كشف الهجوم الذي شنه المندوب الليبي في الأممالمتحدة، إبراهيم الدباشي، الأربعاء، على بريطانيا ودولة أخرى لم يسمها، عن الدور الذي تحاول بريطانيا أن تلعبه في المنطقة لترويج ما يسمى "الإسلام السياسي المعتدل" مقابل التطرف والإرهاب. وتحدث مندوب ليبيا عن إحباط حكومته من الصمت الدولي حيال تدخل بعض الدول في الشأن الليبي الداخلي، متهمًا أطرافًا خارجية بالسعي إلى إبقاء ليبيا في حالة من عدم الاستقرار. ودعا المندوب الليبي مجددًا إلى رفع حظر السلاح والسماح لجيشها باقتنائه، قائلًا إنه لا يجوز منع الحكومة الليبية من اقتناء السلاح، مشيرًا إلى أن الجيش الوطني ضرورة في هذه المرحلة. وأكد الدباشي أن الحكومة الليبية تصنف ميليشيات "فجر ليبيا" كميليشيات إرهابية، مضيفا: "نشعر بأن المجتمع الدولي خذل الشرعية في ليبيا". كان مندوب بريطانيا لدى الأممالمتحدة، مايكل غرانت، قال في مقابلة تلفزيونية إن "من يحارب داعش فقط هم مليشيات مصراته" متجاهلًا الحقائق على الأرض التي تبين كيف أن فجر ليبيا، ومقاتلي مصراته، يتقاطعون مع داعش وغيرها من الإرهابيين في محاربة الجيش الليبي وتدمير مقدرات البلاد. ولم يكن الموقف البريطاني قاصرًا على التصريحات، إذ كان من المفترض أن تتقدم بريطانيا بمشروع قرار لمجلس الأمن لمناقشته بشأن ليبيا، إلا أن الموقف الروسي كان قويًا عندما عطل صدور مشروع قرار تقدمت به بريطانيا بشأن ليبيا في مجلس الأمن، لأنه كان يهدف إلى فرض حكومة في ليبيا يسيطر عليها الإخوان والجماعات الإرهابية. وذكرت مصادر دبلوماسية غربية بالأممالمتحدة أن السفير فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة، "كسر فترة الصمت" الخاصة بمشروع بيان قدمته بريطانيا إلى مجلس الأمن حول تطورات الأوضاع الحالية في ليبيا، وحالت دون صدوره. وفي ظل تحركات عربية (مصرية - أردنية) تدعو لتسليح الجيش الليبي لمواجهة داعش والجماعات المتشددة لمكافحة الإرهاب، تبدو الصورة لبعض القوى الغربية ما بين التراخي في الدعم أو اشتراط حكومة وحدة وطنية (تشمل من لم ينتخبهم الليبيون في برلمانهم الشرعي الحالي) قبل التسليح. وتقود الدول الغربية، وفي مقدمتها أمريكاوبريطانيا، حملة لاستخدام الأممالمتحدة في فرض حل في ليبيا يخدم الإخوان والجماعات المشابهة.