فى جنازة فؤاد المهندس صرخت «شويكار» فى وجه مراسل إحدى القنوات لتضمن بعدها ابتعاد الجميع عن طريقها، لم يكن أمام شويكار سوى الصراخ حتى يفهم مراسلو القنوات أن الوقت ليس مناسبًا للحصول على تعليق منها على وفاة حبيب العمر، ما الذى يمكن أن تقوله شويكار أصلًا بعد دقائق من تشييع جثمان المهندس؟ فى عزاء نادر جلال قبل أيام اضطر عادل إمام إلى نَهْر أحد المشاركين -لم يكن صحفيًّا- أراد التقاط سيلفى معه على السريع . العزاء حتى لو كان لنجم كبير لا يمكن دخوله بدعوات أو كارنيهات، وبالتالى هو مفتوح لمن يريد أن يواسى، لكن ما الذى تغير عن عزاءات الزمن الجميل، تغيرت أخلاقنا بشكل عام سواء كأشخاص أو كصحفيين ومصورين. هناك من كان ينتظر العزاء ليرى الفنانين عن قرب، فهو لن يتمكن من دخول مهرجان القاهرة مثلًا أو حضور العروض الخاصة للأفلام، لكن هؤلاء كانوا يتحرجون من الاقتراب ويرسمون لأنفسهم خطًّا أحمر، الآن كل من معه هاتف محمول يقترب من صفوف المعزين، يندس بينهم ويلتقط الصور. على خط موازٍ كان عدد الصحف والقنوات محدودًا، كان المراسلون يتأكدون أولًا من قابلية النجم للتصريح، وهناك نجوم أصلًا يحضرون الجنازات من أجل الظهور فى الإعلام، معروفون بالاسم بالمناسبة، لكن خصوصية الباقى يتم انتهاكها، مما دفع خالد الصاوى إلى كتابة أول تحذير من نوعه، بأنه لن يسمح بوجود الكاميرات بين مقاعد المعزين فى وفاة والده، الصاوى يرى أن وفاة أحد أقارب النجم لا تستدعى وجود الفلاشات التى تختفى تمامًا لو أن المتوفى فنان نصف مشهور. تحذير الصاوى بداية لمواجهة الفوضى غير الأخلاقية التى تشهدها جنازات وعزاءات الفنانين، والتحذير موجه كذلك إلى مواقع أصيبت بهوس تصوير الجنازات كما سماها الزميل طارق عباس، فتراهم ينشرون خبرًا عن فتح القبر لاستقبال جثمان الفنان فلان، وخبر وصول الجنازة للمقابر، وخبر لكل فنان يصل لتقديم الواجب، لتتحول اللحظات الحزينة إلى أسواق شعبية، لا تحترم حرمة المتوفى ولا خصوصية الأحياء، ثم نعود ونسأل ماذا جرى للمصريين؟!.. شاهد ما يفعلون فى الجنازات ستجد الإجابة، وبعدها وحِّد الله.