في مغامرة صحفية غير عادية، انفردت عدسة "التحرير"، بتصوير فيديو يرصد كارثة تربية الأبقار على مراع ومياه الصرف الصحي، واصطياد الأسماك من داخل بركة للصرف يطلق عليها "بركة الشيخ"، بمدينة الخارجة بالوادي الجديد. وتعيش محافظة الوادي الجديد مأساة حقيقية، يدفع ثمنها المواطن الفقير، حيث يتفشى مرض السرطان الخبيث بسبب الطعام الملوث بمياه الصرف الصحي ببركة الشيخ التي تقع على بعد 20 كيلو مترًا، شرق مدينة الخارجة، وتصل مساحتها إلى نحو 40 كيلو متر من مياه الصرف، ونمت على حوافها مساحات شاسعة من الحشائش والمراعى الخضراء التي يستغلها المزارعين لتربية الأبقار والماشية وصيد الأسماك، ثم يبيعون لحومها وألبانها للمواطنين. ومن جانبه، صرح مدير عام الطب البيطري بالوادي الجديد، الدكتور محمد بشير، أنه لحل هذه الأزمة لابد من تضافر جهود أكثر من جهة، حيث أن هناك مايقرب من أربعة ألاف بقرة تتغذى على حشائش هذه البرك بما تحمله من مواد مسرطنة تؤثر بشكل مباشر على صحة أبناء المحافظة، وأضاف بشير ان مديرية الطب البيطري سوف تبدأ بأخذ عينات من الماشية وفحصها، كما يجب على مديرية الزراعة اعدام أي نباتات يتم زراعتها على مياه الصرف الصحي. وقال مؤسس جمعية أصدقاء مرضى السرطان بالوادي الجديد، مجدي معاذ، أن مشكلة الصرف هي أكبر مشكلة تواجهها المحافظة لعدم وجود محطة تنقية، لأن محطة رفع الصرف الوحيدة تعطلت ولا بديل لها، وتم عرض المشكلة على المحافظ أكثر من مرة دون فائدة. وتجولت كاميرا "التحرير" داخل تلك الغابات التي رصدت خلالها آلاف من الأبقار التي تتغذى على حشائش الصرف الصحي بشكل دائم، ثم تقوم بتوزيع ألبانها بما يعادل 5 آلاف كيلو لبن يوميًا، على سكان مدينة الخارجة، وقال لنا أحد سكان المنطقة أن المزارعون يستأجرون عناصر مسلحة لمراقبة الطرق المؤدية إلى برك الصرف الصحي، وإبلاغهم بقدوم أي مسؤل ليتمكنوا من إخفاء الماشية. كما رصدت عدسة "التحرير"، وجود عدة مراكب داخل برك الصرف الصحي لإصطياد الأسماك، والتي ما تكون غالبًا نافقة، بخلاف السمك البلطي الذي يتحمل العيش داخل تلك البرك. ومن جانبه، أكد الدكتور محمد سيد، طبيب التخدير بمستشفى الخارجة، إن المنظومة الصحية بالمحافظة تكاد تكون منعدمة بسبب النقص الحاد في جميع التخصصات الطبية، علاوة على انتشار مرض السرطان والذي يضطر مرضاه للسفر إلى أسيوط للعلاج لعدم وجود علاج بالمحافظة.