قال الكاتب البرازيلي باولو كويلهو، إن القرصنة الإلكترونية التي تعرضت لها شركة سوني بيكتشرز تهديد لنا جميعًا، إذا لم يفرض المجتمع قيمًا مهمة، وهي حرية التعبير الفردية والجماعية لدينا والرفض القاطع للتفاوض مع إرهابيين مجهولين. وأضاف الكاتب البرازيلي، صاحب الكتب الأكثر مبيعًا، في مقابلة مع الأسوشيتد برس أنه على استعداد لتقديم نفسه كمثال، حتى إذا تعرض لانتقادات وتهديدات محتملة، إذا وافقت سوني بيكشترز على عرضه بشراء الفيلم مقابل 100 ألف دولار للحصول على حقوق عرض فيلمها الملغى. وأكد كويلهو، أن الدفاع عن هذه القيم هي المسألة التي تُسبب معظم القلق للجميع على هذا الكوكب، لجميع من يؤمنون بحرية التعبير، مشبهًا الأمر بمحنة زميله الكاتب سلمان رشدي، الذي أمضى سنوات مختبئًا بعد روايته، آيات شيطانية، بعد تلقيه تهديدات بالقتل من الحكومة الإيرانية. وتتمثل خطة كويلهو في عرض الفيلم على مدونته الشخصية، وهو عرض عفوي، حيث كتب كويلهو في حسابه بموقع تويتر، أعرض على سوني 100 ألف دولار لشراء حقوق فيلم المقابلة، ذا انترفيو، وأريد أن أبثه مجانًا على مدونتي، وذلك بعد إلغاء سوني عرضه بعد تهديدات من قراصنة مجهولين. وقال كويلهو، اعتقد أنهم قد يقبلون هذا العرض للحفاظ على ماء وجههم، وأضاف، إنه في بادرة لحسن النية، علينا قبول 100 ألف دولار حتى إذا وضعنا 44 مليون دولار في هذا الفيلم لأننا نؤمن بحرية المعلومات، وغدًا سيكون الفيلم هناك. واعترف مؤلف رواية الخيميائي، بأنه سيكون خائفًا إذا نشر الفيلم في مدونته، خاصة وأنه يُسافر كثيرًا وقد يكون عرضة لأي هجوم، لكنه قال إنه سيُصبح أكثر خجلا من نفسه إذا لم يقم بالمحاولة على الأقل، مضيفًا، أيهما أفضل، الحياة مع الخوف، أم الحياة مع الخجل؟ الأفضل هو الحياة مع الخوف، وأن هذا من أجل شيء أكثر أهمية مني أنا. ودافعت سوني عن قرارها بعد أن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال مؤتمر صحفي إن الشركة ارتكبت خطأ، بقرارها إلغاء الفيلم، وهو فيلم ساخر يتناول مؤامرة لاغتيال زعيم كوريا الشمالية، وتعهد أوباما بأن الولاياتالمتحدة سترد في المكان وبالطريقة التي تختارها على الهجوم الذي أدى إلى إلغاء الفيلم. واتهم مكتب التحقيقات الفيدرالية، إف بي آي، حكومة بيونج يانج بالتورط في الهجوم الإلكتروني، وقالت سوني إن السبب في إلغاء عرض الفيلم هو تراجع أكبر سلاسل دور عرض عن عرض الفيلم. وأضافت سوني في بيان، أن هذا كان قرارها الخاص، وأوضح كويلهو أنه لا يدافع عن الفيلم نفسه، بل ينتقد ثقافة الخوف، والاستعداد الواضح للتفاوض مع إرهابيين، قال إنهم يقوضون حرية الناس في التعبير ومبدأ عدم التفاوض مع الإرهابيين، كما أشاد كويلهو بإعجابه بالممثل الأمريكي جورج كلوني، وذلك لمحاولته تسليط الضوء على قيم حرية التعبير، حيث أطلق عريضة تأييد لشركة سوني، رغم أنه لم يوقع عليها أحد من كبار نجوم هوليوود. وقال كويلهو إنه لم يستطع الوصول إلى أي من المديرين التنفيذيين لمناقشة قرار عدم عرض الفيلم قبل موعد عرضه المتوقع في الخامس عشر من ديسمبر، لكنه يعتقد أن الشركة تجاهلت عرضه بسبب الخوف من الكشف عن رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلت لسوني، ما أقوم به هنا هو أكثر من مجرد بيان سياسي، المعركة من أجل الحقوق، نحن نعيش لحظة فرض قواعد الخوف، وهذا لا يمكن أن يستمر.