تحقيق: إسلام أبوخطوة.. تصوير: على السيوفى يسيرون بخطى سريعة، البعض منهم يكاد يسقط على الأرض من كثرة الارتباك الذى ينتابهم حال رؤيتهم لقدوم القطار بسرعة فائقة.. هذا هو حال الأهالي بمنطقة أرض اللواء عند مرورهم المزلقان الذي يخلوا من وسائل الأمان. فبرغم الحوادث التي وقعت جراء إهمال الدولة تأمين المزلقانات، وكثير من الأرواح قد زهقت على القضبان، لا يزال الوضع باقٍ على ما هو عليه. "التحرير" أجرت جوله ميدانية على عدد من المزلقانات بالقاهرة والجيزة لرصد أوضاعها، والتي لا تزال تعاني الإهمال بحسب وصف الأهالي. "نفسنا نلاقي الحكومة مهتمة بينا شوية".. هكذا استهل، علي فريد، أحد مقيمي منطقة أرض اللواء حديثه، مشيرًا إلى أن مزلقان أرض اللواء منذ الأعوام الماضية وهو يشكل مقبرة للأهالي. ولفت "فريد"، إلى حادثة عام 2013 والذي دُهس فيها أحد التاكسيات في أثناء عبوره القضبان وقت مرور القطار، إلا أن الدولة لا تزال تتجاهل الاهتمام بالمنطقة. وتابع قائلاً، ليس كل المواطنين لديهم العلم والدراية بخطورة الأمر بل هناك من يحتاج لضابط يوجهه للصواب من أجل تحقيق الأمن. وأيده الرأى "سليمان جابر"، أحد الأهالي، مضيفًا أن هناك مواطنين يحتاجون لمن يديرهم، فبرغم علمهم بخطورة المرور في أثناء قدوم القطار إلا أنهم يصرون على المجازفة. وقال إنه شاهد أكثر من مرة تعرض أحد المارة للموت المحقق عندما أصر على المرور وفوجىء باقتراب القطار عليه حتى سرع بخطوات غير ثابتة وكادت أن تدهسة عجلات القطار. ومن مزلقان أرض اللواء لمزلقان عين شمس، حيث يتكر سيناريو الإهمال، بل يزيد الوضع سوء مع تواجد عدد من المتسولين على شريط السكة الحديد، وتراص الباعة ليس فقط على مدخل المزلقان بل على مقربة من الشريط. ويروي "زين عبدالباقى"، قائلا: "آخر حادث من 3 أشهر عندما دهس القطار عربة خشبية خاصة بأحد البائعين وكاد صاحبه أن يموت قبل أن يلقى نفسه سريعًا خارج الشريط". وتابع أنه، برغم قرب المحطة من المزلقان، فلا يوجد جرس إنذار ينبه المارة بقدوم القطار أو عامل مزلقان يقوم بغلق الطريق. كما قال محمد شحاتة، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية للنقل، إن أزمة المزلقانات تحتاج إلى تكاتف المحافظات سواء من المحافظ أو الوحدة المحلية مع وزارة النقل والجهات الشرطية. وأكد شحاته أن عدد المزلقات على مستوى الجمهوية 4000 منهم 1200 "مزلقان شرعي" فقط، مشيرًا إلى أن عددا كبيرا من هذه المزلقانات غير الشرعية متواجدة فى المحافظات، وطالبت وزارة النقل المحافظات من قبل بغلق هذه المزلقانات لما تمثله من خطورة على حياة المواطنين. واقترح شحاته تعيين فرد أمن على كل مزلقان بجانب عامل المزلقان، لضبط الخارجين على القانون، وكل من يكسر الإشارة، مشيرًا إلى أن عامل المزلقان ليس معه الضبطية القضائية التى تساعدة على اتخاذ اللازم مع الذين يكسرون الإشارة حال مرور القطار. وشدد شحاتة على أن تكون عقوبة كسر إشارة القطار تصل لحد حرمانه من القيادة والحبس، وليس أن تكتفي العقوبة على فرض 500 جنيه غرامة. أما من الناحية الفنية، فقال إن المزلقانات الحالية المتواجدة برغم بساطة شكلها إلا إنها مكلفة للغاية، وأشار إلى أن وزارة النقل قدمت مقترح للحد من حوادث المزلقانات وكان منها عمل الطرق "الزجزاج" قبل المزلقان بعدة أمتار للحد من سرعة السيارة ولكن لاقى المقترح الرفض من قبل إدارة المرور بحجة أن هذا الطريق سيؤدى للزحام والتكدس أمام المزلقانات.