"شجاعة وجرأة أنور السادات"، و"أفكار ثورية خارج الصندوق"، تلك كانت مسببات وضعها أكثر من كاتب أمريكي خلال الأيام الماضية، تدعو اللجنة المكلفة باختيار جائزة نوبل للسلام لاختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي ليفوز بها. وكانت دعوة السيسي لإصلاح الأزهر الشريف الخطاب الديني المتطرف المسؤول عن كثير من جرائم العنف والإرهاب، والتي كان آخرها الهجوم الدامي على مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية، "أصداء واسعة" على جميع وسائل الإعلام العالمية، وهو ما دفع الكاتب "جوان ويليامز" في شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية والكاتب "جورج ويل" من صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية على التصريح بأن الرئيس المصري يستحق الفوز بالجائزة الأرفع في العالم. وقالت مجلة "ناشيونال ريفيو" الأمريكية أيضا إن الرئيس المصري أظهر جرأة كبيرة، تضاهي جرأة الرئيس محمد أنور السادات الذي أصر على إبرام اتفاقية السلام "كامب ديفيد" مع إسرائيل، رغم الانتقادات العربية وهجومه على الجماعات الإسلامية المسلحة، التي اغتالته في النهاية. وحذرت المجلة الأمريكية من أن دخول السيسي بجرأة ذلك المعترك "تجديد الخطاب الديني المتشدد"؛ قد يجعله عرضة لخطر كبير؛ خاصة وأنه بالفعل بات هدفا لبعض الجماعات الجهادية المتطرفة؛ بسبب دوره في الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين في أعقاب ثورة 30 يونيو. أما صحيفة "وورلد تريبون" الأمريكية فقالت إن الرئيس المصري سيكتب اسمه في سجلات التاريخ، إذا ما نجح في أن يجعل الأزهر يغير الخطاب الديني المتطرف المنتشر في مصر. وتابعت قائلة "في حالة تغيير الخطاب الديني المتطرف في مصر، فإنه سيتغير في كل المنطقة العربية والعالم الإسلامي؛ لأن مصر هي دوما الأصل والمنبع لأي فكر إسلامي سواء كان متطرفا أو وسطيا". وقالت بدورها صحيفة "يو إس أيه توداي" الأمريكية إن السيسي برأيه الجديد هذا يجعل صدام المنطقة الجديد ما بين نوعين من الإسلام "الإسلام الوسطي الذي يحتوي ويتفاعل مع جميع الأديان الأخرى"، و"الإسلام المتطرف الذي لا يرغب في أي حوار ويرغب في فرض رأيه بالقوة والدم". وتابعت قائلة "السيسي بدا وكأنه ذو وجهة نظر بعيدة الأمد ويقدم أفكارا ثورية خارج النمط التقليدي من التفكير، حينما حذر الدول الغربية من عدم معالجة أصل الفكر المتطرف ومن أن حمايتهم له سيأتي بالعكس عليهم"، مضيفة "وهو ما يبدو أنه تحقق بعد خطابه بأيام قليلة في هجوم شارلي إبدو".