كتب- يونس محمد: حاسب يا بيه.. وسَّع شوية يا أستاذ... يا جدعان الدنيا زحمة لوحدها .. بهذه الكلمات فى زحام المواصلات اليومية تكون الجمل، التى يبدأ بها النشال اختيار وصيد فريسته سواء عن طريق المغافلة أو الخطف، والنوع الأخير يعد الأخطر عن طريق الترهيب والتخويف، لكن دون حمل سلاح. التحرير رصدت الأشكال المختلفة والمتنوعة للسادة النشالين على مستوى الجمهورية، وغاصت فى صفوفهم، والتقت عددا منهم للتعرف على مراحل عملية النشل، وأهم الأساليب التى يلجأ إليها المتهمون للإيقاع بضحاياهم . شيخ النشالين.. يعتزل رجب الصغير .. وشهرته الأستاذ 52 سنة، عاطل ومقيم بالعجوزة، جيزة، والأشهر فى مجاله، حيث سبق اتهامه فى 30 قضية نشل، تم ضبطه متلبسًا بنشل مبلغ 150 جنيها من محمد محمد شنن،41 سنة، طالب بكلية الإعلام، جامعة القاهرة سورى الجنسية فى أثناء وجوده بمحطة أوتوبيس ميدان لبنان بالعجوزة- جيزة، لتكون أول كلماته لرجال المباحث يا باشا أنا بقالى زمن ما تمسكتش علشان كده أنا أسمى (الأستاذ)، وتعلمت النشل من أحد أقاربى ، مضيفًا أنه يعمل بهذه المهنة منذ 30 سنة، وأنه سبق كثيرا من أصحاب الخبرة فى هذا المجال لخفة يده ، وأضاف أنه سوف يتوب عن النشل، بسبب أن يده أصابها الرعاش، ولم يقدر على العمل بحرفية. أسطورة النشل سقطت بعد 41 واقعة هدى.ع.أ ، 51 سنة، مسجلة سرقات، مقيمة مركز مغاغة- المنيا، والسابق اتهامها فى 41 قضية، وسقطت متلبسة بنشل بوك حريمى من رانيا توفيق سيد محمود، 29 سنة، ربة منزل، كان بداخله 150 جنيها، وبطاقة الرقم القومى، وهاتف محمول، فى أثناء وجودها بمحطة أوتوبيس السلام بالقاهرة، لتحكى أمام رجال المباحث طريقتها فى النشل، بقولها أنا باسرق فى الأوتوبيسات الستات والرجالة بس أنا باحب أسرق الرجالة ، مستكملة الرجال فى الأوتوبيسات بيحبوا التحرش، وأنا باسيبهم يعملوا اللى هم عايزينه، لحد ما أعرف آخد اللى أنا عايزاه، وبعدها بلم عليه الأوتوبيس، وأقول إنه بيتحرش بى، وكل الأوتوبيس يضربه وقتها، والناس تهدى فىّ لغاية ما أنزل . نشال الأوتوبيس.. الأشهر فى الكار بعد ضبطه بموقف أوتوبيسات شبرا الخيمة أعطى إيهاب فاروق، 38 سنة، مسجل نشل ب26 قضية وشريكه حسين. س، 28 سنة، عاطل ومقيم بشبرا الخيمة متلبسين بسرقة هاتف محمول من مصطفى زغلول عبد العزيز محمد 42 سنة، مهندس صيانة ومقيم بحلوان، فى أثناء وجودهما بمحطة أوتوبيس بهتيم للنقل العام- بشبرا الخيمة، اختصر المتهم فى اعترفاته لضباط مباحث مكافحة النشل كيف يصطاد ضحاياه بقوله بص يا بيه الناس بتبقى واقفة نايمة على روحها، وهى اللى بتدى فرصة للواحد إنه يسرقهم ، مستكملا أنا باكون فى الموقف واختار (البشكة) يقصد به الضحية فى (عالم النشل) أن يكون شرطا أساسيا مشغولا بأى شىء، ولا يكون متابعا نظرات الآخرين له ، مضيفا يعنى بيلعب فى موبايل أو بيقرا جورنال، لازم يكون فيه حاجة شغلاه ، وبعد اختيار الضحية ومع تحرك الأوتوبيس يتم النشل فى أثناء مطب أو شدة الزحام، أو يتم افتعال مشاجرة بواسطة شريكى للفت الأنظار، وبسرعة الصاروخ كل شى بيقبى تمام. أما شريكه فرفض إعطاء أسرار المهنة ليقول يا باشا كل اللى أنا عايزه 100 جنيه فى اليوم، عندك شغلانة تجيب المبلغ ده لواحد مسجل زى... . نشال الشوارع .. يخطف ويجرى منذ فترة ألقت شرطة المواصلات القبض على نشال بعد مطاردتها له فى محطة مصر، وذلك بعد سماع استغاثات ربة منزل قام النشال بسرقة حافظة نقودها وفر هاربا. وبعد مطاردة المتهم داخل المحطة تم القبض عليه وبحوزته المسروقات، وكانت الصدمة على المتهم فور علمه بأن الحافظة بداخلها 5 جنيهات فقط، وهاتف محمول، وقال المتهم لرجال الأمن بعد علمه بمحتويات الحافظة: يا رتنى ما كنت سرقتها.. لو كنت أعرف إنى هاجرى كل دا ماكنتش عملت كده ، واعترف المتهم ويدعى أحمد.م.أ، 24 سنة، عاطل، مقيم دائرة مركز شرطة القناطر الخيرية، قليوبية، بتفاصيل طريقته الخاصة فى سرقة الزبائن، وقال أنا يا باشا أجلس فى الشارع، وأرقب المارة والستات، وبعد ما أحدد اللى هاسرقه بدرس الشارع، وباهتم إنه يكون فاضى علشان أقدر أجرى ، وأضاف المتهم أنا باختار الستات الكبيرة فى السن علشان لما أخطف شنطتها أو البوك بتاعها ما تقدرش تجرى ورايا، وهى دى شغلتى من زمان وساعات باتمسك بس أغلب الأوقات باهرب واقعد فى حتة بعيد، وأشوف حظى من السرقة ، فى لفتة ساخرة يضيف نشال الشوارع الفقر ركب الناس وما بقتش تشيل فلوس زى الأول، يعنى أنا جريت 4 ساعات من الشرطة، وفى الآخر طلع فى البوك 5 جنيه بس، ودا بيتكرر معايا، وأكبر مبلغ ممكن ألاقيه فى أتخن محفظة، بيكون 200 جنيه بالعافية. نشالة المترو .. مواصفات خاصة إلهام حوادث، 22 سنة، ذائعة الصيت بمسقط رأسها بالمرج، لكونها أسطورة النشل بقطارات المترو، أخيرا سقطت فى قبضة الرائد محمد سعدون، ضابط مكافحة النشل، متلبسة بسرقة هاتف محمول ماركة نوكيا من داخل حقيبة يد إحدى السيدات داخل المترو بأسلوب المغافلة، وذلك حال صعودها أحد القطارات، وعثر بحيازة المتهمة على هاتف محمول آخر. لتكشف زعيمة النشالات وسيلتها فى سرقة ضحاياها بقولها: الستات فى المترو بيكونوا نايمين على نفسهم، ساعة الظهر هى الشغل كله، وأنا باشتغل كمان فى عربيات الرجالة ، مضيفة أنا باسرق منذ 6 سنوات بس المرة دى خلاص كده.. وأنا باعتمد على أن السيدات بتكون ماسكة الشنطة ومشغولة بأى حاجة تانى، وفى غمضة لحظات الموضوع بيخلص . المرعب نشال القطارات كان فى الأصل عامل زراعى، لكنه لم يحتمل حرارة الشمس فى الغيطان كباقى المزارعين، فشق طريقه فى عالم النشل، لكن ليس هذه المرة بخفه يده، لكنه بأسلوب إخافة الضحية ، كانت الخدمات الأمنية، المعينة برصيف محطة سكك حديد المنيا، قد ضبطت رفاعى.م.ع، وشهرته المرعب ، 23 سنة، مقيم بالمنيا، بأحد القطارات عند توقفه بالمحطة، بعد استغاثة أحد الركاب من أن المتهم سرق هاتفى محمول منه، فى أثناء وجودهما معا داخل القطار، وبتفتيشه عُثر معه على هاتف محمول آخر. بمواجهة المتهم اعترف بارتكابه الواقعة، وبالكشف عنه تبين سابق اتهامه فى 12 قضية نشل وسرقة بالإكراه، وأضاف فى اعترفاته لرجال الشرطة أنا بقيت أسرق الناس لما لقيتهم بيخافو من شكلى . وذكر أحد المواقف الطريفة له أثناء نشل أحد المواطنين شعر بيدى داخل أحد جيوبه، وعند الالتفات إليه رفض التحدث حتى نزل من القطار . كل يوم برزقه يا باشا الدنيا صعبة أوى مع الواحد، ومش معايا فلوس أكل أعمل إيه يعنى كان لازم أسرق .. كانت تلك كلمات بدأ بها عمرو.ح.م، 30 سنة، وشهرته الحدق عاطل، اعترفاته، مستكملا أنا مش فرحان إنى نشال ، وأضاف أنت عارف يا بيه الشغلانة دى زى صيد السمك يوم تطلعك سمكة كبيرة، ويوم فى السجن، وأنا دلوقتى داخله ، وبعدها رفض التحدث، وذلك بعد ضبطه متلبسا فى أثناء سرقته هاتف المحمول بمحطة مترو غمرة، لكن التحريات قالت إن الحدق يسرق زبائنه عن طريق الادعاء أنه مريض، وسيسقط على الأرض فيقوم الركاب بمساعدته على الجلوس أو العبور للخارج، وخلال ذلك يقوم بممارسة السرقة التى يجيدها، كما يلجأ الحدق وفق التحريات إلى سرقة ضحاياه فى محطات الشهداء وغمرة وقت توقف القطارات ولحظة فتح الأبواب وصعود ونزول الركاب وهى أشد الأوقات زحامًا، ويمكن سرقة الضحايا فى سهولة. مَدرسة فى خفة اليد وحدة مكافحة جرائم النشل بإدارة شرطة مترو الأنفاق، ألقت القبض على رضا.م.م، 36 سنة، ربة منزل وابنتيها هبة، 17 سنة، وصابرين، 13 سنة، ومقيمات القليوبية، متلبسات بسرقة هاتف محمول من داخل حقيبة يد من سيدة بأسلوب المغافلة فى أثناء وجودهن بمحطة غمرة لمترو الأنفاق وضبط بحوزة الثانية هاتف محمول، ومع الثالثة حافظة نقود حريمى مسروقة أيضًا، بمواجهة المتهمات بما أسفر عنه الضبط اعترفن بارتكابهن وقائع السرقة. وأضفن بتكوينهن تشكيلا عصابيا تخصص فى سرقة الركاب بالمترو، وأدليت البنتان بتفاصيل مريعة حول إصرار والدتهما على تعليمهما داء السرقة ، وقالت الصغرى كنا عارفين إن ماما بتسرق الناس وصحباتنا كانوا بيعيرونا بيها، ولما كلمناها قالت إذا كان عاجبكم، وأنا هاعلمكم الصنعة علشان تلاقوا حاجة تاكلوا منها عيش بعد ما أموت، وفعلا علمتنا أمنا السرقة، وكانت تاخدنا المترو، وتقول لينا شوفونى وأنا باسرق واعملوا زى . الأم المتهمة من جهتها سردت قصتها بالتفصيل، واعترفت فى جرأة فعلا أنا باعشق السرقة، وهى اللى باكل من وراها عيش، وهى اللى ربت بناتى، وأنا باعتبرها صنعة ومهنة ومش عيب ، وأضافت أسرق أحسن ما أعمل حاجات وحشة على الأقل بناتى مش هيتعايروا بأمهم . 100 حالة نشل فى شهرين اللواء السيد جاد الحق مساعد الوزير لشرطة النقل والمواصلات، أوضح فى تصريحاته ل التحرير ، أن الإدارة تمكنت من ضبط 100 نشال فى خلال شهرين عن طريق الوجود المستمر لضباط مكافحة النشل بالمترو والمواقف العام للأوتوبيسات، إضافة إلى الدفع بالشرطة النسائية فى عربات السيدات بالمترو لضبط المسجلات خطر والنشالين. كما أوضح جاد الحق أن الإدارة سوف تقوم بعدة حملات مكبرة خلال الفترة القادمة للقضاء على تلك الظاهرة السيئة وملاحقاتهم، لافتا إلى أن السرقات تتم عادة فى الأماكن المزدحمة، وبالتحديد فى أوقات الذروة.
