مساء أول من أمس، التقى الكاتب الكبير حسن المستكاوى مع الإعلامى المتميز إبراهيم عيسى، فى حلقة من البرنامج الجديد «مع المستكاوى» حظيت بمتابعة جماهيرية مكثفة نظرًا إلى ما يتمتع به الاثنان من قيمة وقامة. فالأول هو شيخ النقاد الرياضيين، الذى أثار على مدار سنوات طويلة إعجاب وحيرة المتابعين الشغوفين بتحديد ميوله التشجيعية، وهل هى أهلاوية أم زملكاوية، رغم أنه أعلنها صريحة مدوية: أنا إسماعيلاوى الهوى دجلاوى الهوية! والثانى هو نجم برامج التوك شو السياسية -وحاجات تانية كتير- الذى يقول بكل وضوح: هكذا كذلك.. بأحب الزمالك! كبير العائلة المستكاوية أدار الحوار بألمعية وفتح المجال أمام ضيفه ليبدى آراءه بأريحية فى كثير من القضايا الكروية: 1- الجماهير المصرية تمارس طقوس التشجيع بطرق جنونية تشبه حفلات الزار المعروفة بالصخب الشديد، الذى يحجب الرؤية والمضمون والاستمتاع عن كل الحاضرين، يضاف إلى ذلك مبالغة البعض فى استخدام العبارات المتطرفة التى تعلى من شأن النادى على حساب الوطن، والشعارات الداعية للموت فى سبيل التيشيرت الأبيض أو الأحمر. 2- الكتاب يتعاملون مع الرياضة باعتبارها شيئًا ثانويا لا يستحق كثيرًا من الاهتمام، لذلك تخلو المكتبة الثقافية من كتب ومراجع حقيقية توثق تاريخ الرياضة المحلية بطريقة علمية، كذلك يفعل صناع الأفلام السينمائية الذين يهملون تناول حياة نجوم اللعبات الشعبية المليئة بأحداث درامية ولحظات إنسانية. 3- الدولة تتعامل مع ظاهرة الأولتراس بسياسة يغلب عليها طابع (الأبوية) التى يرفضها هذا الشباب المراهق المتمرد على كل أنواع الوصاية والرقابة من جانب الكبار. التعامل مع تجاوزات هؤلاء يجب أن يتم وفقًا لقوانين الثواب والعقاب التى يجب أن تطبق على الجميع دون استثناء إذا ما أردنا عودة الانضباط إلى المنظومة. 4- بعض مقدمى البرامج الرياضية يخلطون بين حيادية الرأى التى تتطلب منهم تقديم المعلومة بصورة صحيحة وحرية الرأى الشخصى الذى يمكن أن يغلب عليه انتماؤهم إلى أندية بعينها، لكن رغم ذلك ليس من حق المشاهد مهاجمتهم، لأنه غير مجبر على متابعتهم فى ظل امتلاكه جهاز التحكم التليفزيونى القادر على تغيير القناة فى لحظة. 5- فريق الزمالك الحالى يلعب بطريقة دفاعية تخلو من البهجة ولا يمتلك اللاعب النجم القادر على تغيير الشكل أو النتيجة، لذلك فإن فرصته فى الفوز بالدورى أو حتى تحقيق الانتصار على الأهلى ستظل محل شك.. أنا أختلف مع هذا الرأى، لأن معظم الأندية والمنتخبات التى حققت ألقابا خلال الفترة الأخيرة اتبعت هذا الأسلوب القائم على التأمين الدفاعى، مع الاعتماد على الجماعية مثل أتليتيكو مدريد المتوج بالليجا الإسبانية وألمانيا الحاصلة على كأس العالم. 6- عشق عيسى الشديد للزمالك يعود إلى عامل الوراثة، حيث إن كل أفراد عائلته (باستثناء شخص واحد فقط) من مريدى هذا النادى العريق، الذى تسبب له فى إحباطات كثيرة، مما دفعه إلى محاولة الإقلاع عن تشجيعه إلا أنه لم يفلح، فعوض ذلك بغرس حب الأهلى داخل ابنه حتى لا يعانى مثله! حوار الأستاذين، حسن وإبراهيم.. كان ممتعًا وفى الصميم.