عاد عصر الجاهلية من جديد، متمثلًا في حرق تنظيم "داعش" الإرهابي للرهينة الأردني الطيار معاذ الكساسبي، بوضعه داخل قفص حديدي، وحرقه حيًا. الفعل الإرهابي، أثار غضب العرب والمسلمين، مستنكرين ما فعله تنظيم "داعش" الذي يسمي نفسه ب"تنظيم الدولة الإسلامية" ويقومون بأفعال يتبرأ منها الإسلام، مستشهدين بحديث الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم": لا يُعذِب بالنار إلا ربُ النار. المشهد اللا آدمي أعاد للأذهان ما فعله قوم سيدنا إبراهيم "عليه الصلاة والسلام" به، عندما حطم أصنامهم، فجمعوا له الحطب، وألقوا به في حفرة عظيمة وأضرموا فيها النار، لدرجة أن شدة اشتعالها كانت تحرق الطائر الذي يمرّ فوقها، ووضعوا فيها سيدنا إبراهيم، إلا أنها لم تصبه بأذى، لأن الله جعلها بردًا وسلامًا عليه. وتبنى الأزهر موقف هزيل، من تنظيم داعش الإرهابي، في بدايته، بحجة أنه "لو حكمنا بكفرهم لصرنا مثلهم ووقعنا في فتنة التكفير"، وهو ما لا يمكن لمنهج الأزهر الوسطي المعتدل أن يقبله بحال. إلا أن الأزهر خرج عن صمته بعد حرق الطيار الأردني، واستنكر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، هذا الفعل، ووصفه بالعمل الإرهابي الخسيس. وقال الطيب، في بيان له، إن الإسلام حرّم قتل النفس البشرية البريئة، وأن الله تعالى قال: "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ"، وأن النبيّ محمد "صلى الله عليه وسلم"، لعن هؤلاء، حيث قال:"الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه". وأضاف الطيب أن الله حرَّم كذلك التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التعدي عليها، حتى في الحرب مع العدو المعتدي، وليس أدل على ذلك من وصية النبي صلي الله عليه وسلم لأمير الجيش: "اغْزُوا وَلا تَغْدُرُوا وَلا تَغْلُوا وَلا تُمَثِّلُوا وَلا تَقْتُلُوا"، فهذا عمل خبيث تتبرأ منه كل الأديان. وأعرب عن استيائه الشديد من الإقدام على هذا العمل الإرهابي الخسيس، الذي يستوجب العقوبة التي أوردها القرآن الكريم لهؤلاء البغاة المفسدون في الأرض، الذين يحاربون الله ورسوله، أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم.