في مثل هذا اليوم الثاني والعشرين من يناير من العام الماضي، تم اكتشاف انبعاث بخار الماء من أحد الكواكب القزمة في نظامنا الشمسي ويُدعى "سيريس". ما هو سيريس؟ "سيريس" أو "قيرس" هو أول وأكبر الكويكبات التي تم اكتشافها على الإطلاق في حزام الكويكبات الواقع بين كوكبي المريخ والمشترى في نظامنا الشمسي، كما يبعد عن الشمس 419 مليون كيلو متر، ويصل طول قطره إلى 1000 كيلومتر تقريبًا. تم اكتشاف سيريس في 1 يناير من عام 1801 بواسطة العالم الإيطالي، جوسيبي بيازي، وقام بتسميته على اسم إلهة الزراعة في الأساطير الرومانية، سيريس بجانب أسماء أخرى مثل هيرا وفيردينانديا وديميتر. في البداية، احتار العلماء في تصنيفه، حيث كان يعتقد البعض أنه كوكب مفقود في المجموعة الشمسية بين المريخ والمشترى وظل هذا الاعتقاد سائدًا لنصف قرن قبل أن يتم اكتشاف أمر مهم، وهو أن "سيريس" هو الأول من نوع جديد من الأجرام السماوية يسمى الكويكبات. يتكون سطح "سيريس" من الحجارة والغبار كعادة كل الكواكب، ولكنه يتميز بأنه يغطى بالكامل بطبقة من المياه المتجمدة تحت الغلاف الترابي الذي يغطي سطحه، ويعتقد العلماء أنه إذا ذاب هذا الجليد، سيوفر ماءً نقيًا أكثر مما يحتويه كوكب الأرض. هذا يدعو للتساؤل هل يمكن أن تتواجد حياة على سطح سيريس يومًا ما؟ لم لا والآية القرآنية تقول:"وجعلنا من الماء كل شيء حي". وعلى الرغم من أنه لم يكن محل نقاش لوجود حياة عليه مثل المريخ أو قمر تيتان (زحل) أو قمر أوروبا (المشترى)، ولكن وجود الماء على سطحه جعله ضيفًا جديدًا على هذه المناقشات. بالإضافة إلى ذلك، فإن رصد العلماء لانبعاث أعمدة بخار الماء من سطح الكوكب كان أمرًا مفاجئًا وغير متوقع الحدوث في الأجرام السماوية في تلك المنطقة من النظام الشمسي. يتميز "سيريس" بمقدار لمعان ضئيل ولا يمكن رؤيته حتى في أكثر حالاته لمعانًا بالعين المجردة، إلا عندما تكون السماء مظلمة للغاية. من المتوقع أن يحط المسبار الخالي من رواد الفضاء "داون" على سطح سيريس في 6 مارس 2015، حيث كان قد تم إطلاقه في عام 2007 بواسطة وكالة ناسا الأمريكية لدراسة كلا من كويكبي سيريس وفيستا.