قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد أنور السادات، إن ما يحدث قبيل الانتخابات البرلمانية يؤكد الشكوك بأن رجال حول الرئيس السيسي يخططون بعمق لإضعاف المشاركة السياسية والعملية الديمقراطية؛ باستخدام الألاعيب القانونية، والأموال المشبوهة، والإعلام الموجه وبعض العناصر في الأجهزة السيادية لإقصاء الجميع وتحجيم إرادة الشعب. رئيس «الإصلاح والتنمية»: الحكومة تسخر إعلامييها لتشويه الأحزاب ودعم قائمة «في حب مصر» أضاف السادات، في بيان رسمي حاد اللهجة، اليوم الأحد: "بدأت معالم الخطة تتضح بإصدار قانون الانتخابات البرلمانية بنظام انتخابي يحد من التمثيل النسبي لمختلف الأطياف السياسية في المجتمع، ويعزز لوجود برلمان مفتت يسهل على الحكومة التلاعب بتوجهاته وآراؤه، وتشكيل أغلبية ميكانيكية في بعض الأحيان توافق على كل أراء الحكومة، مهما كانت ولا تمارس أي أعمال رقابية أو تشريعية فعلية". تابع: "مارست أجهزة الدولة كل ما تستطيع لإفراغ الأحزاب السياسية من مرشحيها، تارة بترغيبهم بالمال من خلال بعض رجال الأعمال التابعين للدولة، حتى لا يخوضوا الانتخابات باسم حزب معين، وخوضها كمستقلين موالين للدولة، وظهر علينا مستشار رئيس الجمهورية بتشكيل تحالف انتخابي يضم شخصيات ليس لها اتجاه سياسي معين –في إشارة إلى الدكتور كمال الجنزوري- وتتبع الحكومة بالأساس، وفى اللحظة الأخيرة، سلم المستشار الملف لإحدى الأجهزة السيادية، لانتزاع أقوى مرشحي الأحزاب تارة بترغيبهم، وتارة بترهيبهم". أشار السادات، إلى أن خطة الحزب، منذ شهر واحد، كانت خوض الانتخابات ب 85 مرشحًا فرديًا، و12 على مستوى القائمة في تحالف الوفد المصري، وبعد المناورات والضغوط على المرشحين أصبح العدد 25 مرشحًا على المقاعد الفردية، و2 على القائمة، مع احتمال انسحاب التحالف من الانتخابات، نظرا للضغوط السياسية والأجهزة الأمنية. أكد أن الحزب يستهدف بنهاية الانتخابات 35 مقعدُا في البرلمان، لكن بالوضع الحالي يتوقع الحزب الحصول على 4 مقاعد على الأكثر، وهذا رقم ضئيل لكونه حزب متوسط الحجم، مقارنة بالأحزاب الأصغر، التي انتهى وجودها السياسي في ظل النظام الحالي، لافتًا إلى أن التأثير السلبي على الأحزاب زاد جراء وسائل الإعلام؛ إذ سخرت الحكومة جميع الإعلاميين الموالين لها، لترديد رسالة واحدة، وهي أن قائمة "الحكومة هي الفائزة، ولا توجد أي قائمة أخرى، ما زاد من هروب المرشحين من التحالفات الحزبية"، في إشارة لقائمة "في حب مصر". وبدلًا من تشجيع الأحزاب، اجتهد جميع الإعلاميين في تشويه صورة الأحزاب، ووصفها بالضعف والهشاشة والانتهازية وعدم الاستقرار، وهذا شيء لا ننكره، لكن كثرة الهجوم على الأحزاب أدى إلى اعتذار القلة القليلة الباقية من مرشحي التحالفات الحزبية المنافسة"، واصل السادات. ولفت إلى أن ما يحدث الآن يشير إلى انغلاق تام للمجال السياسي في مصر، وينبئ بأزمة سياسية حقيقية في المستقبل القريب: حكومة تسير بالدولة دون رقابة أو مسائلة، وترفض أي نصح أو ارشاد، وتقطع جميع قنوات التواصل مع كل الأطياف السياسية، وتصادر إرادة الشعب في اختيار ممثلية، وإقرار سياسة دولته. وعن شعبية الرئيس عبد الفتاح السيسي، قال إنها تتضاءل يوما بعد يوم بسبب ممارسات الحكومة الحالية، وتشويهها للأحزاب السياسية عبر وسائل الإعلام، ما قد يؤثر سلباً على الاستقرار، ويزيد من أعمال العنف والمواجهات، حيث تعجز القنوات الشرعية عن إدارة الخلاف السياسي، ويتجه المختلفون إلى وسائل أخرى في الشارع للتعبير عن آرائهم.