هو ثالث ثلاثة يمكن أن نطلق عليهم آباء الدراما المصرية، قدم عددا من المسلسلات ساهمت في تكوين وعي أجيال، وساعدت على انتشار الدراما المصرية في العالم العربي، هو صاحب رأفت الهجان والحاوي وخيال الظل ودموع في عيون وقحة والأيام، هو الراحل المبدع يحيى العلمي. العنكبوت ولد يحيى العلمي في 5 يوليو عام 1947 بمدينة الزقازيق وتخرج من كلية الحقوق إلا أنه اتجه مباشرة للعمل في التليفزيون المصري في بدايته، والذي حصل من خلاله على دورات في الإخراج التلفزيوني في ألمانيا وبريطانيا وقدم أول أعماله التليفزيونية عام 1970 وهو مسلسل أشجان بطولة النجمة سهير رمزي والفنان أشرف عبدالغفور، ولكن انطلاقته الحقيقة جاءت بعدها بثلاثة أعوام حينما قدم مسلسل العنكبوت مع النجم عزت العلايلي ومن تأليف دكتور مصطفى محمود، وهو المسلسل الذي لفت انتباه العاملين في الوسط الفني لدرجة جعت الفنانة نعمت مختار تختاره لإخراج فيلمها "المرأة التي غلبت الشيطان" عام 1973، ليشارك الأديب الكبير توفيق الحكيم في كتابة المعالجة الدرامية. وعقب الفيلم وعلى غير المتوقع توقف يحي العلمي عن تقديم الأعمال الدرامية فترة بلغت خمسة أعوام كاملة قدم خلالها 9 أفلام أبرزها "الخدعة الخفية" عام 1975، "شلة الأنس" عام 1976، "طائر الليل الحزين" عام 1977، "ليل ورغبة". قبل أن يعود للدراما بالمسلسل الكوميدي "برج الحظ" أو شرارة مع النجم محمد عوض، ليواصل بعدها مسيرته الفنية ليقدم عددا من الأعمال الدرامية والسينمائية القيمة فقدم للتليفزيون مسلسلات "العملاق، عام 1979، مع النجم محمود مرسي ومن تأليف السيناريست عصام الجمبلاطي، الأيام عام 1979 مع النجم أحمد زكي عن رائعة عميد الأدب العربي طه حسين وسيناريو وحوار أمينة الصاوي وأنور أحمد، وزينب والعرش عام 1979، مع النجمة سهير رمزي والنجم حسن يوسف من تأليف فتحي غانم وصلاح حافظ، ودموع في عيون وقحة عام 1980، مع النجم عادل إمام وتأليف الكاتب الكبير صالح مرسي". الحاوي ورغم تألقه الكبير في الدراما التلفزيونية إلا أن مسيرته السينمائية جاءت أقل من المنتظر من مخرج بقامة يحيى العلمي حيث قدم عددا كبيرا من الأفلام السينمائية لم يترك أكثرها علامات مضيئة في السينما، ولكنه أيضا قدم عددا من الأفلام المهمة مثل "خائفة من شيء ما عام 1979، صراع العشاق عام 1981، الليلة الموعودة عام 1984، وتزوير في أوراق رسمية، في العام نفسه". أما الدراما التلفزيوينة التي كان لها نصيب الأسد من شهرة يحيى العلمي وتألقه قدم الراحل مسلسلات مثل "أديب، عام 1982، مع النجم نور الشريف عن رائعة طه حسين التي حملت نفس الاسم، وكتب السيناريو والحوار لها الكاتب الكبير محمد جلال عبدالقوي، ومسلسل حكايات هو وهي عام 1985، للكاتبة سناء البيسي، وسيناريو وحوار العبقري صلاح جاهين. وفي عام 1987 أعاد العلمي تجربة أدب الجاسوسية مع الكاتب الكبير صالح مرسي ليقدمو الجزء الأول من مسلسل رأفت الهجان والذي يعد أحد أيقونات الدرامة المصرية. بينا استهل العلمي حقبة التسعينات التي تعد أحد اكثر فترات عمره إبداعا وتميزا، بالجزئين الثاني والثالث من مسلسل رأفت الهجان عامي 1990 و1991، ومسلسل دموع صاحبة الجلالة عام 1993، مسلسل لا، عام 1994، ومسلسل الزيني بركات عام 1995، ورائعته نصف ربيع الآخر عام 1996، ومسلسله الأشهر الحاوي عام 1996، والذي اعقبه توقف عن العمل لمدة أربعة أعوام عاد بعدها بواحد من أفضل المسلسلات التلفزيونية "خيال الظل" عام 2000، وقدم الراحل آخر أعماله مع العملاق محمود مرسي عام 2001، وهو مسلسل بنات أفكاري. وفي مثل هذا اليوم 19 يناير 2002 توفي حاوي الدراما العربية يحيى العلمي عن عمر يناهز 55 عاما بسبب إصابته بفيروس في الكبد.