قال مبعوث الحكومة الجزائرية وزير الاتصال الأسبق المدير الحالي للمكتبة الوطنية الجزائرية عز الدين ميهوبي، إن مصر بدأت الآن تستعيد حيويتها بشكل ملحوظ معتبرا زيارته للقاهرة التي اختتمها، اليوم الأربعاء، بأنها كانت مفيدة جدا لأنها مكنته من التواصل مع الوسط الثقافي والفكري في مصر على جميع المستويات. وأضاف "ميهوبي" في تصريحات له، أن زيارته لمصر بدأت بالمشاركة في المؤتمر الذي نظمته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية أوائل الأسبوع الجاري تحت عنوان "نحو استراتيجية عربية لمواجهة التطرف" بمشاركة نخبة من المثقفين والإعلاميين والدعاة والمفكرين العرب الذين تبادلوا الرأي فيما يختص بسبل مواجهة هذه الظاهرة العابرة للقارات التي تخترق المجتمعات في غفلة منها. وأوضح أن النقاش أخذ بعده السياسي والاجتماعي والأمني والفكري والديني، معتبرا أن التطرف ليس ظاهرة منغلقة إنما مفتوحة على كثير من الجوانب، ودور النخب كبير في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن معالجة هذه الظاهرة لا يقتصر على الجانب الأمني فقط لأن لها جذورها وامتداداتها وبالتالي يمكن أن تناقش وتعالج بآليات سياسية وقانونية لهذا فإنني عرضت تجربة الجزائر في هذا المجال وكيف واجهت الجزائر هذه الظاهرة وحدها لعشر سنوات كاملة خلفت كثيرا من الضحايا وكانت تتهدد أركان الدولة إلا أن تماسك المجتمع الجزائري ومؤسساته مكن من دحر هذه الظاهرة حيث استخدمت الجزائر في ذلك الآلية الأولي وهي الآلية الأمنية لأن من دور مؤسسات الدولة حماية المواطنين وممتلكاتهم . وضرب ميهوبي في هذا الخصوص مثلا بما وصفه بالضربة القوية التي وجهها الجيش الجزائري للمجموعة الإرهابية التي استهدفت المجمع النفطي في الصحراء الجزائرية يومي 16 و17 يناير 2013 وكيف أن القرار اتخذ سريعا لمنع أى سيطرة لهذه المجموعة على التراب الوطني لأن القرار كان سيدا وكان يقضي بضرب هذه المجموعة الإرهابية والقضاء عليها حتى لا تسول أي مجموعة لنفسها المساس بسلامة التراب الجزائري، بمعنى أنه لا تفاوض مع إرهابيين ، موضحا أن هذه العملية مكنت من تحرير أكثر من 600 رهينة وقضت على المجموعة الإرهابية متعددة الجنسية التي اعتقدت أن الأمر يسير. وردا على سؤال بشأن مدى نجاح الآلية الأمنية وحدها في القضاء على ظاهرة الإرهاب قال عز الدين ميهوبي، إن آلية استخدام القوة لا تحول دون استخدام آلية المعالجة السياسية والقانونية والقضائية في هذا الجانب، وبالنسبة للجزائر فإن هناك قانوني الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة الوطنية اللذين يعتبران من القوانين المرجعية في معالجة مثل هذه الحالات فالرئيس عبد العزيز بوتفليقه نجح في تفكيك الحالة الأمنية ومكن المجتمع الجزائري من تجنب مأساة يطول أمدها. وبشأن معاناة بعض الدول العربية من الإرهاب، حذر مبعوث الحكومة الجزائرية من خطورة ظهور بعض البؤر الارهابية في عدد من الدول العربية ، وقال "إن هناك ضرورة لدعم مسعى الجزائر المتواصل من أجل تجريم دفع الفدية للإرهابيين في عمليات خطف الرهائن خصوصا من جانب بعض الحكومات الغربية لأن دفع الفدية هو بمثابة تمويل لهذه الجماعات والتمديد في عمرها لهذا فالجزائر التي دفعت من دم أبنائها الكثير تخوض معركة كبيرة تقضي بضرورة تبني قوانين صارمة في مواجهة هذه الجماعات وعدم التعامل معها مهما كانت الدوافع ، فالجزائر قتل بعض دبلوماسييها واستهدفت بعض منشآتها لكنها لن تساوم أبدا علي الوقوف بحزم ضد هذه الجماعات . وردا على سؤال حول دور المؤسسات الدينية في هذه المرحلة أكد ميهوبي أهمية أن تعمل المراجع الدينية للأزهر وغيرها من المراجع الدينية في كل البلدان الإسلامية علي ضرورة تقريب وجهات النظر والتقريب بين المذاهب للوصول الي أرضية مشتركة في مواجهة خطر الفكر المتطرف معتبرا أن هذه مسألة حيوية.