شهدت محافظة بورسعيد عدة عمليات تفجيرية استهدفت محولات الكهرباء بكافة أنحاء المحافظة منذ مساء يوم 25 يناير 2015 وحتى أول فبراير الحالي، لتسجل المحافظة أعلى نسبه لتفجير المحولات على مستوى الجمهورية، مما أحدث تلفيات بالمال العام والمنشآت الخاصه خلال تلك الفترة. مدير الأمن: أتابع الحالة بنفسي ...والمباحث تتحرى عن المشتبه بهم ففي صباح يوم 26 يناير، وقع انفجار لمحول الكهرباء بحى العرب، أدى إلى انقطاع الكهرباء عن الحى بالكامل، بالإضافة إلى تحطم بعض زجاج السيارات المجاورة لمكان الانفجار، تلاه فى نفس اليوم، ضبط أحد العناصر "النشطة" بجماعة الإخوان "الإرهابية"، حال محاولته إحراق محول كهرباء خلف مسجد الشاطئ نطاق حى العرب وبحوزته زجاجتا ملوتوف. ووقع انفجار بمحول الكهرباء الخاص في مقر اتحاد نقابات عمال بورسعيد، في الساعات الأولى من صباح 27 يناير، نتج عنه تلفيات بجزء من السور، وتهشم زجاج إحدى السيارات الملاكى المتوقفة بالمنطقة. وتمزقت جثة أحد عناصر جماعة الإخوان، يدعى بلال أسامه إبراهيم العزبى، أثناء محاولته زرع عبوة ناسفة داخل محول كهرباء بشارع بنى سويف وعرابي نطاق حى المناخ، يوم 30 يناير، بينما لم يسفر انفجار أحد العبوات الناسفة، يوم 31 يناير، بجانب محول كهرباء بأحد مداخل أبراج الشرطة، في حى الضواحى ببورسعيد، عن وقوع خسائر. واستيقظ سكان منطقة الصفا بحى الزهور، فى السادسة من صباح 2 فبراير، على دوى انفجار هائل داخل أحد محولات الكهرباء، أسفر عن نسف المحول بالكامل وانقطعت الكهرباء عن المنطقة بضع ساعات. وعي المواطن تقول أسماء محمد معلمة، "إن السبب وراء تفجير المحولات هو القتل البطيء، فبمجرد تفجير المحول من الممكن أن ينقطع جهاز تنفس عن مريض أو طفل فيقتله، أيضا إيقاف الحياة اليومية، لما يخلفه انقطاع الكهرباء من شلل تام لعدة ساعات تنقطع فيها الكهرباء بسبب الاعتماد الكلى على الأدوات الكهربية". وتتابع هناء أحمد، موظفة: "محولات الكهرباء أساس كل شيء، واذا توقفت انقطعت الحياة بالنسبة لكل متطلباتنا، بداية من البنوك والمستشفيات وكل الخدمات التي تدار بالكهرباء حتى التليفون المحمول، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى غضب تجاه الدولة، ويبث في نفوس المواطنين ضعف الدولة، وهو ماتسعى إليه جماعة الإخوان". ويتابع مختار حسين، تاجر، "النور كان بيقطع أيام محمد مرسى، لكن أيام الرئيس السيسى النور لا ينقطع، ولذلك هم يحاولون جاهدين إثبات عدم تصديرهم للكهرباء والسولار لغزة فيقومون بتفجير المحولات". ويتابع الحاج سليم القصاص، موظف بالمعاش، "بيضربوا محولات الكهرباء من أجل شل حركة الحياة اليومية لكى يحدث سخط عام مما يدفع الناس للهياج ضد الدولة التي تظهر الآن غير قادرة على توفر الكهرباء للناس"، ويتابع: "باختصار لما الكهرباء تتوقف الحياة هتتوقف والمرضى تموت في المستشفيات والمخابز تتوقف وأبسط مقومات الحياة تتوقف، وده هيدفع الناس للنزول للمطالبة بتوفير عيشة كريمة، وبالتالي سيحدث هرج ومرج وفوضى في الشارع، وبذلك يستطيع أعداء الوطن تحيق أهدافهم من تخريب وتدمير وقتل". وتستأنف آثار العرقى، محامية، "محاولة استهداف المحولات الكهربائية من قبل الجماعات الإرهابية، تهدف لنشر الفوضى وضعف موقف الحكومة الحالية، وخصوصا أن انقطاع الكهرباء أمر خطير جدا". ويتابع كمال ذكى، موظف بهيئة قناة السويس، "مفيش خلاف إن مصر وبالأخص سينا بقالها سنين بياكل فيها الإرهاب وبتقوى شوكته وتنظيمه سنة ورا سنة، وهي مهمشة وبعيدة كل البعد عن الوطن ... وبعد سنة كاملة من حكم الإخوان والإفراج عن إرهابيين كتير والوعود اللي خدتها العصابات دي من الرئيس السابق، كان لازم يكون رد فعلهم بالعنف ده... وانتشار ظاهرة تفجير المحولات الكهربائية وبالأخص بورسعيد، لأنها الأقرب جغرافيا للبؤر الإرهابية اللي موجودة في سينا، ده سببه هو الدافع الإجرامي اللي مخليهم طول الوقت بيفكروا إزاي يعملوا الحاجة اللي تروع أمن المواطن وتقطع عنه خدمة وتسبب خسائر للدولة وده أكبر دليل على قذارة العدو الإرهابي اللي بنواجهه... وإن كان المظهر ده من التخريب أقرب للفكر الأناركي، وده في رأيي تطور جديد بيحصل للتنظيم الإرهابي في مصر". الكهرباء .. طوارئ مستمرة ويقول محمد الأخرس مدير قطاع شركة الكهرباء ببورسعيد، إن ما يتم من تفجير لمحولات الكهبرباء محاولة يائسة ولن تجنى أى ثمرة من ثمارها وإن ما تقوم به الجماعة الإرهابية بأفعالها تزيد من تماسك الشعب المصرى، وتابع: إن من يقوم بتلك الأفعال هو إنسان خائن لوطنه فالكهرباء عندما نقوم بتشغيلها لا تفرق إن كان المنزل الذى ستقوم بخدمتة إخوانى أم مؤيد للنظام فهى خدمه لكل الناس" وأكد مدير قطاع شركة الكهرباء ببورسعيد، أن إعادة إصلاح محولات الكهرباء تكون من موازنة الدولة وأموال الشعب، مشيرا إلى أن أبرز المشاكل التى واجهته عندما أتى له مواطن يعمل مكوجى ويشكو له بأن انفجار المحول وانقطاع الكهرباء لمدة يوم أدى إلى إيقاف عمله بالكامل لكون المكوى تعمل بالكهرباء، فهي أفعال تنعكس على المواطن الفقير. ولفت الأخرس إلى أن محول منطقة الصفا الذى انفجر كليا، خاص بإضاءة أعمدة الإنارة بالشارع وسيتم إصلاحه خلال أيام نظرا لنسفه بالكامل. وحذر مدير قطاع شركة الكهرباء ببورسعيد، من الأكياس السوداء بجانب محولات الكهرباء، لكون أى محول يتم تفجيره نجد بجانبه كمية كبيرة من القمامة، وهذا يسهل وضع العبوات الناسفة بجانب المحول، ويتم تفجيره، وهذه الظاهرة تزامنت مع جميع المحولات التى تم تفجيرها ببورسعيد. وأشار الأخرس إلى أن قطاع الكهرباء ببورسعيد، تم إعداد غرفة عمليات لمتابعة أى بلاغات والأحداث التى تتعرض لها محولات الكهرباء داخل المحافظة. وقال مدير قطاع شركة الكهرباء ببورسعيد، "تم وقف جميع الأجازات بالنسبة للعاملين، وأن العمل مستمر 24 ساعة، حتى لا يشعر المواطنين بأى عجز أو أزمة فى الكهرباء ". وأوضح الأخرس، أنه بمجرد وقوع حادث انفجار فى مكان ما يتعاون كافة مهندسى قطاع المحافظة، للسيطرة على الموقف رغم عدم اختصاصهم بالعمل فى تلك المنطقة، ولكن جميع العاملين والمهندسين الآن يعملون على قلب رجل واحد، مناشدا المواطنين بالإبلاغ عن أى أشخاص مريبين يقومون بمراقبة أو الالتفاف حول محولات الكهرباء فورا. دور المواطن أهم من الدولة ويقول مدير أمن الإسماعيلية السابق اللواء الدكتور محمد العناني، ابن محافظة بورسعيد، إن أزمة استهداف محولات الكهرباء لن تنتهي إلا بوعي المواطن وإبلاغه عن أي محاولات للتخريب، مضيفا: "وزارة الداخلية لن تستطيع مراقبة كل محول كهرباء أو تعيين فرد شرطة خدمة لتأمينه ولكن دور المصري الأصيل يظهر في هذه الحالات باعتباره جزءا من المنظومة الأمنية". وأكد مدير أمن بورسعيد اللواء إسماعيل عز الدين، على استنفار القوات والخدمات بكافة أحياء المحافظة وتكثيف الدوريات حول محولات الكهرباء تحسبا لأى تداعيات، مشددا على أنه فى متواجد بالشارع لمتابعة لاحالة الأمنية بنفسه، بالإضافة إلى تفقد مداخل ومخارج المحافظة لضمان إحكام القبضة الأمنية على حدود المحافظة لمنع دخول أى عناصر تخريبية. وقال عز الدين، إن استهداف المحولات ليس مقصودا بعينه، لكنهم يستهدفون أى شيء تابع للحكومة وأكبر دليل استهدافهم لأتوبيسات شركة سوبر جت وأتوبيس نقل العمال التابع لشركة مصر للبترول، وأيضا وضع عبوة بجانب عمارات الشرطة وأمام مجمع النقابات وهذا يؤكد استهداف أى شيء تابع للجهات الحكومية. وأضاف مدير أمن بورسعيد، أن ما يحدث من تفجيرات هي أفعال صبيانية يحاول بها بعض العناصر التخريبية بث الرعب فى نفوس المواطنين الآمنين، ولكن خلال ساعات سيتم ضبطهم وتقديمهم للعدالة، مؤكدا أن البحث الجنائى يعمل الآن على فحص بعض الأشخاص الذى أثير حولهم تورطهم فى تلك الأفعال وسيتم ضبطهم بمجرد انتهاء التحريات. وأشار عز الدين إلى أن رجال الشرطة، ضباطا وأفرادا وجنود، مستمرون بكل قوة فى ملاحقة عناصر الإرهابية والتعامل معهم بكل حزم. ولفت مدير الأمن إلى أن ما تشهده المحافظة خلال الساعات الماضية من عمليات لن يثنى رجال الداخلية عن أداء واجبهم تجاه حماية أمن الوطن والمواطن. وتستمر المحولات الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار المدينة الباسلة، وفى المقابل تستمر المسيرة حيال خارطة المستقبل مع التصدى لكافة المحاولات أيا كانت نوعها أو الوسيلة المستخدمة وأيا كان الفصيل وهويته السياسية والدينية.