اليوم هو آخر أيام أعياد رب الأرباب الفرعون العظيم "ست"، ومراسم عودته من قصره بين عرائسه إلى معبده تتم بين تهليل الجماهير، هذه الجماهير التى أحبت "أوزوريس" وعشقت طيبته وحبه للسلام والأمن، حتى إتحدت كل آلهة الشر مع "ست" ليقتل أخاه ويستولى على الحكم. كانت "إيزيس" تسترجع الأحداث الدموية التى جرت وقد عقدت العزم على ألا ترتاح ولا يهدأ لها بال حتى تعثر على جثة "أوزوريس" وتعيدها للحياة بمساعدة كهنة آمون من الأخيار الطيبين: قسماً بالإله رع وبكل الآلهة إنك لن تقر عيناً يا ست ولن تبقى على عرشك ماحييت وسيعود كرسى الحكم لصاحبه. يالها من ذكريات مريرة، رأى ست كم الحب الذى يتمتع به أخوه أوزوريس وحقد عليه وأعد العدة ليتخلص منه ويستولى على الحكم، وكانت تلك الوليمة المشئومة التى دعا إليها، حيث جهز تابوتاً ذهبياً مرصعاً بالياقوت واللآلئ وطلب من الحاضرين تجربة النوم بداخله، على أن تصبح تلك العطية الثمينة من حق من يلائمه مقاس هذا التابوت، وكان ماجهز له الشرير ست أن يلائم مقاس التابوت شقيقه أوزوريس، فيغلقه عليه بمساعدة أتباعه ويلقونه فى قاع النيل ليموت ويتخلص منه. ولكن نجحت إيزيس بكل طاقة حبها وإخلاصها وبمساعدة آلهة الخير والحق والجمال فى العثور على التابوت وإسترجاعه، ولكن قبل أن يعيدوا أوزوريس إلى الحياة، نجح ست الشرير فى العثور عليه وقام بتقطيع أوصاله وجسده إلى 42 جزءاً ووزعها فى كل أنحاء البلاد. لا لن تموت يا أوزوريس ولن تنتهى قصتنا ياحبيب الروح، سأستخدم كل حيل السحرة والخيال الجميل وسوف ترعانى الآلهة كى أعثر عليك يا أوزوريس، وكان ما أرادته الجميلة المحبة إيزيس، فعثرت على أوصال حبيبها ونجحت فى أن تمارس معه الحب لتشاء الآلهة أن تحمل فى وريث شرعى لعرش البلاد، وبمساعدة الآلهة ولدت "حورس" وربته وإعتنت به حتى يسترجع ملك أبيه من عمه الآفاق ست. فضل أوزوريس أن يبقى فى العالم السفلى ملكاً للأموات بعيداً عن شرور العالم الفوقى، مقتنعاً أنه قد أنجز مهمته بإنجاب الأمل الجديد فى الحياة حورس، وهكذا لايجب أن يكون موجوداً فى هذا العالم الشرير البائس. وكان أن نجح حورس بعد أن صار شاباً قوياً فى إسترجاع ملك أبيه أوزوريس ممن اغتصبه وصار مليكاً على مصر بينما ذهب العم ست بشره وحقده بعيداً ليصبح ملكاً على الصحراء القاحلة لتستمر الحياة بمحبة إيزيس اللانهائية لأوزوريس وبثمرة الخير والحب والجمال حورس رمز الحقيقة والأمل والشباب. أسطورة إيزيس وأوزوريس وإبنهما حورس فى مواجهة الشر المستطير ل.. ست، وإنتصار الخير على الشر فى النهاية، من أبدع الأساطير الفرعونية التى كرست لمفاهيم الخير والحب وكيف يفترض أن تتحد كل قوى الخير لتقهر قوى الشر، والأسطورة هى خرافة يتناقلها البشر مع التجويد والزيادات لإيصال مفهوم معين وإعتقاد ما قد يخدم قيماً بعينها فى كل زمان وحسب أية ظروف، حتى وإن كانت محض خرافة وخاصمت المنطق وابتعدت عن التصديق. وعودة إلى الواقع وبعيداً عن الخرافات، هل يمكن أن تنجح "إيزيس" اليوم فى تجميع أوصال "أوزوريس" التى تفرقت فى كافة أنحاء البلاد؟ وهل تستطيع أن تحبل فى حورس ليعيدنا لمملكة الحق والخير والجمال؟ ومن يدرى، ربما استطعنا أن ننتقم آنذاك من كل "ست".