قال وزير التربية والتعليم السوداني آدم عبدالله النور إن "حلايب وشلاتين" منطقة نزاع بين مصر والسودان، وأن المناهج الدراسية السودانية تتطرق إليها باعتبارها منطقة نزاع بين البلدين، مؤكدًا أن كلا الدولتين ترى أحقيتها في المنطقة، مشيرًا إلى أن حل هذا النزاع يكون بالحوار بين الحكومات، مشيدًا بالدعم المصري للسودان في مجال التعليم. وأكد النور، في حواره مع التحرير، على هامش مؤتمر وزراء التعليم العرب بمدينة شرم الشيخ، إن الإرهاب عطل مسيرة التعليم في العديد من الدول العربية ومنها السودان. كيف تقيم العلاقة المصرية السودانية في مجال التعليم؟ علاقة مصر بالسودان علاقة أخوة وترابط، ومصر تُقدم العديد من المساعدات للسودان في مجال التعليم، وعلى رأسها الخبرات الفنية والمعلمين، والمدارس المصرية في السودان شاهدة على ذلك، وقوة مصر تمنح السودان قوة في أي مجال من المجالات والعلاقات المصرية السودانية لا تقتصر فقط على التعليم ولكنها تمتد إلى السياسة والاقتصاد وكافة الجوانب. كيف تُدار المدارس السودانية بمصر؟ المدارس السودانية في مصر تدار بواسطة وزارة التربية والتعليم السودانية، ولا تدار من خلال وزارة التربية والتعليم المصرية كما يشيع البعض، لأنها مدارس تخص الطلاب أبناء الجالية السودانية بمصر. هل تعتمد المدارس السودانية على المناهج المصرية أم السودانية؟ لا هي تعتمد على تدريس المناهج السودانية، المعتمدة من وزارة التربية والتعليم بالسودان. كيف ترى الأحداث السياسية على الساحة العربية؟ وما تأثيرها على منظومة التعليم في الوطن العربي؟ الكل يعلم أن هناك توترات سياسية في عدد من الدول العربية، ومنها سوريا ولبنان، واليمن، وغيرها من الدول العربية التي تُعاني من أحداث عنف وتطرف، وهذه الأحداث أثرت بشكل كبير على الارتقاء بالمنظومة التعليمية، ليس في هذه الدول فقط، ولكن في جميع الدول العربية، فأي نزاع أو توترات داخلية بالدول العربية تؤثر بشكل ما على منظومة التعليم في تلك الدول أو في دول الجوار، فمثلًا، الأحداث في سوريا أدت إلى حرمان عدد من الطلاب السوريين من استكمال تعليمهم في مدارسهم، وأثر ذلك على الدول التي فتحت مدارسها للطلاب السوريين لتلقي التعليم بها، ومن ذلك السودان التي فتحت أبواب مدارسها لتعليم أبناء السوريين بالمجان. وهناك تدفق كبير من الطلاب السوريين على السودان، وبفضل الله فالمدارس السودانية تستوعب جميع الطلاب النازحين من سوريا، وذلك لا يقتصر على المدارس الحكومية فقط، فحتى المدارس الخاصة في السودان تستقبل الطلاب السوريين، وهناك قرار من وزارة التعليم السودانية لاستيعاب الطلاب السوريين بالمجان. كم عدد الطلاب السوريين في المدارس السودانية؟ ليس لدي إحصاء دقيق الآن حول أعداد الطلاب السوريين في مدارس السودان، ولكن أعدادهم كبيرة. هل يوجد طلاب من بلدان أخرى غير الطلاب السوريين داخل المدارس السودانية؟ هناك العديد من الطلاب المنتمين لجاليات أخرى غير السوريين يدرسون في السودان، بالإضافة إلى أن عددًا كبيرًا من الطلاب المنتمين لدولة جنوب السودان، مازالوا يدرسون في مدارس السودان بالشمال، رغم انفصال الجنوب، وهم يدرسون أيضًا داخل جامعات السودان. ما تقييمك للعلاقات المصرية – السودانية خلال فترة حكم جماعة الإخوان؟ وهل تغيّر الوضع بعد 30 يونيو؟ الأوضاع السياسية تختلف عن الأوضاع التعليمية، ففي المنظومة التعليمية في السودان، لا نقول مصر الإخوان أو مصر السيسي، ولكن نقول مصر فقط، ولذلك فالعلاقات السودانية المصرية، ستظل قوية ومتينة مهما كانت الظروف، لأن العلاقات المصرية – السودانية من قديم الأزل وهي راسخة في الجذور، ولذلك وزارة التربية والتعليم السودانية توطد علاقتها بنظيرتها المصرية في كل الأحوال، والدليل على ذلك أن السودان لم تُفكر في إغلاق المدارس المصرية الموجودة بها مهما كانت الظروف السياسية، وكذلك لم تفكر مصر في إغلاق المدارس السودانية ما أوجه التعاون بينكم وبين جنوب السودان فيما يتعلق بالتعليم، وهل هناك نقل للخبرات السودانية في مجال التعليم للدولة الوليدة؟ العلاقات السودانية مع جنوب السودان علاقات نستطيع أن نقول إنها علاقات مهمة و قوية جدًا، فمهما يحدث من مشاكل ستظل هذه العلاقات قائمة، ووزارة التعليم السودانية تولي اهتمامًا كبيرًا بالتعليم في جنوب السودان، وتقدم كل خبراتها للدولة الحديثة من أجل تكوين منظومة تعليمية قوية، فالكادر الفني الموجود هناك هو من السودان، وقد وقعنا برتوكولا مع جنوب السودان لمدة عامين، ينتهي هذا العام، وينص البروتوكول على تقديم الخبرات لجنوب السودان، فيما يتعلق بالتدريس وتدريب المعلمين، والمناهج وكيفية وضعها، والامتحانات وكيفية تنفيذها، وإلى الآن فإن وزارة التربية والتعليم السودانية، هي التي تضع امتحانات الطلاب بجنوب السودان. ماذا عن الدعم المصري للسودان في مجال التعليم؟ تُقدم مصر دعمًا كبيرًا للسودان في مجال التعليم، وتتعدد أوجه هذا الدعم بين دعم فني ومادي، فالمدارس المصرية منتشرة في السودان على نطاق واسع تقدم خدماتها للطلاب السودانيين في جميع المراحل في التعليم قبل الجامعي، وكذلك فإن مصر تُقدم دعمًا للمدارس السودانية الموجودة في مصر، إضافة إلى تبادل الخبرات فيما يتعلق بالتعليم، وتدريب المعلمين، وكذلك الاستعانة بمعلمين مصريين في المدارس السودانية. السودان من أكثر الدول التي تأثرت بالأحداث المتطرفة وطالتها أيدي الإرهاب، فهل أثر ذلك على مسيرة التعليم في السودان؟ بالتأكيد كل حدث سياسي يُؤثر على العملية التعليمة، وقد تأثرت العملية التعليمية في السودان بفعل الأحداث المتلاحقة التي شهدتها، ولكننا نستطيع تجاوز هذه الأحداث لاستكمال مسيرة التعليم في السودان. ما تفاصيل خريطة المدارس في السودان؟ أوضاع المدارس في السودان تُشبه الوضع المصري، لكنا نختلف عن مصر بأن نظام التعليم في السودان نظامًا اتحاديًا طبقًا لنظام الحكم في السودان، ووزارة التربية والتعليم لدينا تسمى وزارة التربية والتعليم الاتحادية، وفي كل ولاية ما يُشبه وزارة للتربية والتعليم وجميعها تنضوي تحت لواء الوزارة الاتحادية، فلدينا 18 ولاية وكل ولاية بها وزارة للتعليم، وكل ولاية تدير نظامها التعليمي وفقًا لرؤية شاملة، وكل ولاية مسؤولة عن نتائج الطلاب بها، أما فيما يتعلق بالخريطة المدرسية فهناك المدارس الحكومية السودانية والمدارس الخاصة، والمدارس الدولية ومدارس الجاليات، والمدارس الأجنبية وهذا الوضع يشبه الوضع في مصر. كيف تنفذ وزارة التربية والتعليم في السودان عملية الرقابة على المدارس؟ الرقابة على المدارس تتم بشكل مركزي ولا مركزي فالأول منها يكون عن طريق وزارة التربية والتعليم الاتحادية، والتي تضع خطط المراقبة، واللامركزي عن طريق الولايات السودانية. وكذلك الأمر في الامتحانات التي يخضع لها الطلاب، فهي تتم بشكل لا مركزي عن طريق الولايات وبشكل مركزي في الامتحانات العامة وامتحانات الشهادات. كيف تقيم تجربة امتحانات الثانوية العامة التي تعقدها مصر في السودان؟ تجربة رائدة ومفيدة جدًا، ونحن في السودان نستفيد كثيرًا من الخبرات المصرية في مجال التعليم، في جميع مراحله. كيف تُعالج المناهج الدراسية السودانية قضية حلايب وشلاتين؟ مشكلة حلايب قائمة منذ زمن بعيد بين السودان ومصر ونحتاج أن نتجاوزها، فهناك نزاع قائم على المنطقة بين الحكومتين المصرية والسودانية، وهذا النزاع لن يُحل إلا بالنقاش والتفاهم، والمشكلة في منطقة حلايب وشلاتين أن كل من مصر والسودان يرى أنها تابعة له، وبدلًا من الحديث عن مناقشة حلايب وشلاتين في المناهج السودانية علينا أن نبحث كيف نتوافق، لأن الخوض في تفاصيل معالجة كتب المدارس للقضايا الخلافية يزيد من الخلاف ولا يرأب الصدع. كيف يُعالج السودان قضية التاريخ وقت أن كانت السودان تابعة للحكم المصري؟ كُتب التاريخ السودانية تُعالج التاريخ كتاريخ، ونحن لا نعترف بوجود قديم وحديث، والسودان لم تكن تحت الحكم المصري، ولكن كانت مصر والسودان تحكمان بنظام حكم ثنائي، ونحن نسعى إلى تعليم طلابنا تاريخ بلادنا بما يحفظ هويتنا، والغرض من دراسة التاريخ والجغرافيا هو تعريف الطالب والتلميذ بالأحداث والوقائع التي تمت، وتعريفه بقيم الجغرافيا . هل تعتقد أن الاعتداء الإرهابي على صحيفة " شار إبدو" الفرنسية له علاقة بدعم الدول الأوروبية للإرهاب؟ نحن نرفض الإرهاب والتطرف بصفة عامة، ولا أعلم ما إذا كان لدول الغرب علاقة بالمتطرفين الذين نفذوا الحادث أم لا، لكن في العموم نحن نرفض التطرف والإرهاب بكافة أنواعه وصوره، فكما نرفض الاعتداء على الصحيفة الفرنسية نرفض أيضًا التطرف الفكري في نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، والحل في كافة القضايا يكون بالحوار وليس باستخدام العنف. كيف ترى براءة نظام مبارك؟ هذا الأمر يخص القضاء، ونحن نُشيد بالقضاء المصري، ولا نتدخل في هذا الشأن.