لابد أنك شاهدت أسمائهم مرارًا وتكرارًا على تيترات الأفلام المصرية القديمة، ربما استوقفتك تلك الأسماء لتسأل من هم؟ ولماذا استعانت بهم السينما المصرية؟ وكيف تمكن "خواجة" من فهم التركيبة المصرية ليقدم لك أفلام شديدة الخصوصية تمتعك وتضحكك وتبكيك؟ توجو ميزراحي سينمائي ذائع الصيت من رواد صناعة السينما المصرية خاصة في عقدي الثلاثينيات والأربعينيات، عمل مؤلفًا ومخرجًا ومونتيرًا ومنتجًا وممثلًا، اقترن اسمه بنجوم السينما وقتها "على الكسار، بهيجة مهدي، ليلى مراد، أم كلثوم". ولد في 1901 بالإسكندرية لعائلة إيطالية، حصل على دبلوم التجارة الفرنسية، وسافر إلى إيطاليا عام 1921 ليستكمل دراسته، ولكنها تركها سريعا وذهب إلى فرنسا، حيث درس السينما، عاد إلى مصر عام 1928 وأسس شركة أنتاج أسماها "الأفلام المصرية" وكان مقرها الإسكندرية. بدأ حياته مخرجا ومؤلفا في فيلم " الهاوية" أو الكوكايين عام 1930، كما عمل ممثلا في ثلاثة أفلام تحت اسم " أحمد مشرقي" خوفا من غضب عائلته، شارك في المسيرة السينمائية للنجم على الكسار وقدم معه العديد من الأفلام، مثل "نور الدين والبحارة الثلاثة"، "سلفني 3 جنية"، "غفير الدرك". كما عمل مع ليلى مراد وقدم معها أفلامًا، مثل "ليلى بنت الريف، ليلى بنت مدارس، ليلي"، وحملت مسيرته الفنية قرابة 50 فيلم ما بين تأليف وإخراج ومونتاج وإنتاج وتمثيل، وأخرج لكوكب الشرق أم كلثوم فيلمها الشهير "سلّامة" عام 1947، هاجر إلى أيطاليا عام 1948 بعدما حاصرته الإتهامات بكونه صهيوني وتوقف عن العمل في السينما حتى وفاته. أنجا وميلا صديقتان عملتا في مجال المونتاج، و تحديدا مجال مونتاج النيجاتيف، ميلا مصرية من أصلا يوغسلافي ولدت بالإسكندرية عام 1916، حيث اضطرتها الظروف المادية إلى التقدم في احد المسابقات دون أن تعرف أنها في مجال السينما وفور نجاحها عملت مع المونتير الراحل حسن مراد الذي تعتبره أستاذها الأول. وفي عام 1935 بدات علاقتها بالألمانية أنجا والتي هربت مع والدها مهندس الديكور روبرت شارفنبرج من نازية هتلر وعملا سويا في استديو مصر حتى عام 1942. وشاركتا أنجا وميلا في كل أفلام أم كلثوم وافلام نجيب الريحاني، وبعض أفلام على الكسار وفاطمة رشدي وحسين صدقي. فريتز كرامب هو أحد خبراء ستديو مصر الذي أسسه طلعت حرب عام 1935، ولد بألمانيا في عام 1903، وعلى الرغم من تاريخ فريتز كرامب البسيط في السينما المصرية حيث قدم فلمين فقط وهما فيلم وداد لأم كلثوم عام 1936، الذي يعد أول انتاج لستديو مصر، وفيلم لاشين الذي كتبه وأخرجه عام 1938. أندريا رايدر واحد من اشهر وأهم فناني الموسيقى التصويرية في السينما المصرية، و كان له مع الموسيقار فؤاد الظاهري دورا كبير في وضع أسس الموسيقى التصويرية في السينما المصرية. هو ملحن يوناني ولد في 1908، وقدم في مسيرته الفنية حوالي 55 عمل سينمائيا، كانت بدايته عام 1954، في فيلم أربع بنات وظابط مع نعيمة عاكف وأنور وجدي، ومن اخراج أنور وجدي، ثم أنطلق بعدها ليقدم الموسيقى التصويرية للعديد والعديد من الأفلام المصرية نذكر منها " الرجل الثاني، امرأة على الطريق، تفاحة أدم، حسن ونعيمة، دعاء الكروان، المراهقات، مع الذكريات، اللص و الكلاب" و غيرها من الأعمال. كما قام رايدر بتوزيع عدد من الألحان التي قدمها عبدالوهاب لكوكب الشرق أم كلثوم ، وعدد كبير من الاغنيات لمطربين مصر وقتها، وفي عام 1970 حصل أندريا رايدر على الجنسية المصرية كما تم اعتماده في الأذاعة ملحنا درجة أولي، وتوفي عام 1971 أثناء مشاركته في أحد مهرجنات الموسيقي في مدينة بوينس إيريس الأرجنيتنية في مشاجرة حدثت في الشارع الذي كان مارا به.