تتحول العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الأحد، إلى عاصمة لمكافحة الإرهاب باحتضانها مسيرة حاشدة ترتدي طابعا دوليا ضد الاعتداءات التي أودت بحياة 17 شخصا سقطوا ضحايا ثلاثة جهاديين. ويشارك في التظاهرة العديد من زعماء الدول يتقدمهم الرئيس فرانسوا هولاند، وسط إجراءات أمنية استثنائية. وفي البداية كانت التظاهرة مخصصة لتكريم ذكرى ضحايا الجهاديين، الأخوان سعيد ورشيد كواشي وأميدي كوليبالي، والذين قتلتهم قوات الأمن. ولكن هذا التجمع تحول تدريجيا إلى تظاهرة ترتدي طابعا دوليا. وستجري هذه المسيرة اعتبارا من بين ساحتي لاريبوبليك (الجمهورية) ولاناسيون (الأمة) في شرق باريس اللتين تفصل بينهما ثلاثة كيلومترات. وسيستقبل هولاند قبل التظاهرة رؤساء نحو خمسين دولة أو حكومة في قصر الإليزيه. وفي الرئاسة الفرنسية ترحيب بهذه "التعبئة الدولية الاستثنائية" و"الوحدة الوطنية"، وفي الوقت نفسه تأكيد على أنه "تجمع للشعب الفرنسي" قبل كل شىء. وستسير أسر الضحايا في طليعة المسيرة تليها هولاند وضيوفه الأجانب ثم الشخصيات السياسية الفرنسية. وستكون كل الأحزاب السياسية حاضرة باستثناء "الجبهة الوطنية" التي استبعدت رئيستها مارين لوبن مشاركة هذا الحزب اليميني المتطرف نظرا لاستبعاده من الاستعدادات للتجمع. وقد دعت إلى التظاهر في المناطق وليس في باريس. وتوقع وزير الداخلية برنار كازونوف مشاركة "مئات الآلاف" بينما تحدث رئيس الوزراء مانويل فالس عن "ملايين". ووعد فالس بإجراءات أمنية مشددة بمستوى الحدث إذ سيتم نشر 2200 رجل وإغلاق عشر محطات لقطار الأنفاق ومنع توقف السيارات. وسيقوم ألفا شرطي و1350 عسكريا آخرين بحماية المواقع الحساسة في العاصمة الفرنسية ومحيطها من مقار لوسائل الإعلام إلى أماكن العبادة ومدارس ومبان عامة وممثليات دبلوماسية. وموازاة مع هذه المسيرة، يستقبل الرئيس الفرنسي صباح اليوم ممثلي المجموعة اليهودية في فرنسا للبحث معهم في ما وصفه الجمعة بأنه "عمل مروع معاد للسامية"، في إشارة إلى احتجاز الرهائن في محل بيع الأطعمة لليهود. وسيزور بعد ظهر اليوم الكنيس الكبير في وسط العاصمة. وظهر اليوم يستقبل هولاند الحكومة الفرنسية بكامل أعضائها ثم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي قبل دعوة رفض تلبيتها الرئيسان الأسبقان البالغان الثمانين من العمر فاليري جيسكار ديستان وجاك شيراك. وبعد ذلك سيستقبل رؤساء الحكومات السابقين ميشال روكار وجان مارك آيرلوت وآلان جوبيه. وعلى غرار طلب السيسي تفويضا لمحاربة الإرهاب، طلب الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولان" تفويضا من الشعب لمكافحة الارهاب، مؤكدا على ضرورة الوحدة الوطنية.