عمل مصور بريطاني يدعى هارفي العمل، سائق سيارة أجرة، عام 2010، كي يُحصَل تكاليف رحلة حول العالم يرغب في القيام بها، وكان يطلب من كل راكب أن يصوره في نهاية الرحلة، فجمع بذلك مجموعة من اللقطات العفوية لمختلف الركاب ما بين محامين ومهندسين وطلاب وفتيات ليل ومدمني مخدرات. واندهش هارفي من تلقائية الركاب وردة فعلهم على طلبه، وعرضت مجلة "بزنس إنسايدر" الأمريكية، مجموعة الصور التي أطلق عليها هارفي مجموعة "التاكسي" التي ضمت مختلف الشرائح المجتمعية والعمرية في مدينة نيث في ويلز. وحرص هارفي على تجاذب أطراف الحديث مع الركاب حتى يحصل على الإذن بتصوير من يختاره منهم، وفي المقابل كان يتنازل عن أجرته، واستطاع في غضون ستة أشهر التقاط 130 صورة، ولم يرفض التصوير إلا 9 ركاب فقط، وكان هارفي يلتقط الصورة من مقعده الأمامي بينما يظل الراكب في مقعده الخلفي، ولم يتصنع الركاب أي وضع أو حتى ابتسامة، بل أن بعضهم استمر في حديثه بشكل طبيعي. ويقول هارفي إن مهنة قيادة التاكسي وضعته في مواقف لم يعتادها، كتوصيل امرأة تعاني من آلام الوضع إلى المستشفى أو مساعدة أحدهم تعرض لحادث سيارة، أو توصيل فتيات الليل إلى بيوت الدعارة حيث كانت شركة سيارات الأجرة التي يعمل فيها متعاقدة مع أحد بيوت الدعارة، وأحيانًا كان بعض الركاب المخمورين يعرضون عليه المخدرات أو ممارسة الجنس. وتعرف هارفي، من خلال عمله كسائق، على قصص الكثير من زبائنه الذين كانوا يتحدثون إليه طواعية، عن حياتهم وعلاقاتهم وعملهم، كما كان يستمع إلى قصص مآساوية عن إحباطات وفشل تصل إحيانًا إلى حد التفكير في الانتحار، ويقول إنه يشعر دائمًا بمسؤوليته تجاه هؤلاء المحبطين وأهمية أن يساعدهم حتى وإن كانت المساعدة هي مجرد الاستماع إليهم.