى ترعة الخندق، الممتدة من بحيرة مريوط إلى البحر الأبيض المتوسط، وأمامها قوارب خشبية وزوارق، في مشهد ساحر ليس له مثيل بالشرق. ويعد الطابع الشعبي السمة الرئيسية للمكان، الذي يمتهن معظم قاطنيه حرفة الصيد، وتتسم المكس بنسق معماري بدائي يأخذ شكل المدرج، بحيث ترى كل البيوت مياه البحر بلا فواصل. ولعل أهم المشاهد المميزة للمنطقة، هو تجمعات الصيادين على القوارب لحياكة الشباك، وتجهيزها للصيد، في حميمية لا تراها كثيرًا، وتفرضها عليهم طبيعة المكان والمهنة. وتبدأ الحياة ب"فينيسيا الشرق" في الساعات الأولى لبزوغ الشمس، ويسارع الجميع إلى المراكب لبدء رحلة الصيد، ومع الظهيرة، تهل بشائر الخير مع المراكب العائدة بما جاد البحر به من أسماك. ونجحت المنطقة، التي تقع غرب الإسكندرية، في جذب أنظار بعض نجوم الغناء، الذين قدموا إليها للتصوير، بسبب ما يميزها من طبيعة خلابة. وتعد منطقة المكس أيضًا موطن الأدباء والفنانين، ومقصد الكتَّاب والشعراء، يستلهموا من طبيعتها الساحرة كتاباتهم، ومنهم أمير الشعراء، أحمد شوقي، وشاعر الأطلال، إبراهيم ناجي، الذي كتب إحدى قصائده الشهيرة على احدى صخور شواطئ المكس.