منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهناك مطالبات من أطارف سياسية عديدة بإعادة هيكلة وزارة الداخلية، على نحو يزيد من كفاءة العناصر الأمنية في التنبؤ بالجريمة والعمل على منع حدوثها، فضلا عن زيادة الاهتمام بحقوق الإنسا اللواء أحمد عبد الحليم، أستاذ العلوم الاستراتيجية بأكاديمية ناصرالعسكرية، عقّب على تلك المطالبات مؤكدًا أن وزارة الداخلية ليست وحدها التي تحتاج إلى إعادة هيكلة، لكن جميع الوزارات تحتاج إلى هيكلة جديدة تناسب العصر وتواكب التكنولوجيا الحديثة. وأشار إلى أن وزار ة الداخلية تعاملت بكفاءة عالية مع أحداث ستاد الدفاع الجوى لأنها منعت عناصر "الوايت نايتس"، الذين يتقاضون الأموال من جهات خارجية، حسب قوله، من إثارة الشغب والفوضى. وفي حواره مع "التحرير"، أضاف عبدالحليم، أن الأحداث الأخيرة التى اندلعت منذ مقتل شيماء الصباغ، ومباراة الدفاع الجوى وغيرها، لن تقلل من شعبية قوات الأمن، لا سيما وأن الفاعل الحقيقي جهات الخارجية.. وإلى نص الحوار: الفترة الأخيرة شهدت كثيرا من الاضطرابات من الناحية الأمنية.. فما تقيمك لأداء الشرطة من خلال هذه الفترة؟ وزارة الداخلية بذلت من خلال الفترة الأخيرة ما بوسعها، من أجل حفظ الأمن، ولكن حالة الفوضى الموجودة الآن، تحتاج إلى 90 مليون فرد أمن لكي تتمكن الداخلية من السيطرة عليها. على ضوء أحداث الدفاع الجوي.. هل ترى أن هناك تساهلا فى الأمن الجنائي على حساب الاهتمام بالأمن السياسي؟ لا اعتقد ذلك، فكل جهاز يعمل على حدة، وكل جهاز له اختصاصاته، وفي جميع الأحوال الأمن الجنائي هو أساس وزارة الداخلية. هل ترى أن سقوط ضحايا من خلال التعامل الأمني مع جماهير الألتراس في أحداث ستاد الدفاع الجوي، والتعامل مع مظاهرة التحالف الاشتراكي ووفاة الناشطة شيماء الصباغ، وغيرها من الأحداث، تقلل من شعبية الشرطة لدى المواطنيين؟ قوات الأمن قامت بواجبها على أكمل وجه من خلال أحداث الدفاع الجوي، لأنها صدت عناصر ممولة من الخارج لإثارة الشغب والفوضى ومنعتهم من خرق القانون واقتحام ملعب المباراة بالقوة، فليس من المنطق أن تقل شعبية الشرطة حينما تؤدي واجبها. هل كان هناك تقصيرًا أمنيًّا في التعامل مع المتظاهرين أمام الاستاد؟ إطلاقًا، الأمن قام بالدور المنوط به على أكمل وجه، خصوصا وأن الشباب كانوا يحملون الحجارة لمواجهة الأمن، رغم أن طبيعة المنطقة هناك رملية وعدد الطوب الذى وجد مع تلك العناصر يؤكد أن هناك تخطيطا من جانبهم ونية للاشتباك من قبل المباراة. كيف ترى المطالبات بإعادة هيكلة وزارة الداخلية؟ جميع أجهزة الدولة تحتاج لهيكلة من جديد، وليس فقط وزارة الداخلية، وذلك لا يمكن أن يتم إلا بعد إعادة الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي من جديد. هل تم توريط جهاز الداخلية في الموافقة على عودة الجماهير؟ لا، ونتمنى أن تعود الجماهير مرة أخرى للمدرجات دون أعمال تخريب، أو إثارة شغب. لماذا لا تستخدم الداخلية التدرّج فى التعامل مع الشغب وتبدأ مثلا باستخدام خراطيم الماء قبل إطلاق قنابل الغاز؟ رجال الأمن لديهم الدراية الكاملة بكيفية التعامل مع الأزمات والتظاهرات وأحداث الشغب، واختيار طريقة التعامل الأمني مع الأحداث ترجع لهم وحدهم. كيف ترى دعاوى إقالة وزير الداخلية؟ كلام فارغ، فوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم يبذل قصارى جهده، وليس بوسع أي شخص غيره أن يفعل أكثر مما يفعله من أجل حفظ الأمن.